ماذا لو إذا فشل محمد علي باشا في تنفيذ مذبحة المماليك “الموت سيكون طوق النجاة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تنهي مذبحة المماليك في القلعة عام 1811 م قوة سياسية متصارعة على الحكم بقدر ما أنها قضت على شريحة من شرائح المجتمع المصري لمدة 561 عامًا.
اقرأ أيضًا
محمد علي والمماليك .. فصول الصراع المنسي بعيدًا عن مذبحة القلعة
كان المماليك سلاطينًا ثم شيوخًا للبلد وبعدها خارج الملعب السياسي منذ تولي محمد علي باشا حكم مصر وبعد جلوسه على عرشها بـ 6 سنوات ألقاهم في حضن ملك الموت عبر مذبحة القلعة.
مصالح الباشا من مذبحة المماليك
نجح محمد علي باشا في الإطاحة بكل رموز الزعامة الشعبية، وبدأ في ترويض الذئب العثماني عندما وافق على إرجاع الحرمين للدولة العثمانية، لتكون الحرب الوهابية هي أول توسع خارجي من الباشا، لكن الخيانة ستلاحقه من ضباطه الذين سينقلبوا عليه بدافع الغيرة وكذلك المماليك.
كانت الحرب الوهابية فرصة لضرب عصفورين بحجر، أولهما أن يموت من سيخونوه في حربٍ لصالحه دون أن يشعروا، وثانيهما القضاء على المماليك عبر بدء المعركة من داخل القاهرة حيث بدء الحرب بكرنفال الاحتفال المميت وبذلك ضمن استقرار الجبهة الداخلية، حتى يبدأ لاحقًا في تنفيذ مشروع بناء مصر الحديثة؛ لكن السؤال ماذا لو إذا فشلت مذبحة القلعة ؟.
في الحدث التخيلي .. توجد دماء كثيرة ستُسْفَك
مثلما كانت مذبحة المماليك حدثًا تاريخيًا غير وجه تاريخ مصر الحديث، فإن فشلها أيضًا كان سيغير التاريخ المصري ويؤثر عالميًا أيضًا.
بدايةً سيقوم المماليك بإعدام محمد علي باشا ومحمد لاظ أوغلي، مع سبي نسائهن عدا أمينة هانم زوجة الباشا التي كانت ترفض المذبحة فسيتم ترحيلها معززة مكرمة إلى قولة، فيما سيتم سجن كل رجال الباشا وعلى رأسهم إبراهيم باشا وطوسون وذلك حتى الموت.
اقرأ أيضًا
يوكرونيا نهاية المماليك .. طومان باي في مرج دابق والغوري ينتظر
ولكي يضمن المماليك تأييد الدولة العثمانية سيقرر البكوات إرسال تجريدة عسكرية إلى بلاد الحرمين بدلاً من تجريدة الباشا لكن مع اختلاف بسيط وهو أن المماليك سيتعاونوا من الباطن مع الإنجليز باعتبارهم حلفاء وبذلك سيكون أول تدخل رسمي من الإنجليز في الحجاز.
اقرأ أيضًا
الأزهر ومحمد علي باشا “فرص ضائعة للتقدم أحزنت الإنجليز والعطار”
من النواحي الداخلية فإن المماليك سيقوموا بإيقاف صلاة الجمعة ووضع جميع المصريين داخل بيوتهم وقتل فلول جنود محمد علي باشا ثم فرض الضرائب على جميع الشعب المصري، ولكسب عدم ثورة المصريين ضدهم فسيقوم بكوات المماليك بالإفراج عن رموز الزعامة الشعبية الذين وضعهم محمد علي باشا قيد الإقامة الجبرية، ثم يتفرغ المماليك لاختيار زعيم للبلاد بدلاً من الباشا وبعد ذلك يقوموا بقتل بعضهم ليعقد الإنجليز صفقة مع الدولة العثمانية وهي إرجاع الحرمين للآستانة في مقابل السيطرة على الديار المصرية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال