همتك نعدل الكفة
679   مشاهدة  

محمود الليثي .. عندما يكون الاستهبال الفني أسلوب حياة

محمود الليثي
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بنى المطرب الشعبي محمود الليثي شهرته من خلال الأغاني الترويجية للأفلام التي تصنف تحت بند الهبوط الفني والتي كان يلعب فيها دورًا أخر بجانب الغناء وهو الرقص صحبة إحدى الراقصات في أغنيات تدور مفرداتها داخل غرف النوم فقط.

لم يهتم الليثي كثيرًا بتطويع امكانيات صوته التي قد تضعه على قمة الغناء الطربي الشعبي وقرر أن يستغل هذا الصوت في أكبر قدر من النحت الفني في أغنيات تندرج تحت بند الاستهبال الفني، يعبث بالتراث الغنائي الشعبي ويعاد تقديمه في أشكال مريعة فنيًا مستخدمًا جواب صوته المستفز جدًا والذي يظن أنه بصمته الفنية التي ستحقق له التفرد رغم ان كل من يشاهد أغانيه لا يهتم بصوته قدر اهتمامه بالراقصة التي تصاحبه في الاغنية، والحقيقة أنه لولا وجود منتج داعم مثل السبكي خلفه لما استمر الليثي كثيرًا خصوصًا وان السبكي يغير دائمًا في المطربين الشعبيين حيث أطلق علينا في البداية عماد بعرور الذي اختفى سريعًا ثم ابتلانا بسعد الصغير وأمينه وختمها بالثنائية “الليثي وبوسي” المستمرة لفترة طويلة على غير عادته.

في حوار مع الليثي يحكي تفاصيل صناعة مهرجان “قشطة بالزبادي” الترويجي لفيلم “عيال حريفه” وكيف أنه لم يستطع الوصول إلى الشاعر”كلامنص” الذي أغلق هاتفه وفي نفس الوقت مرتبط بميعاد تسجيل لدى الموزع اسلام ساسو والراقصة لورديانا فقرر أن يلجأ إلى حيلة أقل ما يقال عنها انها استهبال فني حيث أقدم على استدعاء لحن أغنية  الأطفال “جدو علي” المقتبس من أغنية إيطالية عنوانها Nella vecchia fattoria

ثم كتب في الطريق عدة مقاطع منحطة شعرية من عينة “آه يا قشطة بالزبادي انتي جامدة فحت طب على الهادي يا زبادي جامدة فوق وتحت الوسط يقوم فرحان من النوم يرقص ويقول ويغني قوله وهات يالعب” ثم تواصل مع كلامنص الذي أكمل هذا العبث الفني على طريقة الريس ستاموني عترة المؤلفين المكيفة.

YouTube player

الغريب أن الليثي كان يحكي القصة بتأثر شديد وكأنه جاب الديب من ديله غير عابئ بسرقة لحن أغنية أطفال شهيرة جدًا كي يعيد تدويرها في تلك النحتاية التي رقص عليها مع لوردينا في فيلم لم يشاهده أحد وبالطبع السبكي  لا يهتم بجودة الأفلام التي ينتجها قدر اهتمامه بصناعة أغنية بها خلطة البهارات الغرائزية التي ستجذب الجمهور إلي الفيلم والتي ستحقق له أرباح مشاهدات قد تغنيه عن شباك التذاكر.

عبث الليثي بالغناء لم يقف حد سرقة ولطش الألحان في مهرجانات قميئة رديئة المستوى الفني بل وصل إلي اعادة غناء بعض الأغنيات في أسوأ صورة ممكنة أشهرها أغنية صياد من أوبريت صغيرة على الحب لسعاد حسني والذي أدخلها مفرمة المهرجانات مع راقصة اخرى تدعى انستازيا في فيلم “يجعله عامر” ثم يقف في منتصف الأغنية يحيي المنتج أحمد السبكي وكأنه نبطشي أفراح يلم النقطة وليس مطرب.

YouTube player

لم يكتفي الليثي بكل ما سبق ففي أغنيته الأخيرة “عذبني عذب” أقدم على مأساة فنية حيث قام باقتباس المقدمة الموسيقية من مقطوعة كلاسيكية شهيرة  Eine Kleine Nachtmusik للموسيقار النمساوي موتسارت، ولا أعرف ما علاقة موسيقى موتسارت بالأغنية الشعبية المصرية وما الدافع من اقتباس تلك الموسيقى في أغنية تقول كلماتها عذبني عذب موجهة لجمهور لا يعرف من هو موتسارت اصلًا وما جدوى استخدامها خصوصًا أنه لم يستوحي اللحن منها بالأساس، لكنه يبدو أن الليثي والموزع باسم منير قرر أن يصدروا لنا صدمة فنية جديدة.

YouTube player

الغريب هو احتفاء النخبة بشكل مبالغ بصوت الليثي وكأنه أعاد اختراع عجلة الأغنية الشعبية رغم أنه لا يمتلك مشروعًا غنائيًا سوى التمايل بابتذال مع الراقصات الأجانب حتى أصبحت أغانيه مرادفًا للهبوط والإسفاف الفني وهبط بالأغنية الشعبية المصرية إلي أسفل سافلين جعلنا نترحم على أيام مجدي طلعت ومجدي الشربيني وعادل الخضري الذين اتهموا بالاسفاف الفني في فترة التسعينات ولم يقف أحد بجانبهم أو على الأقل يقيم تجاربهم بشكل موضوعي عكس الليثي الذي يجد الدعم من النخب الفنية حيث أصبح ضيفًا دائمًا على شاشات التليفزيون في سهرات عبثية فنية ويحتفى به كأحد الأصوات الشعبية في مصر رغم أن ما يفعله يندرج تحت بند الاستهبال الفني حتى أصبح أسلوب حياة يقتات عليه.

إقرأ أيضا
الصحفي مصطفى أمين

مصر بتغني حلو 

الكاتب

  • محمود الليثي محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان