همتك نعدل الكفة
614   مشاهدة  

مدحت صالح .. “بنت القلب” ليس بالإيفيه وحده ينجح الألبوم

مدحت صالح
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لا يمكن إنكار الأزمة التي يعيشها الغناء المصري حاليًا وركود سوق الإنتاج والتي تسببت في إختفاء العديد من الأسماء المهمة من الساحة الفنية، مرورًا بسيطرة موسيقي المهرجانات على اغلب الجمهور، لكن من حين لاّخر تحدث انفراجة ويأتي من يحرك هذه البركة الراكدة لكن ومع توالي ضربات المهرجانات لا يستمر الأمر فترة طويلة في ظل سياسة خطف التريند السريعة المعتمدة على إثارة الجدل أما بموسيقى مستهلكة نمطية تسير في فلك شكل ثابت لا يتغير، أو السقوط في فخ إستحداث إفيهات صادمة تشغل مواقع التواصل الإجتماعي وتصنع حالة من الجدل حولها، قد تساعد تلك العوامل في تحقيق بعض النجاح السريع لكنه يظل نجاح وقتي لا يستمر لأكثر من أسبوع فسرعان ما يلفظه الجمهور ليصنع تريندًا آخر.

شهد العام الفائت عودة بعض الأصوات المنتمية إلي جيل الوسط مرة أخرى لإصدار ألبومات كاملة، وهي ظاهرة حميدة في ظل حاجة الجمهور لتجديد ذائقته وحنينه إلى هذا الجيل الذي اختفى معظم نجومه.

من أهم الأسماء التي عادت للتواجد مرة اخرى كان المطرب “مدحت صالح” بألبومه “بنت القلب” والذي تأخر لظروف إنتاجية لمدة قاربت العامين حتى صدر بشكل كامل على منصة اليوتيوب في أواخر العام المنصرم، لا يختلف أحد على قوة وحلاوة صوت مدحت صالح، لكن في زمن انعدم فيه الطرب تقريبًا وتغيرت معه ذائقة الجمهور هل حلاوة الصوت وحدها ضمانة لنجاح الألبوم.

الكلمات:

رغم أن أغلب مواضيع الغناء تتمحور حول فكرة واحدة هي العاطفة لذا نجد أن هناك تشابه في الصياغة والأفكار بشكل يجعل كل الأغنيات منسوخة من بعضها البعض بلا أي لمحة تجديد، تلك النقطة الهامة لم يقع فيها بهاء الدين محمد في أغلب أعماله، حيث كانت نقطة تميزة هي القدرة على الخروج بتفاصيل جديدة داخل إطار العلاقات العاطفية، فهو لا يصنع أغنية عاطفية بشكلها المباشر بقدر ما يعيد تفكيك تلك العلاقة والأتيان بفكرة جديدة تمامًا تبتعد عن السطحية والمباشرة.

رغم أن بهاء ينتمي إلي جيل مختلف إلا أنه حاول قدر الإمكان أن تواكب كلماته التغيير الذي حدث في الشعر الغنائي الذي أصبحت فيه الأغنية عبارة عن ايفيه يصنع جدلًا حوله، وهو ماظهر في أول أغنيتين في الألبوم، “بنت القلب” التي كانت كلها تعتمد على إيفيهات رآها البعض مبتذلة مثل “بنت القلب” و”بنت ستين قلب أبيض من الهدوء” و”بنت الدايبة” وأغنية “تعرفي تسكتي” وهي الأغنية التي أثارت الجدل في طريقة كلماتها التي فيها تهديد واضح للمرأة ودعوة صريحة للعنف ضدها “تعرفي تسكتي ولا اسكتك” و” هديكي الكلمة اللى تسكتك”  ورغم أن الأغنيتان اعتمد بالكامل على الإيفيه إلا أن الصياغة جاءت في قالب متماسك ينم على قدرته صنايعي شاطر يعرف كيف يضفر تلك الإفيهات في صور دون الاعتماد عليها وحدها.

YouTube player

حاول بهاء تنويع بقية أفكار الأغاني إلا أنه لم يتألق إلا في فكرتين فقط “لما قالك” والتي جاءت في صياغة جديدة لموضوع الغيرة، و “عايش لوحدك” والتي صيغت في قالب إنساني يتحدث عن الوحدة والعزلة.

الألحان:

استحوذ الجيل الجديد من الملحنين على أغلب الحان ألبوم مدحت صالح ، فظهر مدين في أربع ألحان و محمد النادي في ثلاثة، وايهاب عبد الواحد بلحن وحيد ومعه مصطفي جاد و خليل مصطفي المنتمي إلي جيل مدحت صالح.

تألق ايهاب عبد الواحد بلحن أغنية “عايش لوحدك” والتي تماهت مع كلمات الأغنية وغلفها فهد بتوزيع قوي، و مدين في لحن “زي ما أنت عايز” رغم اعتماده على جملتين لحنيتين فقط إلا أنه صاغهما بشكل جيد، بقية الألحان عادية جدًا اعتمدت علي التركيز على إيفيه الكلمة في  “تعرفي تسكتي” او “بنت القلب”

لم ينجح مدين في لحن “لما قالك” على إبراز موضوع الأغنية باعتماده على جمل موسيقية طويلة نسبيًا بدل من تقطيعها لإبراز الفكرة.

YouTube player

التوزيع:

إقرأ أيضا
الذكاء الاصطناعي والإنسان

 شهد الألبوم ظهور سبع موزعين في ظاهرة قد تبدو صحية لخلق تنوع موسيقي، عاد المقسوم التسعيني للظهور مرة اخرى في اربع اغنيات، لكن التألق الواضح كان للجيل القديم المتمثل في عماد الشاروني في اغنية “ألم” وفهد في أغنية “عايش لوحدك”  بالإضافة إلي اسامة عبد الهادي في “وانا موجود”

YouTube player

ليس بالإيفيه وحده ينجح الألبوم.

تظل مشكلة الأصوات المخضرمة الكبيرة هي ان الجمهور لن يقبل بأقل من النجاحات السابقة، وهذه الأصوات تواجه مشكلة كبيرة في ظل أن صناعة الأغنية الحالية تعتمد على جيل جديد يفتقر إلي مقومات صناعة أغنية تبقي وتعيش في ذاكرة المستمع، حاول مدحت حل تلك المعضلة بالجمع بين عدة أجيال داخل الألبوم في محاولة منه لربط الماضي بالحاضر وعمل توليفة تشبع نهم جمهوره الأصلي وتغازل ايضًا الجمهور الجديد لكنه سقط في فخ الاعتماد على الايفيه فقط الذي يصنع حالة وقتية من الجدل لكنه ليس ضمانة لنجاح وانتشار الألبوم .

الكاتب

  • مدحت صالح محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان