مخرج مسلسل الطاووس يحاور ولاء جمال لـ “الميزان”: فكرة الاغتصاب رمزية وسهر الصايغ هي أحمد زكي الممثلات
-
ولاء جمال
كاتب نجم جديد
المخرج رؤوف عبد العزيز مخرج مسلسل الطاووس وفلسفته لا يخضعان لنجمة أو نجم أو منتج بل أنه يقود العمل ككل من أول الكتابة بأفكاره وأحلامه ورؤيته في الحياة بكل معاناته وانكساراته وانتصاراته بكل صدق، لذلك كل من يتأمل في أعماله الدرامية تجدها تساعد على بزوغ الجزء الأكثر نبلاً في أنفسنا لأن أعماله دومًا بها حالة من الحق والخير والجمال وهو مايبحث عنه ويشغل وجدانه وفكره.
نجد في مسلسل الطاووس أنه رقي في أفكاره الفلسفية الحاضرة الباحثة عن فضيلة الحق ضد الباطل وليس كما يتخيل البعض أنها فكرة اغتصاب جسدي وحسب، بينما عند رؤوف عبد العزيز مخرج مسلسل الطاووس هي فكرة اغتصاب الأفكار والأحلام فهي أحاسيس رؤوف تظهر على الشاشة بكل صدق تجسدها لنا كتلة الموهبة والإحساس الفنانة سهر الصايغ التي تستحق البطولة المطلقة عن جدارة.
الطاووس يجسده أبطال حقيقين نصدقهم كما اختارهم لنا مخرج العمل رؤوف عبد العزيز إن كانت سميحة أيوب أو جمال سليمان أو أحمد فؤاد سليم يكتمل الطاووس برقي أبطاله داخليًا في كواليس العمل مما ظهر على الشاشة لنا من شخصيات في منتهي الرقي فيما بينهم في التعامل بالتحضر إذ أن لوكيشن المخرج رؤوف عبد العزيز يحمل الكثير من الدروس الأخلاقية بين قامات هذا العمل الذي احتضن الموهبة الرائعة سهر الصايغ فهو مخرج لا ينحاز أو يتأثر بإغراءات السوق الدرامي التجاري الرمضاني لكته دائما يبحث عن الفضائل في أعماله ويطرح أفكاره التي يؤمن بها فله نية صادقة صافية وصالحة تجاه الجمهور مخرج يضع يده دائمًا على قلب وجرح الناس كجراح مشاعر ماهر يسير في اتجاه الناس الحقيقيين ويختار شخصيات مسلسله على أسس حقيقية عادلة وليس لأي اعتبارات أخرى لذلك كنت أود في هذا الحوار ان نتعمق أكثر في كواليس عمله الطاووس وكيف كانت أسباب اختياراته له من البداية.
كيف كان إحساسك بردود الأفعال بعد عرض مسلسل الطاووس؟
أحمد الله كثيرا على رد الفعل المحترم تجاه المسلسل خاصة في ظل أن الأمور أصبحت تدار الآن باللجان الإلكترونية والإشياء الاصطناعية غير الحقيقية وحتى هذا من القضايا التي أناقشها بشكل قوي في المسلسل يعني تأثيرات السوشيال ميديا بشكل قوي وتحويلها في مجتمعنا تبديل الحق إلى باطل والباطل إلى حق وهذه من الأساسيات التي أبني عليها الدراما عموما في الطاووس .
وكيف ترى فكرة الاغتصاب عموما خاصة أنها أثارت جدلاً كبيرًا على أنك تقصد القضية الشهيرة بينما أنت لك رؤية أخرى؟
الموضوع ليس قضية اغتصاب بقدر ماهو نحن كمجتمع كيف أصبحنا وكيف ننظر للأمور من بعد أن تحدث حادثة ويحدث ظلم من مجموعة من القوي لإنسان ضعيف .. بالنسبة لي الاغتصاب هنا رمزية لكل إنسان اغتصب في حقه في الحياة في الكرامة وفي سمعته فنحن كيف نفعل تجاه هذا وكيف نلبس الحق للباطل وكيف نلبس الباطل للحق هذا هو المعني للمسلسل للآخر وأتمنى أن يصل المغزي المعنوي والاخلاقي والروحي “المورال” العام للمسلسل الذي نسعى إليه وهو ناقوس خطر ونضرب عليه وأطرحه في العمل وأتمنى أن يصل والحمد لله فوجئت برد الفعل في خلال حلقتين فقط.
كون أن يكون لدينا مخرج مثلك ينحاز للحق ضد الباطل فهذا يعطي أمل كبير للدراما من أيام مسلسلك طاقة نور ومشهد انتحار حمزة العيلي كيف استطعت أن تصنع هذه الاستمرارية لمبادءك التي تؤمن بها في ظل المناخ الحالي دون أن تخضع لإغراءات السوق التجاري ؟
الحمد لله ربنا العالم إن الطاووس جاء ليطبطب على قلبي لأنه بالفعل قبل الطاووس حدثت لي هذه كبيرة وقلت لنفسي هل أنا غلط ولكن قلت أنا هعمل “الطاووس”موضوع مغاير تمامًا بأبطال مغايرين وكذلك أمارس فيه ماعندي من أفكار قلت أنا هخرجه حتى لو لم يشاهده إلا ثلاث اشخاص من المشاهدين وفكرتي وصلت لهم وقتها أكون أمام نفسي وأمام الله عملت ما علي أن أفعله والحقيقة “الفيدباك” وما حدث بعد حلقتين هذا كان طبطبة ربنا ولست أنا .. وصناع العمل في الطاووس بيطلعوا من قلبهم حقيقي مايجسدونه عندنا أفكار وأحلام وبنحترم المشاهد لنقدم لهم في النهاية جرعة تمس حواسهم وفي نفس الوقت تشغل عقلهم ليس مجرد متعة والسلام.
والحقيقة أن الطاووس فيه مواقف كثيرة لها علاقة بي شخصيا بفكرة الاغتصاب نفسها لأنني اغْتُصِبْت في أفكاري وفي أحلامي بصراحة شديدة لذلك كل هذه الأشياء أحاسيس تلمسني أنا كمخرج هي طالعة لأن أنا لامسها، هي داخل مشاعري حقيقي في مواقف كثيرة، إحساس الصدمة بعد أن يأخذ منك شيء داخلي إحساس إني ألجأ لربنا وأظل أبكي وأنا أصلي وكذلك إحساس صرخة الظلم وأنت غير قادرعلى الكلام ضد الظلمة الفجرة التي قوتهم أعلى وأنت مضطر تسكت، يعني الحدث الأساسي الذي ترونه عند الشخصية هو ملموس عندي إحساس الظلم أن ظالمين أخذوا حقك وأخذوا شيئًا من داخل روحك وأنت غير قادر وتضطر أنك تقاتل وتفاجيء بتدابير الله وهذه الجزئية التي أضعها في الطاووس وحريص دائمًا أني أقدمها
كيف كان شكل وأسباب اختيارك الرائع للفنانة سهر الصايغ ؟
عندما قررت بدء العمل كما تشاهدي الحدث قائم على بطلة رئيسة في العمل وعلى محامي تقيل وطبعا الثالوث العظيم أستاذة سميحة ايوب كانت الفكرة بالنسبة لي في شيء وهفصح لك عن الافكار التي جائتني في هذا الأمر .
أول نقطة أنا قلت لابد لمن تجسد هذه البنت أن تكون ممثلة بحق، ثانيًا لابد أن تكون نظيفة من داخلها ليصدقها الناس حالة النظافة توصل للمشاهد أن يشعر أن هذه البنت النظيفة التي ظلمت فعلا وبالنسبة لي كانت تمثل كل هذه الأشياء “سهر الصايغ”، في مجموعة أشياء هي شخص حقيقي نظيف ومثقف ممثلة فعلاً من طراز رفيع، كتلة من الموهبة تسير على الأرض كإحساس وموهبة بجانب أنها شخص نظيف من داخلها جدا.
فهذا “الميكس” جذبني جدا أن أختار سهر وأن آتي ببطلة عن جدارة وليست بطلة عادية وفقط بإمكانياتها الفنية وأنا أرى أن سهرالصايغ مثلها مثل أحمد زكي في البنات، موهبته وكتلة الإحساس الرهيبة التي بداخله تفرضه بطل بجدارة أنا وجهة نظري أن سهر الصايغ من هذه النوعية .
على الجانب الآخر كان لابد أن يكون معي بطل مثقف مدرك لأهمية القضية التي يتم تناولها ومؤمن ومدرك خطورة الأفكار الفلسفية التي يقدمها كعمل وهذا بالطبع ما وجدته في الفنان جمال سليمان وكنت حريص جدًا على هذا بمعنى ماقدم هذا لا يصح أن ياتي بطل يلعب فيه بأفكار تافهة وسطحية وهذا أيضًا ما وجدته في جمال سليمان رجل يمتلك ثقافة عالية جدًا غير أنه أستاذ دراما في الأول والآخر درس الدراما في لندن ويدرسها للطلبة في بلده لمدة ١٠ سنوات فهو رجل عنده قدر من الثقافة أنه يستطيع أن يميز ويحترم الأفكار وهذا كان سببي في اختيار الأستاذ جمال سليمان .
ثم نأتي للجزئية التي كان كل همي أن تصل للمشاهد وهي فكرة رمزية مصر بالنسبة لي ألا وهي سميحة أيوب لأن كان كل همي أن أعمل كاركتر لشخصية السيدة المسيحية التي ستأوي في بيتها بنت تم اغتصابها فكنت أريد أن أقول أن هذه مصر فبأمانة لم أجد إلا سميحة أيوب وعندما ذهبت لها الحقيقة قلت لها ذلك “أنا عايز أطلع مصر في شخصية ماتيلدا”، ست مسيحية ستأوي بنت تم اغتصابها في بيتها وتتولاها فأنا أريد أن أشعر أن هذه مصر التي تأوي طوال عمرها المغتصب أو الشخص الذي أخذ حقه دائما بيلجأ لمصر بمنتهى الحنية والقوة والشموخ، مصر تكون حنينة جدًا وأمام الذي يأتي جنب البنت أو يأتي جنب الشخص الذي تحميه تكون في منتهى القوة فطبعًا سميحة أيوب بتاريخها باحساسها هذا كان شكل اختياراتي للمشروع وشكل اختياراتي للمجموعة، وطبعا أستاذ أحمد فؤاد سليم ممثل ثقيل جدًا بجانب أيضا مجموعة الشباب المختلفين الحقيقة بحماسهم بإجتهادهم وبتركيزهم معي وسماعهم للكلام أنا سعيد بكل صناع العمل.
وكيف كان العمل على الكتابة من البداية؟
أشيد هنا بشكل كبير جدا بموهبة جديدة أنا سعيد أني أقدمها ألا وهي كريم الدليل لأن هذا أول عمل له سيناريو وحوار وكان معنا الأستاذ محمد ناير بخبرته الكبيرة إشراف على الكتابة من بداية الأمر وطبعا كنا خلية عمل نحن الثلاثة ولكنها كما شرحت أفكاري فأنا كان عندي إسهاب أفكار ورغبات وأحلام فكنت أجلس معهم أرمي لهم كثير من أفكاري ورغباتي وفلسفتي التي أريد أن أقدمها كمورال داخل الشخصيات أو داخل الأحداث أو من داخل تطور الدراما بين الشخصيات وبعضها وهذا ظل موجود كثير بيننا فهم ساعدوني جدا بشيد بهم وبتفهمهم لأفكاري دائمًا المجنونة والأفكار المختلطة والفلسفية التي أريد أن أضفرها داخل الدراما لأني أضع لهم عائق كبير أني حريص أني عندي أفكار في الحياة أريد توصيلها وأفكار تجاه الحق أريدها ففي أوقات هذا يتعارض مع أشكال درامية التي يريدون أن يسيروا وراءها فإلى هذا الحد استوعبوني وأخذنا فترة محترمة من أجل تكوين الجنين الذي شاهدتموه على الشاشة مكتمل.
كيف كانت كواليس هذا العمل خاصة أن سهر الصايغ بطلة وسط قامات كيف كانت التعاملات فيما بينهم؟
سهر الصايغ واحدة مثلنا تشبهنا مننا شخص محترم جدا وبيبحث عن الحق والجمال شخص راقي في تعاملاته مثقفة جدًا هادئة ومحترمة تبحث دائما عن الشيء المظبوط وتبحث كذلك عن الشيء الذي له معنى ليست تافهة ولا سطحية ولا أنانية وأريد أن أوضح جزئية فارقة جدًا وهي دروس الاحترام التي شاهدتها في اللوكيش لمسلسل الطاووس من القامات الموجودة وتحديدًا هنا 4 لا بد أن أتحدث عنهم جمال سليمان وسميحة ايوب وسهر الصايغ وأحمد فؤاد سليم مهما وصفت لك الرقي في التعامل، جمال سليمان بهذا التاريخ الكبير شاهدي في الكواليس كيف كان يحتضن سهر الصايغ ويعاملها بإحترام ورقي، أيضا سهرالصايغ كيف كانت تقف أمام جمال سليمان وسميحة أيوب كأنها طفلة تقف أمام مدرس بتعاملهم بأدب واحترام لا استطيع أن أصفه لك، وكذلك أستاذة سميحة أيوب كيف إلى أي مدى كانت تحتوي سهر الصايغ وكيف تعامل جمال سليمان وعندما كانت تدخل سميحة أيوب اللوكيشن يقف لها احترامًا، وأحمد فؤاد سليم كيف كان احترامه وتقديره لكل المجموعة الموجودة، حقيقي أنا كنت أشاهد رقي وتعاملات واحترام نادرًا ماشاهدته في مهنتنا من هؤلاء الأربعة وهذه كلمة حق أقولها أمام الله.
الكاتب
-
ولاء جمال
كاتب نجم جديد