مراحل نشأة الفن التجريدي والمدرسة التكعيبية
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إن اللغة التي اتخذها الفنانين التجريدين تتلائم مع طبيعة العصر التي شهدت حربين عالميتين، وتفكيكا للعالم، وإعادة صياغته في ظل ظهور أسلحة فتكت بالبشرية، واكتشافات علمية كانت تعيد تكوين صورة الإنسان أمام نفسه، وتعيد تعريف الكون كله أمام ناظريه، لذا فإن التجريد لم يكن سوى خطوة طبيعية أفرزتها المتغيرات التي لحقت بكل مفردات الحياة الإنسانية.
وتشير فكرة التجريد من منظور المؤرخين إلى بدايات القرن العشرين في أوروبا، حيث شهد الغرب الأوروبي بوادر اتجاهات فنية جديدة تحاول إيجاد أسلوب جديد أو رؤى جديدة قوامها مخالفة القواعد الأكاديمية التقليدية للفن الأوروبي، وذلك مجاراة للتطورات والمنظور العلمي الذي شهدته بدايات القرن العشرين، وقد استمرت أوروبا في تزعم تلك الاتجاهات الحديثة حتى تصدرت الولايات المتحدة المشهد السياسي والثقافي في منتصف القرن، وذلك تأسسا على موارد طبيعية واقتصادية قوية وقيادتها لدول الحلفاء نحو إحراز الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
وعلى الرغم من غن هناك دراسات نقدية ترجع الفن التجريدي إلى عصور أسبق من خلال استعراض فنون الكهوف مرورا بالأشكال المبسطة التي ظهرت في الحضارات القديمة، وكذلك خلال فنون العصور الوسطى شرقا وغربا، إلا أن كل تلك النظريات تعد مجرد رؤى فلسفية.
اقرأ أيضا…تحليل لوحة العشاء الأخير
والقول الأكثر دقة أن الفن التجريدي بدأ بالقرن العشرين، بل لم يعرف حقيقية إلا في منتصف القرن العشرين.
من هذا المنطلق يمكن تقسيم التجريد كاتجاه أو مجموعة من الاتجاهات إلى مرحلتين (المدرسة التكعيبية)
المرحلة الأولى:
استمرت حوالي ثلاث أو أربع سنوات بين عامي 1906 و1909 وقد شهدت هذه المرحلة من التكعيبية علاوة على فكرة تحويل العنصر إلى جسم هندسي بسيط استبعاد المنظور، إذ عمل الفنان التكعيبي إلى دمج خلفية اللوحة مع المقدمة مما ترتب عليه اختزال العمق وطغت الكتلة على الفراغ ففقدت اللوحة الاتزان التقليدي بين ما هو مشغول وما هو فارغ وقد تميزت هذه المرحلة بكون المشاهد لازال قادرا على تمييز عناصر اللوحة أو التعرف على موضوعها أو دلالات الأشكال المرسومة من حيث كونها تمثل طبيعة صامتة أو منظر طبيعي .
المرحلة الثانية:
وتسمى بالمرحلة التحليلية واستمرت ثلاث سنوات، حيث أصبح الشكل مجزءا بصورة مبالغ فيها وزاد بعده عن الطبيعة حيث تحول إلى مجموعة من الأشكال المنشورية أو المساحات الصغيرة يحاول الفنان إعادة تركيبها أو ترتيبها في التكوين وأحيانا كانت هذه المساحات الصغيرة يحاول الفنان إعادة تركيبها أو ترتيبها في التكوين، وأحيانا كانت هذه المساحات الصغيرة تتداخل فتختفي الحدود بين العناصر.
فهذه المرحلة عكس المرحلة الأولى من بدايات الفن التجريدي، التي كان فيها الأشكال يمكن أن يميزها المشاهد ومأخوذة من الطبيعة.
المصدر كتاب
التجريد ومفاهيم العصر الحديث لدكتور محمد عبد السلام
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال