همتك نعدل الكفة
500   مشاهدة  

مخيِّبة ظن “أردوغان” المعارضة التركية تعلن مرشحها.. من هو رئيس تركيا القادم؟

المعارضة التركية
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



توترات عاشتها المعارضة التركية للاتفاق على مرشح لخوض الانتخابات القادمة في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بعد انسحاب رئيسة حزب الجيد ميرال آقشنر من ائتلاف المعارضة وتجدد الأزمة عادت الأمور لنصابها قبل دقائق من بدء الاجتماع الأخير للأحزاب الستة، ليتم الإعلان رسميًا عن ترشيح كمال قيليتشدار أوغلو زعيم الائتلاف في السباق الرئاسي المزمع إعلان موعده الرسمي في العاشر من مارس/ آذار.

كانت الأحزاب التركية المعارضة (حزب الشعب الجمهوري، حزب الجيد، حزب السعادة، الحزب الديمقراطي، حزب الديمقراطية والتقدم وحزب المستقبل) قررت تكوين ائتلاف “الطاولة السداسية“؛ لتوحيد الأصوات على مرشح واحد يخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس الحالي “رجب طيب أردوغان”.

بعد اجتماعات استضافها حزب السعادة تقرر إعلان المرشح في السادس من مارس/ آذار، إلا أن التوتر والانقسام ظهر على السطح بانسحاب آقشنر رئيسة ثاني أكبر حزب معارض قبل أيام، بعد رفض مقترحها بترشيح رئيس بلدية اسطنبول “أكرم إمام أوغلو” أو رئيس بلدية أنقرة “منصور يافاش، إلا أن المفاوضات استمرت لتصبح عودة الحزب مرتبطة بموافقة الائتلاف على تعيين أوغلو ويافاش نائبين للرئيس القادم، وهو المطلب الذي حمله الاثنين بعد لقاء جمعهما بآقنشر قبل دقائق من بدء اجتماع المعارضة الأخير قبل إعلان المرشح، ليصبح اكتمال الطاولة السداسية مرتبطًا بالموافقة على المطلب والوعد بتنفيذه.

البورصة تنتعش بعد تراجع.. وأردوغان يعلن موعد الانتخابات خلال أيام

أردوغان وكمال قيليتشدار أوغلو
أردوغان وكمال قيليتشدار أوغلو

الانقسام الذي احتلَّ مانشتات الصحف المحلية خلال الأيام الماضية كان له دور في تراجع البورصة التركية متأثرةً بالأوضاع غير المستقرة، التي عززت من احتمالية تفكك المعارضة متيحة للحزب الحاكم فرصة الحصول على فترة رئاسية ثالثة، الأمر الذي من شأنه التسبب في حالة من الغضب الشعبي بعد حالة عدم الرضا المجتمعي تجاه أداء الحكومة؛ لكنَّ الإعلان عن الاتفاق على مرشح واحد يقف خلفه ستة من أكثر الأحزاب المعارضة شعبية في البلاد صاحبه ارتفاعًا ملحوظًا في أسهم معظم الشركات التركية وفقًا لموقع “investing“.

في سياق متصل  أشار أردوغان أكثر من مرة في تصريحات إلى الخلافات بين المعارضة مؤكدًا أنهم لن يتفقوا أبدًا، ومتهمًا الائتلاف بالسعي خلف الكرسي في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الحاكم إلى حل الأزمة التي تسببت فيها الزلازل قائلًا: “في وقت انقسامهم كنا نعقد اجتماعًا في قصر ضولما باهتشه مع أكثر من مئة عالم ومسئول بحزب العدالة والتنمية؛ لأن كل ما يهمنا هو الأرواح بينما هم يسعون خلف المنصب”.

جدير بالذكر أنَّ أردوغان أعلن العاشر من مارس/ آذار موعدًا لإعلان تاريخ عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بعد رفضه مقترح حزب العدالة والتنمية بتأجيلها حتى يونيو/حزيران، معربًا عن احتمالية كبيرة لإجرائها في الـ 14 من مايو/ أيَّار لرغبته في إنهاء التوترات الداخلية في أسرع وقت ممكن، حتى يتثنى للحكومة القادمة التعامل مع مرحلة ما بعد الكارثة. كما أفاد أنّ “الزلازل” ستكون برنامجه الانتخابي القادم وعلى رأس مهامه، معلنًا أنه لن ينجرف خلف الصراعات السياسية والمعارك، وهو ما دفعه لالتزام الصمت أمام هجوم المعارضة بعد زلازل السادس من فبراير/ شباط.

المعارضة على قلب رجل واحد فمن هو؟

المعارضة التركية
آقشنر بعد العودة للطاولة السداسية مع عمدتي اسطنبول وأنقرة

في جو من الدعم الشعبي والتفاف الجماهير حول مقر اجتماع الطاولة السداسية خرج كمال قيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري معلنًا خوضه السباق الرئاسي القادم، الأمر الذي توَّج مساعيه أخيرًا بالنجاح بعد شد وجذب مستمر منذ شهور. لا يخفى على الشارع التركي أن المعارضة تلك المرة لن تواجه حزب حاكم قوي صاحب شعبية جارفة، بل حزب يسعى ببؤس للفوز بفترة ثالثة غير مستحقة مقاومًا تراجع شعبيته بعد فشله خلال أزمة الزلازل.

خمس ساعات من الانتظار عاشتها تركيا منتظرةً الاتفاق على المرشح المعروف للجميع من سيكون، قيتليتشدار أوغلو الاسم الأبرز على ساحة المعارضة أدلى بأولى تصريحاته بعد الاجتماع مطمئنًا الجماهير أنه في حالة فوز التحالف سيحكم الأمة من خلال التشاور والتوافق، وسيكون رؤساء الأحزاب نوابًا للرئيس مع تعيين رئيسا بلديتي إستانبول وأنقرة نائبين في الوقت الذي يراه مناسبًا وبالصلاحيات التي يحددها.

السيرة الذاتية لقيليتشدار أوغلو تعكس خبرة اقتصادية كبيرة فقد تخرج عام 1971 في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية ليعمل أخصائي حسابات في وزارة المالية، ترقَّى في الدرجات الوظيفية ليصبح رئيسًا لقسمه ثم نائب مدير المؤسسة نفسها، وفي عام 1992 انتقل للعمل كمدير عام لمؤسسة التأمين الاجتماعي، ثم شغل منصب نائب وكيل وزارة العمل والضمان لفترة.

بعد اختياره من مجلة إيكونوميك تريند كـ”رجل الدولة” للعام 1999 تقاعد من منصبه واستقال من حزب اليسار الديمقراطي، وفي عام 2022 دخل البرلمان نائبًا عن مقاطعة اسطنبول ممثلًا لحزب الشعب الجمهوري، الذي أصبح رئيسًا له في عام 2010 بعد استقالة رئيسه الأسبق.

إقرأ أيضا
وجه

“مسيرة العدالة” محطة في حياة قيليتشدار أوغلو

 مسيرة العدالة
مسيرة العدالة

أحد أبزر الأحداث التي كان قيليتشدار أوغلو على رأسها هي مسيرة العدالة عام 2017، حيث قطع مسافة 420 كليومترًا من أنقرة إلى اسطنبول في مسيرة على القدمين استمرت 25 يومًا؛ احتجاجًا على اعتقال نائب اسطنبول التابع لحزب الشعب الجمهوري والحكم عليه بـ 25 عامًا. طالبت المسيرة السلمية الأطول في تاريخ تركيا بالعدالة للنواب والصحفيين المسجونين ظلمًا، والتنديد بحملات الفصل التعسفية وتسييس الأحكام القضائية.

كما ناشدت باستقلالية المحاكم والإفراج العاجل عن المعتقلين، حيث دعى قيليتشدار أوغلو القضاة إلى إعادة العدالة إلى المحاكم وعدم الخضوع للسلطة السياسية، مؤكدًا أن محاولات التخويف وحملات الاعتقال لم تنجح في إخراس المعارضة، كما طالب برفع حالة الطوارئ وتحييد الجيش والقضاء والدين عن المعترك السياسي.

الكاتب

  • المعارضة التركية إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان