“مسؤولية من ؟” قصة تحديد موعد إعدام صدام حسين في عيد الأضحى
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأ العالم العربي يستعد للاحتفال بالعيد الكبير في 30 ديسمبر عام 2006 م ككل عام ليفاجئ الجميع بخبر إعدام صدام حسين في عيد الأضحى عبر مقطع فيديو مدته دقيقتين و 38 ثانية، وتم تسريبه لقناة عراقية شيعية ومنها لباقي وكالات الأنباء.
توقيت إعدام صدام حسين في عيد الأضحى
أثار توقيت إعدام صدام حسين في عيد الأضحى استنكارًا كبيرًا لِمَا في ذلك إهانة وتجريح للمسلمين، كون أن الولايات المتحدة الأمريكية تشبهه بـ خروف العيد، خاصةً وأن مشهد الإعدام حمل شماتةً لكون المشرفين عليه من أعداء صدام التاريخيين وهم الشيعة الذين هتفوا بـ مقتدى مقتدى مقتدى، قاصدين بذلك مقتدى الصدر.
اقرأ أيضًا
دعم برعاية سوزان من أجل جمعية جيل المستقبل “ما بين جمال مبارك وبوش الأب”
بعد أيام من إعدام صدام حسين أعلن جورج دبليو بوش أن إعدام الرئيس العراقي كان يجب أن يتم بطريقة أكثر وقارًا داعيًا العراق إلى فتح تحقيق كامل حول ظروف شنقه.
وقال بعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيض الأبيض «كنت أود إعدام صدام لكن بطريقة أكثر وقارًا، ومع ذلك كان له الحق بمحاكمة لم تتوفر لآلاف الأشخاص الذين قتلهم وأعتقد شخصيًا أن صدام حسين توفرت له محاكمة كان يرفض تأمينها، ولحظة تنفيذ الحكم هي نقطة تحول مهمة في تاريخ العراقيين».
الولايات المتحدة عبرت لنظيرتها العراقية عن تحفظات على توقيت وظروف إعدام صدام حسين، لكن المتحدث باسم البيض الأبيض توني سنو قلل من أهمية تلك التحفظات وقال أنه تم إحقاق العدالة معتبرًا أن محاكمة صدام جاءت متفقة مع المعايير الدولية، واستغرب من الاستنكار لإعدام الرئيس العراقي قائلاً «هناك اهتمامًا كبيرًا بآخر دقيقتين من حياة صدام حسين فيما يتم التغاضي عن سنوات حكمه».
أما شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فقال زاعمًا أن الحكومة العراقية تتمتع بالسيادة وهي التي اتخذت القرار بتنفيذ عقوبة الإعدام وحكومته بحثت مسائل متعلقة بالإجراءات وبالتوقيت.
بعد سنوات من إعدام صدام حسين أجرى نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية حوارًا مع قناة الحدث قال فيه «ما عندنا في الدستور ما يمنع إجراء إعدام في أيام العيد وهذا ما قاله القانون وما قاله القضاء الموجود، ونحن التزمنا بالسياقات القانونية والالتزامات الدستورية في عملية الإعدام، وهذا هو حق الشعب وحق الشهداء وحق الشخصيات وحق العراق الذي انتهكت كرامته بسبب سياسة هذا الرجل والحزب الذي ينتمي إليه».
صَوَّر نوري المالكي نفسه أنه المسؤول عن تحديد وقت إعدام صدام وقال «كنت مدركًا جيدًا للمؤامرة التي كانت تحاك حول قضية الإعدام، فالجانب الأمريكي طلب تأجيل إعدام صدام 15 يومًا ولكنني رفضت رفضًا قاطعًا، لأنني كنت أعرف أنه إذا لم يتم إعدامه اليوم فسوف يتم تهريبه من العراق، وأخيرًا خرجت محامية صدام واعترفت بأنه كان هناك اتفاق مع قطر ومجلس الأمن الدولي على أن يصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بطعن المحكمة العراقية ونقل صدام للخارج».
المراجع
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال