همتك نعدل الكفة
884   مشاهدة  

مرفوع عليك قضية .. منطقة دافئة يسكن فيها محمد محيي وحيدًا

محمد محيي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“محمد محيي حسه حنين”

كان هذا المختصر المفيد الذي قالته موظفة شركة الاتصالات الأربعينية (تقريبًا) حينما لاحظت أن صديقتها تسمع الغنوة الجديدة لمحمد محيي مرفوع عليك قضية .. لوهلة شعرت إنني قد اقتحمت خصوصيتهم أثناء تقديم طلب لتظبيط الراوتر .. يبدو أيضًا أن شعوري كان في محله ، إنهم يسمعون محمد محيي ، وقد جمعني جوارًا بأحد أبناء جيل 80 قبل ذلك وكان السؤال المحوري فيه : لماذا تحبون محمد محيي دون صخب ؟ فأخبرني هامسًا أن محمد محيي بالضبط مثل صديقك الذي تفضله أمك ، وهو صديق – لو تعملون – نادر للغاية ، فكل الأصدقاء لابد أن تدفع ثمنًا لصداقتهم ، صديقك الشقي الذي يصحبك للبلايستيشن بدلًا من المدرسة لابد أن سقوطك في الامتحان ثمنًا لصداقته .. صديقك المتحفظ دائمًا الذي تعد المذاكرة عنده نوعًا من الوسواس لابد أن يكون الملل والرتابة ثمنًا لصداقته ، لكن مع محمد محيي أنت غير مجبر لدفع هذا الثمن .

يبدو أن الموظفتين قد تماهت مشاعرهن تمامًا فقررت أن أسمع الغنوة متلصصًا : مرفوع عليك قضية ، من قلبي ومن عينيا ، والتهمة يا ريت شوية ، دا شروع في قتل حب .. قلبي دا كتّر خيره ، مارضيش يبيع ضميرة ، شوفلك محامي غيرة ، يا تعترف بالذنب .
كان محمد محيي ولا يزال يحترم فكرة الرومانسية، أكثر من المتشدقين بها ، يحترم هوية الأغنية وعلى هذا الأساس يختار كلمات أغانية ، بمعنى أنه في 2020 بعد كل هذه الصراعات والصخب والصوت العالي ، وتسطيح فكرة الحب وتعنيفها، وتشكيلها كقضية صراع ، وسباق لفرض السيطرة ، والذي دفع مطربين “كبار” من ناحية الاسم والصيت يركبون الموجه وينتجون أغاني تضمن مشاهدات التريند الزائف ، هذه الأغاني تنحاز دائمًا إما في صف الرجال، أو في صفوف النسوية .. متناسين تمامًا أن علاقة الحب ليست بكل هذا التكلّف وقطع الأنفاس والمناهدة ، علاقة الخب هي التي أصاغها محمد محيي في أغانيه، هكذا بكل بساطة : “مرفوع عليك قضية من قلبي ومن عينيا”

كان أشرف عبد الباقي في فيلمه “على جنب يسطا يشرح لزوجته في الفيلم كيف أنها نور يكشف مابيجرحش .. وإذا طبقنا تلك القاعدة في الوسط الغنائي سنكتشف أن محمد محيي صوت يكشف ولا يجرح ، صوت بعيدًا تمامًا عن الخناقات والصراخ والمبالغة ، صوت حاني وكأنه آلة موسيقية في حد ذاتها ، صوت طيب لم يتخرج من الجامعة حتى الآن ، كل مره تسمعه فيها تكتشف أن هناك منطقة لذيذة في صوته لازلت لم تستمتع بها ، شئ ينغز قلبك ويرسم على وجهك الابتسامة الخفيفة ، صوت لم تخدشه الميديا، ولم تلوثه البروباجندا، ولم يبتعد أبدًا عن جمهوره .

كانت الأغنية قد انتهت ، فانتبهت إلي الموظفتين ، وقالت إحداهما في حرج : “معلش .. أصل حسه حنين”

إقرأ أيضا
البطولة

الكاتب

  • محمد محيي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
0
أعجبني
8
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان