قصة رجل عرف مذبحة القلعة قبل حدوثها بسنوات «ابنه له صلة بعبدالناصر»
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مثلت حادثة مذبحة القلعة عام 1811 م بالنسبة لوالي مصر محمد علي باشا الدرجة الثالثة من درجات سلم الاستقلال في السلطة بعد نجاحه في الوصول للحكم بمساندة شعبية رغم العثمانيين ومقاومته لحملة فريزر، ثم كانت الثانية متمثلةً في القضاء على الزعامة الشعبية.
اقرأ أيضًا
محمد علي والمماليك .. فصول الصراع المنسي بعيدًا عن مذبحة القلعة
لم يتخيل أحد أن ينجح محمد علي باشا في الإطاحة بزعماء المماليك عام 1811 على هذه الصورة، إلا واحد فقط أحس بما ينتويه الباشا مبكرًا قبل أن ينفذ المذبحة بـ 7 سنوات وبل قبل أن يصل محمد علي باشا إلى حكم مصر بعام واحد وهو ماتيو ماكسيميلين بروسبر كومت دي ليسيبس «والد فرديناند دي ليسبس الذي كان اسمه كلمة سر تأميم قناة السويس».
كيف عرف ماتيو دي ليسبس أن الباشا سيقتل المماليك ؟
يشير كريم ثابت في كتابه عن محمد علي باشا إلى أن ماتيو دي ليسبس أحس بأن محمد علي سيقتل المماليك وجاء إحساسه عندما كتب رسالة إلى شارل موريس تاليران «وزير الخارجية الفرنسية» في مارس من العام 1804، وكشف له فيها أنه اجتمع مع محمد علي وسأله عن الأمور في مصر وعما ينويه ويعتزم أن يقوم به، فكان رد محمد علي باشا أن الألبانين ينتظرون مرتباتهم وفي اللحظة التي يقبضون فيها مبلغًا من المال سيقدمون على مفاجأة مدوية تحسن العلاقات بينهم وبين الباب العالي وتقضي على المماليك.
وقال ماتيو دي ليسبس لوزير الخارجية الفرنسي شارل موريس تاليران بقوله «صارحني محمد علي بقوله كيف يمكننا الاعتماد على المماليك وقد ارتكبوا شر الجنايات ضد أخيهم وزميلهم وصديقهم الألفي، فماذا يمكننا أن ننتظر منهم ونحن أعداؤهم الطبيعيون».
من هو ماتيو دي ليسبس
ماتيو ماكسيميلين بروسبر كومت دو ليسيبس من مواليد 4 مارس عام 1771 وهو من الدبلوماسيين الفرنسييين رفيعي المستوى خاصةً في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا
يوكرونيا نهاية المماليك .. طومان باي في مرج دابق والغوري ينتظر
ولد ماتيو في مدينة هامبورغ الألمانية ثم تربى في عاصمة الإمبراطورية حيث كان والده القنصل الفرنسي العام، ودخل إلى الخدمة الحكومية في أواخر عام 1797 حتى صار قنصلاً فرنسيًا داخل المغرب.
اقرأ أيضًا
المعلم يعقوب .. انتهازي خائن نال ما يستحق في فرصة عدالة نادرة للتاريخ
تم إرسال ماتيو دي ليسيبس في عام 1800 إلى مصر كمشرف على العلاقات التجارية الفرنسية في بلاد الشرق ومع حلول عام 1815 عُيِّن محافظًا لإقليم كانتال الفرنسي تم تعيينه مفتشًا مؤقتًا خاصًا للفرقة العسكرية التاسعة عشرة.
في السنوات اللاحقة تم إرساله كقنصل عام إلى الولايات المتحدة، حيث تمركز في فيلادلفيا في 16 سبتمبر 1819، ثم إلى سوريا حيث خدم في حلب اعتبارًا من 1 مايو 1821، وأخيراً في 3 أغسطس 1827 إلى العاصمة التونسية حيث كان يؤدي واجباته الدبلوماسية خلال آخر خمس سنوات ونصف السنة هناك حتى توفي يوم 28 ديسمبر من عام 1832 ودفن في مدينة قرطاج.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال