قبل عرض مسلسل القاهرة كابول (2-4) حقيقة أشهر هبدات أئمة مساجد مصر زمان
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يتناول مسلسل القاهرة كابول المزمع عرضه في إبريل 2021 خلال موسم شهر رمضان الدرامي قصة الحرب الأفغانية وتأثيرها على الواقع العربي عمومًا ومصر خصوصًا من خلال شخصيات «الإرهابي والضابط والإعلامي».
اقرأ أيضًا
قبل عرض مسلسل القاهرة كابول (1-4) أعمال فنية سبق وأن تناولت الموضوع
ربما سيكون هناك إشارات للخطاب الدعوي في مسلسل القاهرة كابول بصرف النظر عن الفترة الزمنية للمسلسل أهي وقت السوفييت أم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 م.
بـ 200 ورقة .. هكذا بدأ الهبد
كان الخطيب عبدالحميد كشك نقطة فارقة في تاريخ الخطابة (الشعبية) داخل المساجد، ليس لأسلوبه فقط وإنما لاعتماده على القصص، وبالتالي خرج مقلدين كُثُر له تزامنًا مع الحرب الأفغانية السوفييتية والتي كانت مادة ثرية لقصص المجاهدين وكراماتهم.
الأب الروحي لفكرة كرامات المجاهدين هو كتاب «آيات الرحمن في جهاد الأفغان» الذي كتبه عبدالله عزام أحد أبرز رموز الإخوان التاريخيين في الأردن والعنصر الجهادي الأبرز في أفغانستان وقت الحرب السوفييتية.
أثار الكتاب الذي بلغ عدد صفحاته 200 ورقة جدلاً في الأوساط الإسلامية وشهرةً كذلك على مستوى العالم العربي لدرجة أنه كان جزءًا من برنامج «فتاوى نور على الدرب» على الإذاعة السعودية وقال عنه عبدالعزيز بن باز « أنا قرأت الكتاب، وسألت جمًا غفيرًا من المجاهدين وغير المجاهدين، فذكروا بعض هذه الكرامات التي في الكتاب، فهي بين صحيح وبين محتمل، فجملة منها صحيحة ومعروفة وواقعة، وجملة منها قاله بعض المجاهدين وقاله بعض الإخوان؛ فيحتمل أنه واقع، ويحتمل أنه ليس بواقع؛ لأنه ليس كل خبر يكون معتبرًا حتى يخبر به الثقة المضبوط؛ والمقصود أن كرامات الأولياء ثابتة، والمجاهدون في سبيل الله من أفضل عباد الله الصالحين إذا أخلصوا لله وصدقوا في الجهاد، وهم من أولياء الله؛ فكراماتهم يقينية ليس فيها شك، وقد وقع هذا للصحابة لأصحاب النبي ﷺ، ووقع لمن بعدهم من أولياء الله المؤمنين إلى يومنا هذا».
اقرأ أيضًا
حكاية محمد رشدي وشقيق أسامة بن لادن.. كلمة السر “عدوية”!
وتابع مفتي السعودية رأيه في الكتاب قائلاً «المجاهدون الأفغان جهادهم عظيم وجهادهم من الجهاد في سبيل الله، وهو جهاد لأكفر الدول وأقبحها وأشنعها، وهي لدولة الشيوعية دولة السوفيت، هذه الدولة أكفر الدول، وأشدها خطرًا على المسلمين، نسأل الله العافية، جهاد الأفغان من أفضل الجهاد، ومعاونتهم من أفضل المعاونة، والواجب على المسلمين أن يساعدوهم في كل شيء».
من قصص الهبد التي يمكن أن تظهر في مسلسل القاهرة كابول
حكى عبدالله عزام قصة الطيور التي كانت تخبر المجاهدين بقرب طائرات السوفييت حيث قال «حدثني أرسلان قال: نحن نعرف أنّ الطّائرات ستهاجمنا قبل وصولها وذلك عن طريق الطيّور التّي تأتي وتحوم فوق معسكرنا قبل وصول الطائرات فعندما نراها تحوم نستعدّ لهجوم الطّائرات».
كذلك قصة غلام محي الدين الذي مرت على جسده دبابة وظل حيًا، بالإضافة إلى العقارب والأفاعي إذ قال عنها «حدثني عبد الصمد ومحبوب الله: أقام الشّيوعيّون مخيّما في سهل مدينة (قندوس) فهجمت عليهم العقارب ولدغتهم فمات ستّة وهرب الباقون، وحدثني عمر حنيف قال: لقد جاءت الأفاعي مرارا تبيت مع المجاهدين في فراشهم ومنذ أربع سنوات لم تلدغ أفعى مجاهدا رغم كثرتها».
نقض الهبد .. عبدالله عزام يناقض نفسه ثم يكذب
تعرض كتاب آيات الرحمن في جهاد الأفغان إلى انتقادات جعلت مؤلفه خلال الطبعة الرابعة يخفف من القدسية التي غلف بها جهاد الأفغان داعيًا إلى الموضوعية وتنصل من بعض من حكوا له هذه القصص إذ قال «هذا الشعب فيه الصالح وفيه مَن دون ذلك، وفيه نقائص البشر وضعفهم، فمنهم المبتدع ومنهم الكاذب والجاسوس والسارق والمدخن والمتعاطي بالحشيش».
ظلت قصص المجاهدين الأفغان تتردد على المنابر حتى جاء كتاب «العائدون من أفغانستان ـ ما لهم وما عليهم» لـ عصام دراز أحد الذين رافقوا أسامة بن لادن، وربما سيبرز اسمه في مسلسل القاهرة كابول حيث كتب فصلاً بعنوان «الكرامات وسلبيات التّواجد العربي» قال فيه «اختلفت مع الشّهيد الدّكتور عبد الله عزّام في هذا الموضوع وبدأت بجهد ذاتي أبحث عن الحقيقة بحياد وإخلاص … وأستطيع أن أقول إنّني وصلّت إلى نتيجة خطيرة وهي أنّ موضوع الكرامات في أفغانستان هو صناعة عربيّة وإذا كان قد حدثت بعض الكرامات والله قادر على كلّ شيء فهذا شيء مختلف تماما عمّا ذكره الشّهيد عبد الله عزّام في كتابه».
واتهم عصام دراز كتاب آيات الرحمن في جهاد الأفغان بالكذب إذ قال «جلست مع مجاهدين تحدّث عنهم عبد الله عزّام وجلست مع مجاهدين عاشوا في جبهات القتال سنوات طويلة وكلّهم دون استثناء واحد قرّروا أنّ ما ذكر في كتاب آيات الرّحمان كان ضربا من ضروب المبالغة وأنّ بعضهم راجع الدّكتور عبد الله عزّام في هذا الأمر وهناك من ناقشوه وعاتبوه على هذا الكتاب بل هناك من اختلف معه بشدّة إلاّ أنّ الشّهيد عبد الله عزّام وهو أكثر واحد كان يعرف أنّ معظم ما كتبه فيه مبالغة ومعظمه لم يحدث أصلاً، يرى أنّ المبالغة مطلوبة لكي يحبّب النّاس في الجهاد الأفغاني ونجح هذا الشق وهو تحبيب النّاس في الجهاد الأفغاني وبالتالي دعمه بالمال، ولقد أطلق بعض الشّباب المجاهدين على موضوع الكرامات بأنّه أعظم فكرة لجمع التّبرعات فهو مشروع مالي ناجح وللأمانة والتّاريخ أقول لقد قمت باستقصاء عن الموضوع بنفسي والتقيت بأكثر من 100 مجاهد عربي وأفغاني وسألتهم سؤالا واحدا: هل شاهدت كرامات في أفغانستان؟، كانت الإجابة بنسبة 100% أنّهم لم يشاهدوا ولكنّهم سمعوا مجرّد سماع، الكلّ سمع ولا أحد شاهد… وكانت نتيجة العمليّة الخطيرة هو تصوّر الشّباب العربي القادم إلى أفغانستان بأنّهم سيشاهدون بالعين المجرّدة الملائكة وهم يقاتلون والقبور تضيء وأنهار المسك والطيّور التّي تأتي تحت أجنحة الطّائرات وكانت النتيجة الخطيرة التالية: اعتقد الشباب العربي أنّه ذاهب إلى المجاهدين الأفغان الذين سينقلونه إلى عصر ظهور الإسلام ويلتقون بمستوى رجال على مستوى الصّحابة وفي مصافّ الملائكة ولهذا كانت الصّدمة ثمّ الصّدام فقد وجدوا المجاهدين الأفغان بشرا بكلّ معنى الكلمة فيهم كلّ عيوب البشر وحسناتهم».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال