همتك نعدل الكفة
143   مشاهدة  

بعد ظُلمها بسيف العدل والمساواة .. بنت المؤسسة العسكرية سارة سمير تنتصر!

سارة سمير
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



ثلاث ميداليات ألف حمد وشكر، أنا ربنا نصفني!

ذهبية أحمد الجندي في الخماسي، وفضية سارة سمير في رفع الأثقال، وبرونزية محمد السيد في سلاح سيف المبارزة.

سارة سمير

ربما التقط وزير الرياضة أشرف صبحي، بالأمس أنفاسه بعد أن كاد يعود بخفي حنين وسط سخط المصريين لعدم احراز البعثة الرياضية المشاركة في أولمبياد ٢٠٢٤ والمقامة في باريس ميداليات يحفظ بها ماء وجهه، بينما من الأجدر أن يعض الوزير على أصابعه قلقا من مُسائلة تنتظره بعد عودته، فعدد المصريين الشباب والمؤهلين للتنافس في الألعاب الرياضية يؤهل مصر لتكون حصالة للميداليات، ولأننا شعب طيب وقنوع ويقدس اللحظة ويملّ من التخطيط والاستعداد، سنمرر التجربة دون دروس ولا عبرات ودون تخطيط لإنجازات أكبر، ونكتفي بالتمثيل المشرف، ونحمد ربنا!

بنت المؤسسة العسكرية تشكر الرئيس والشعب المصري

بدأت البطلة المصرية سارة سمير رفع الأثقال منذ الطفولة تأثرًا بوالدها وشقيقها الذي تنبأ بموهبتها المبكرة فشجعها على الانضمام إلى فريق مدرسة المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية، فتحقق سارة المركز الأول في عمر ١١ سنة في أول مشاركة في بطولة رسمية، وبذلك تنضم لمنتخب مصر لرفع الأثقال، وتحصل على ذهبية بطولة إفريقيا للشباب 2012 بتونس وهي في الرابعة عشرة فقط، وتستمر سارة سمير في حصد الميداليات خلال رحلتها المبكرة والتي كانت مبشرة بحصولها على البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو لعام 2016.

سارة سمير

ولأن حالنا في البرازيل كان يشبه حالنا نفسه في فرنسا، أحرزت مصر ثلاث برونزيات في الجولات الأخيرة لأولمبياد ريو دي جانيرو لعام 2016، هداية ملاك في التايكوندو، ومحمد إيهاب في رفع الأثقال، وكان أول المنصفين للبعثة المصرية في البرازيل الربّاعة سارة سمير وهي بعمر ١٨ سنة، التي عادت إلى مصر لتبدأ أزمتها مع الثانوية العامة لتخلفها عن أداء الامتحان بسبب المشاركة في الاولمبياد.

“مفيش لوائح بتسمح” وإعمالا بمبدأ “العدل والمساواة” سارة سمير ساقطة ثانوية عامة

فشلت المساعي كافة في إيجاد ثغرة قانونية تمكن بطلة أولمبية من عقد امتحان الثانوية العامة، وكان مبرر وزارة التربية والتعليم أنه لا يوجد قانون أو لائحة تسمح بذلك، حيث أن حالة سارة سمير هي الأولى من نوعها التي تواجه الوزارة!

بطبيعة الحال لم يملك وزير الرياضة صلاحيات تضغط على وزارة التربية والتعليم بإيجاد حل لمشكلة سارة سمير التي توقفت عن التدريبات وبدأت في الدروس الخصوصية استعدادًا لامتحانات العام التالي عازمة على التضحية ببطولة البحر الأبيض المتوسط التي سيوافق عقدها امتحانات الثانوية العامة أيضا، بعد أن أيدت لجنة الفتوى بمجلس الدولة قرار الإدارة القانونية بوزارة التربية والتعليم، بعدم جواز عقد امتحان للطالبة في موعد استثنائي، لمخالفة ذلك للقواعد الحاكمة والمنظمة لامتحانات الثانوية العامة، وتحقيقًا لمبدأ المساواة والعدالة، حتى لو كانت بطلة وعذرها معها والعالم كله شهود!

لم يكن أمام سارة سمير غير الامتثال لنصيحة كابتن أحمد شوبير – في مداخلة ببرنامجه عبر شاشة صدى البلد – باستغلال فرصة لقاءها برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي واللجوء إليه لإيجاد حل لمشكلة الثانوية العامة المتوقعة في العام ٢٠١٧-٢٠١٨ أثناء مشاركتها في بطولة البحر الأبيض المتوسط حتى لا يتكرر سيناريو ريو ٢٠١٦.

ووعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل فعلا ووجه بحل مشكلتها خلال لقائه مع أبطال مصر في دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية ٢٠١٦ بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة

YouTube player

 

خريجة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية تحرز الفضية وتنصفنا

بعد ٨ سنوات حققت الرباعة المصرية سارة سمير (26 عاماً) – المتخرجة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية٢٠٢١م – الميدالية الفضية في منافسات رفع الأثقال لوزن 81 كجم “سيدات” في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، والحمدالله عوضت حرمانها من المشاركة في أولمبياد طوكيو بسبب إيقاف الاتحاد المصري لرفع الأثقال بعد ثبوت إيجابية عينات بعض اللاعبين خلال دورة الألعاب الإفريقية 2019 في المغرب.

سارة سمير

كيف يعود مشروع العمالقة؟

كانت التوقعات المبكرة تشير إلى احتمالية حصول سارة سمير على الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، كان هذا التوقع السبب في انهمار دموع البطلة المصرية وانهيارها لاستشعارها الخسارة بتحقيق الفضية، لكن الطريق إلى الذهبية ليس مسئولية سارة وحدها بل هو مشروع دولة بأكملها.

إقرأ أيضا
الزهايمر والتصلب المتعدد

في 2021 صرح وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي باعتماد موازنة قدرها مليار ومائة مليون جنيه للإعداد لأولمبياد باريس من 2021 حتى 2024، ووجاهة التذكير بتصريحه في هذا المقال لا تأتي من أجل المحاسبة على نتائج البعثة المصرية، بل لأن هذا التصريح جاء ضمن حديثه عن البرنامج القومي للبطل الأولمبي والذي أطلقته الدولة عام ٢٠١٨ ثم ما لبث أن واجه أزمة هروب اللاعبين ممن كانوا ضمن اختيار المشروع وجاء التفسير بضعف الإمكانيات المتاحة، والتي تدخلت قطاعات معنية من الدولة لاحتوائها، لكن ذلك يدفع بسؤال مهم عن مدى فعالية المشروع واسهامه في الإنجاز الرياضي المصري بعد مرور سبع سنوات على إطلاقه.

درس من التاريخ – على وشك يبان يا نَدّاغ اللبان

عام 1993 حصل منتخب الشباب لكرة اليد، بقيادة المدرب الراحل جمال شمس، على لقب كأس العالم للشباب، في إنجاز غير مسبوق لهذه الفئة، وكان هذا الإنجاز البداية لأسطورة جيل ذهبي لمنتخب مصر لكرة اليد، الذي حصد الكثير من البطولات بعد سنوات قليلة جدا من تشكيله، وأصبح واحدا من العظماء العشرة باللعبة عالميا، وانتقلت السُنة الحسنة والقدوة إلى الأجيال اللاحقة ليصبح منتخب مصر لكرة اليد مثالا واعدا بالفوز والإنجازات.

ورغم خسارة منتخبنا الوطني لكرة اليد – التي تستحق الفحص – أمام نظيره الإسباني ومغادرته أولمبياد ٢٠٢٤ بعد تحقيقه المركز الخامس، إلا أن امتداد مشروع عمالقة كرة اليد بمشاركة وزارة الشباب مع الاتحاد والذي بدأ في يوليو 2014، يعد مشروعا ضروريا لاستثمار النجاح، لكنه مشروع يحتاج لكثير من الحوكمة والرقابة على النتائج، مثله مثل أي مشروع رياضي تقود مقدماته إلى نتائجه.

يا رب مقدمات تُبشر بميداليات تليق بمصر الشابة ذات المئة مليون نسمة

الكاتب

  • سارة سمير رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان