محمود السعدني مديرًا فنيًا لمنتخب مصر .. سنلعب بخطة دوخيني يا ليمونة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان يسخر كما يتنفس، الكاتب الكبير صاحب المبدأ الثابت، الولد الشقي، محمود السعدني، حين كان يتحدث محمود السعدني أو يكتب عليك أن تنصت، بالتأكيد ستجد ما سيدهشك أو ما ستجعل قدرته على الحكي قولًا وكتابة ما يجعله مُدهشًا، وبعيدًا عن كتابات “السعدني” في السياسة، والفن، والثقافة، وحال البلاد والعباد. وهي لا تخفي على القرّاء، وليست ببعيدة عن الأرشيف إن كنت لم تقرأ له بعد .. لكن قلم السعدني ذهب به إلى المستطيل الأخضر، لعب معه فكتب عدة مقالات خاصة بكرة القدم، ومن أبرزها مقال نُشر بجريدة “العربي ” بعدد 3 إبريل عام 1995 ، وفيه عيّن نفسه مديرًا فنيًا لمنتخب مصر .. وقال :
أثبت منتخب مصر لكرة القدم أنه فريق عربي أصيل، وأكد أن الكرم هي الصفة الأولى لأمة عدنان. وتعادل الفريق المصري مع فريق لبنان، وانهزم أمام الفريق الأوليمبي السوري، وهو غير الفريق القومي السوري حيث لا يوجد الآن في سوريا فريق قومي. والسبب أن اتحاد الكورة هناك قام بتسريح الفريق تمهيدًا لإحلال فريق جديد محله . وهذا الإجراء السوري هو عكس ما فعله الاتحاد المصري. والسبب إن الاتحاد المصري لكرة القدم حريص على آثار مصر القديمة ولذلك يرفض إجراء أي تجديدات في الفريق، ويصر على تمويل المنتخب إلى متحف يطوف به العالم لتشاهد البشرية عظمة مصر وآثارها الخالدة على مر الزمان .
وهكذا أثبت الفريق المصري خلال مبارياته الدولية في بيروت وفي دمشق أنه فريق قومي أصيل، باعتباره يمثل قومًا ليس لهم علاقة بكرة القدم، ويؤكد الذين شاهدوا المباريات خلال خلال الجولة العربية أن الفريق المصري تاه في الملعب أغلب فترات المباريات، وفشل أغلب اللاعبين في معرفة مرماهم من مرمى الخصوم. ويقال إنها طريقة جديدة في اللعب اسمها طريقة البغتة، وهي طريقة حديثة اكتشفها العبقري وحيد صالح مدرب الفريق القومي، حيث يمثل الفريق تبعنا أنه دايخ وأنه مصاب بالحول وأنه على وشك السقوط على أرض الملعب، ثم يفاجئ الخصم بهجمة عنترية مونتجومرية نسبة إلى المارشال مونتجومري، تنتهي بتسديدة تمزق شباك الخصم وتدفع المشاهدين إلى الرقص في المدرجات. ولكن الذي حدث في مباريات لبنان وسوريا، أن الفريق المصري نفذ الجزء الأول من الخطة فداخوا وساخوا وسقطوا على الأرض أما الجزء الثاني الخاص بالهجمة العنترية فقد نسوها أو تناسوها وهم معذورون، لأن الشيخوخة لها حكمها وما يقدر على القدرة إلا القادر وسبحان الذي لا يغفل ولا ينام. والحق أقول أن كل الكباتن تبعنا حاولوا تسجيل أهداف في مرمى المنافسين ولكن حجم المرمى تحدده قوانين قديمة ورجعية ولا تتفق مع النظام العالمي الجديد! أما البطل حسام حسن فقد صادفه سوء الحظ في مباراة لبنان فلم يمرر تمريرة واحدة مضبوطة، ولك يسدد كرة واحدة قوية، ولم يلعب لعبة واحدة تشرح القلب! والسبب ولد لعيب لبناني لازمه كاللزقة الأمريكاني وقطع عنه النور والميه، فكان جزاؤه لكمة قوية وممتازة طرحته أرضًا وحملته على نقّالة الاسعاف إلى المستشفى . وهو جزاء عادل، لأن لاعب الكورة يفرض إعطاء فرصة للخصم لكي يتحرك في الملعب على راحته. أما هذه اللزقة التي لزقها اللاعب اللبناني فلا يفكها إلا بوكس من النوع الحياني، وهو الشئ الوحيد الذي فعله حسام حسن ويستحق عليه التقدير.
إن رحلة الفريق المصري إلى لبنان وسوريا ليست مجرد جرس إنذار للكرة المصرية، ولكنها إعلان وفاة ونعي منشور في الجرائد وعلى صفحات كاملة داخل مصر وخارجها. هذا الفريق المصري الذي ننافس به الآن على بطولة إفريقيا، وننافس به بعد ذلك للوصول إلى كاس العالم، هو فضيحة وجرسة وكارثة من كوارث الدهر نسأل الله أن يزيحها عنا. وهذا المدرب الهزلي الذي يصلح مدربًا في المسرح الكوميدي يجب الإطاحة به اليوم قبل غد، فهو أشبه بمدرس في كُتّاب الشيخ محمد رفعوه فجأة إلى أستاذ في كلية العلوم بالجامعة. طبعًا المسئولية ليست مسئولية مدرس الكُتّاب الذي وجد نفسه فجأة أستاذًا بجامعة أكسفورد. ولكنها مسئولية هذا الاتحاد الذي أصبحت الكورة في عهده مسخرة و”عك” ولعب عيال، وهي مسألة لا تهم أحدًا لو كان فريق يلعب باسمه أو باسم نادي، ولكن الكارثة الكبرى أن الفريق يلعب بإسم مصر . والسكوت على هذه الجريمة.. جريمة أكبر.. ولذلط ينبغي تسريح هذا الفريق والقبض على المدرب وحيد صالح وتحديد إقامة اللاعب حسام حسن وتحويل الآخرين إلى المُدّعي الاشتراكي باعتبارهم قدموا كورة فاسدة أصابت مصر كلها بالقرف الشديد !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال