أول مسابقة لصحة الأطفال في مصر “كانت دعايةً لافتتاح مستشفى الأنفوشي”

أخذت الإسكندرية السبق في مصر بتأسيسها مستوصف الملكة نازلي سنة 1929م، (مستشفى الأنفوشي للأطفال لاحقًا) لتكون أول صرح لطب الأطفال بمصر.

أول مسابقة لصحة الأطفال في مصر والترويج لمستوصف الملكة نازلي

إن كانت الإسكندرية لها السبق في تأسيس مستشفىً للأطفال، فهي أيضًا لها سبق في إجراء أول مسابقة لدعم صحة الأطفال وتشجيع الأمهات؛ ومن جانب آخرٍ هو الترويج لمستوصف الملكة نازلي.

يعود السبب الرئيسي وراء تأسيس مستوصف الملكة نازلي هو كثرة عدد وفيات الأطفال بالإسكندرية، إذ أن ربع المواليد يموتون في السنة الأولى من حياتهم، وربع آخر منهم يموتون بين سن الثانية والخامسة، وفي إحصاءٍ لوزارة الصحة تبين أن نسبة الوفيات السنوية في الإسكندرية عمومًا وصل لـ 16 ألف نسمة منهم 11 ألف نسمة من الأطفال.

ذلك الكم الكبير من الوفيات جعل بلدية الإسكندرية تفكر في إنشاء مستوصف توقفه على العناية بالطفل وتجهزه بكل المعدات ليقوم بمعالجتهم كلما جد طارىء يستدعي ذلك، وسارعت البلدية إلى تنفيذ فكرتها فاختارت قطعة أرض بجهة الميناء الشرقي واقعة بين شارع الملكة نازلى وشارع الأمير فاروق بدائرة قسم الجمرك، وأقامت فوقها مستوصفًا سمته مستوصف الملكة نازلي، وجعلته مركزًا لرعاية الطفل ومعالجته في عيادة خارجية أو داخلية حسبما يستوجب الأمر؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد جعل من برنامج المستوصف زيارة الأطفال بمنازلهم في مواعيد خاصة لاتخاذ كل ما من شأنه ضمان راحتهم وتقدم صحتهم سواءً من جهتهم أو من جهة أمهاتهم.

وفي 29 يوليو سنة 1929م افتتح المستوصف رسميًا وقام بالاشراف عليه وإدارة شئونه الدكتور مصطفى رؤوف الذي أرسلته بلدية الإسكندرية قبل إنشاء المستوصف في بعثة الى انجلترا للتخصص في أمراض الأطفال وطرق رعايتهم.

كان صاحب فكرة المسابقة هو الدكتور مصطفى رؤوف الذي كان يعمل في مستوصف الملكة نازلي، وقد جهز مشروعًا لتنفيذ مسابقة لصحة الأطفال تقدم فيها جوائز للأمهات اللاتي أجدن العناية بأطفالهن، وقدم تلك الفكرة إلى الدكتور نجيب قناوي مدير قلم الصحة التابع لبلدية الإسكندرية للنظر فيها.

وأشار تقرير فكرة المسابقة أن هدفها هو تشجيع الأمهات على العناية بأطفالهن وخلق روح التنافس بينهن، إلى جانب تشجيع أفراد الإسكندرية والقُطْر المصري لزيارة مستوصف الملكة نازلي وبذلك يكسب دعايةً كبيرة.

وتقوم فكرة المسابقة على عرض جميع الأطفال وأمهاتهم الذين كانوا تحت إشراف مركز رعاية الطفل بمستوصف الملكة نازلي، واختيار أحسن هؤلاء الأطفال صحةً وإعطاء أمهاتهم جوائز تتفق مع حالتهم الصحية، وكان مجموع من دخل المستوصف بدايةً من 29 يوليو 1929م (تاريخ افتتاح المستشفى) و27 يوليو 1930م (تاريخ المسابقة) هو 1047 طفلاً.

إقرأ أيضا

كيف فعلها يوسف؟

تم اختيار 500 طفل لمشاركة أمهاتهم في المسابقة (منهم 200 طفل تزيد أعمارهم عن 8 شهور و200 طفل تقل أعمارهم عن 6 شهور، و100 طفل تتراويح أعمارهم بين 8 شهور وسنة)؛ فيما ضمت لجنة المسابقة الدكتور عبدالرحمن عمر مدير المستشفى الأميري في الإسكندرية ومعه أطباء مصريين هم أحمد شفيق وعثمان شكري وعلى شكري وعلي عزت، مع أطباء أجانب.

في حفل أقيم أمام مستوصف الملكة نازلي حضره محافظ الإسكندرية ومدير البلدية ووفدٍ من قلم الصحة، تم إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز عليهم وكان عددهم 8 فائزين هم «إبراهيم السيد أحمد (10 جنيهات)، وفاطمة محمود (8 جنيهات)، وعايدة علي (4 جنيهات) وسيدة حسن حسن (4 جنيهات)، فيما تم إعطاء (2 جنيه) لـ محمد زكي، وإنشراح شعبان، وعمر خضر، ومحمد محمد علي»؛ وقد علق محرر مجلة الدنيا المصورة التابعة لمؤسسة الهلال على حالات الأطفال الفائزين بقوله «وقد لاحظنا عند إذاعة أنواع الصناعات التي يشتغل فيها آباء الفائزين أن معظمهم يتاجرون بالخضراوات، فهل لذلك علاقة بفوز أطفالهم في هذه المسابقة».