مراد مكرم والتريند

لازالت سلسلة التصيد للفنانين والترقب لهم ومحاولة إيقاعهم في مشكلات مستمرة، ولازالت السوشيال ميديا والتعامل معها بلا حذر يتسبب في أزمات للفنانين، وكلما كبر اسمك وكلما زادت شهرتك، كلما كنت صيد تسيل لك اللعاب ويحوم حولك الصيادون من أجل النيل منك.

بسبب بوست على الفيس بوك وجد الفنان مراد مكرم نفسه مُعرض لأزمة، حيث يعتبر الفنان مراد مكرم واحد من الفنانين الذين يملكون صفحة على الفيس بوك، وواحد من الفنانين الذين يتعاملون بأريحية على صفحته ويكتب ما يدور في ذهنه ويبدي إعجابه أو رفضه كشخص عادي، وأيضا من الفنانين الذين يتجاوبون مع جمهورهم على صفحتهم، ويرد على التعليقات كلها ولا يستثني أحد، ويقدر كل من على صفحته أيا ما كان.

كتب الفنان مراد مكرم بوست صباح الخميس 28 يونيو يتساءل فيه عن تغيير بعد كلمات المجاملة التي كانت تقال كمواساة لأهل المتوفي وأن المواساة لابد وأن تكون كلمات فيها تطييب خاطر، وأبدى تعجبه من جملة البقاء لله حيث أنها جملة ليس فيها مواساة لأهل المتوفي أو تعزية لأنها من المسلمات، وجملة مثل “معلش كلنا هنموت” أين التعزية في جملة مثل هذه، ولماذا تقال في موقف مثل ذلك، وتساءل هل أهل المتوفي في حاجة إلى هذه النوعية من المسلمات؟؟؟ ما كلنا يعلم أن البقاء والدوام لله، وأننا كلنا ميتون.

وتساءل أين ذهبت جمل البقية في حياتك، وطولة العمر ليك، وتساءل لماذا عندما تفعل معروف في أحد ويشكرك يكون الرد الشكر لله، واستطرد أين المعلومة في أنك تقول الشكر لله فالشكر لله من قبل ومن بعد، وطوال الوقت الشكر لله، ولكني أشكرك أنت لأنك أسديت لي خدمة أو معروف، فلابد وأن تجيب عن نفسك وتساءل أين كلمة العفو، وجملة على راسي، واستطرد وقال هل ينفع أقولك صباح الخير تقولي الشمس بتشرق من الشرق، هو ليه جو البديهيات ده، إيه لزمتها يعني؟

وبعد قليل مسح الفنان مراد مكرم البوست وكتب بوست آخر وأوضح أنه وجد أنه من الأسلم أن يحذف البوست السابق حيث أننا لازلنا غير مؤهلين لمناقشة مثل هذه الأمور.

وبعدها بقليل فوجئ الفنان بأن المواقع أخذت البوست الذي مسحه وكتبت موضوعات عنه، وأخذت عناوين مثيرة ومؤذية مثل عنوان “مراد مكرم: كلمة البقاء لله مافيهاش تعزية لأهل المتوفي، ما أهل المتوفي عارفين إن البقاء لله، وعنوان آخر: مراد مكرم: كلمة البقاء لله إيه لزمتها؟

وعلى الرغم من أن مراد مكرم أوضح وجهة نظره في البوست الأول، وكان كلامه ليس فيه أي إثارة أو تجاوز، ولكنه كان يتساءل بمنتهى الحقيقية، إلا إنه تعرض لهجومين واحد من جمهوره على صفحته فمسح البوست درءً للمشاكل، إلا إنه فوجئ بهجوم آخر من المواقع واستغلالها البوست ووضع عناوين مهيجة ومسيئة.

لايعتبر الفنان مراد مكرم أول الفنانين الذين تعرضوا لأزمة بسبب تحريف كلماته وتغييرها، وقص جُمله من أجل إثارة البلبلة حوله وإيجاد تريند جديد وعمل زوبعة كاذبة، ويبدو أنه لن يكون الأخير وستستمر سلسلة عدم المهنية وعدم وجود شرف المهنة، ولا وجود مصداقية في النقل عن الفنان.

ويبدو أن السوشيال ميديا جعلت من الفنان لقمة سائغة من السهل النيل منه، والوصول له وتوجيه كل الكلمات المؤذية، والآراء المسمومة.

عندما ننظر للماضي قبل السوشيال ميديا كان الفنانون في برج عاجي بعيد، من الصعب الوصول لهم، وكان مقابلة نجم أو طلب صورة منه أو توقيع أوتوجراف حلم جميل، من يناله يظل يتباهى به أمام الجميع، أما اليوم فالأمر أصبح مختلف وغريب وصعب.

إقرأ أيضا

قصة إضراب الحانوتية في مصر “سيارات نقل الموتى كانت السبب”