مسلسل أحمد زكي لن يرى النور أبدا.. الأسباب بصراحة

في ١ أغسطس عام ٢٠١١ تم عرض مسلسل الشحرورة عن قصة حياة المطربة اللبنانية الكبيرة صباح من تأليف فداء الشندويلي  وإخراج أحمد شفيق وبطولة كارول سماحة أثناء حياة الصبوحة شخصيا والتي توفت بعده بثلاث سنوات في نوفمبر ٢٠١٤ والتي اعترضت على المسلسل ورفضت عرضه ولكن هذا لم يجدي شيئًا وتم عرض العمل الفني، كان صاحب القصة شخصيًا حي وفشل في إيقاف عرضها.

مسلسل الاختيار رفعت أم الشهيد أحمد المنسي وأخويه قضية لمنع عرضه وتم عرضه وبنجاح في رمضان الماضي، مسلسل تحية كاريوكا وعبدالحليم حافظ ويوسف السباعي وأسمهان كلها اعترض عليها الورثة إما رفضًا للقصة أو رفضا للمبلغ المعروض لكن هذا لم يوقف العرض نهائيًا وتم إنتاج المسلسلات وعرضها، لهذا تبدو تصريحات الجميع – محمد رمضان وبشير الديك وشركة الانتاج – عن إيقاف العمل في مسلسل الإمبراطور – اسم مبدئي يرفضه المؤلف – بسبب رفض الورثة يبدو سببًا مضحكا للغاية عسير على التصديق.

فماذا حدث؟

كان السيناريست الكبير بشير الديك الذي وقع اختيار شركة الإنتاج عليه لكتابة المسلسل بعد اعتذار الكبير وحيد حامد قد أنهى الحلقة الرابعة عندما عرف الخبر عبر اتصال تليفوني من شركة الإنتاج بنفس الحجة وهي اعتراض الورثة، لكن بالعودة لنقطة البداية، سنجد أن المخرج محمد سامي داعب خيال صديقه النجم محمد رمضان عبر فكرة تجسيد سيرة أحمد زكي وهي حلم رمضان منذ الدراسة في المعهد وهو ما سعيا فورًا لتنفيذه بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسلهما الرمضاني الأخير البرنس، اتصل سامي بوحيد حامد ثم أعطى الهاتف لرمضان من أجل “تدبيس” السيناريست الكبير، لكن حامد تملص بدهاء معهود فذهب المسلسل إلى بشير الديك وهذه هي المشكلة.

يحمل بشير الديك موهبة كبيرة للغاية تضعه في مقدمة أبناء جيله مع وحيد حامد لكنه لم ينل التقدير اللازم مثلما نال زملاءه وبقى مبتعدًا عن الساحة لدرجة أنه لم يقدم سوى عملين في آخر ١٠ سنوات، مسلسل عابد كرمان ٢٠١١ ومسلسل الطوفان ٢٠١٧، لهذا لا يملك الديك أي ديون اجتماعية على كتفيه، لن يجامل هذا أو ذاك، لن يخضع لحسابات المكسب والخسارة التي قد يفرضها الواقع على الكاتب من أجل أعمال مستقبلية، يختلف أيضًا بشير الديك عن وحيد حامد الذي يزن كل كلماته كلمة كلمة باندفاع الفنان الحقيقي وطيبة تشبه رفيق الطريق الراحل عاطف الطيب وبالتالي كان الانحياز سيكون لأحمد زكي والظلم الذي تعرض له طيلة رحلته والذي تعرض له الديك أيضًا في النهاية وكان هذا كفيلا بعشرات التدخلات من نجوم كبار وآخرون من أجل الاطمئنان على طبيعة كتابة المسلسل وعن ماذا يحكي وما لم يحكى، وعلى الرغم من إعلان بشير الديك عن حفظه لأسرار صديقه الفنان الأسمر الراحل فلن يبوح بها إلا أن هذا لم يكن كافيًا وظلت الاتصالات تنهال على جميع الجهات المتصلة بالعمل دون توقف.

لهذا صدق محمد سامي عندما تحدث بعد اختيار الديك قائلا بصراحة : مسلسل زكي لا يجوز أن يكتبه سوى وحيد حامد

لكن هذا أيضا لم يكن السبب الوحيد لإيقاف المسلسل بالإضافة لخوف النجوم من طرح مشاكلهم مع أحمد زكي هناك كراهية لتقديم سيرة أحمد زكي كفنان خالد مثل كل من قدمت سيرته، كراهية وغيرة فنية لدرجة أن يشيع أحد النجوم الكبار عن قيمة حياة أحمد زكي الشخصية والتي لن تصنع دراما جيدة، ليتلقف التصريح مجموعة من المصفقين من النقاد ويرددوه عن جهل ونفاق.

يمكنك أن تقرأ جزء من سيرة الفنان أحمد زكي عبر هذا الرابط

عن أحمد زكي : تعيش وحدك.. وَتَمُوتُ وَحْدَكَ.. وتبقى معنا

فكيف نطلق على كل تلك المعاناة والصعود والانكسار قصة لن تكون صالحة للدراما.

إقرأ أيضا

يوم في التأمينات بعد ميكنة الألفينات

في النهاية انتصر الخائفون من الماضي والكارهون وحققوا ارادتهم بإلغاء فكرة المسلسل تحت دعوى رفض الورثة الذين طالما رفضوا ولم يسمعه أحد

رحمة الله على أحمد زكي الذي ما زال شبحه يطارد البعض وشكرًا بشير الديك