مسلسل الكابتن.. كوميديا مبتكرة وجرعة تشويق غير متوقعة

بداية قوية ومبشرة شهدتها الحلقة الأولى من المسلسل الكوميدي “الكابتن”، الذي يخوض به النجم أكرم حسني تجربة جديدة في عالم الدراما الرمضانية لهذا العام، ومنذ اللحظات الأولى، نجح المسلسل في جذب الانتباه بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الكوميديا والتشويق، مقدمًا حبكة غير تقليدية تقوم على فكرة رؤية البطل لأشخاص لا يراهم غيره، وهي فكرة تفتح الباب أمام العديد من المواقف الكوميدية والدرامية في آنٍ واحد.

بداية الأحداث: رحلة عادية تنقلب إلى كارثة

تنطلق الحلقة الأولى من مسلسل الكابتن  بتقديم الشخصيات الرئيسية داخل طائرة متجهة إلى أثينا، يقودها الطيار حسام، الذي يجسد دوره أكرم حسني. المشهد الافتتاحي يُظهر حسام كشخص واثق من نفسه، يمارس عمله بطريقة اعتيادية، لكن سرعان ما تتغير الأجواء عندما تتعرض الطائرة لعطل مفاجئ، يتبعه حريق في المحرك، مما يؤدي إلى سقوط الطائرة في البحر. في مشهد مشحون بالتوتر، يحاول الركاب التعامل مع الموقف بطرق مختلفة، بعضهم يتمسك بالأمل، بينما يصاب الآخرون بالذعر، إلا أن المصير يكون واحدًا للجميع: لا ينجو أحد سوى حسام.

لحظات ساخرة رغم المأساة

ورغم الدراما المحيطة بسقوط الطائرة، إلا أن العمل لم يتخلَّ عن روحه الكوميدية، حيث تم تقديم الركاب في مواقف ساخرة حتى في لحظات الخطر. فمثلاً، هناك شخصية شاكر الطويل، الأستاذ الأكاديمي والممثل الفاشل، الذي لا يعرفه أحد رغم سنواته الطويلة في المجال الفني، ودائمًا ما يحاول إقناع من حوله بأنه ممثل موهوب. في المقابل، نجد إيهاب نصر، لاعب كرة القدم الذي اشتهر عالميًا بسبب هدف أحرزه بيده، وهي لقطة تحولت إلى “ميم” منتشر على الإنترنت، جعلته حديث الجماهير أكثر من أي هدف سجله بقدمه.

أما الشخصية التي خطفت الأنظار بشكل خاص، فكانت باكينام هانم المناديلي، التي تؤدي دورها ببراعة الفنانة سوسن بدر، حيث تقدم نموذجًا جديدًا لم تقتحمه من قبل في مشوارها الفني، وهو الكوميديا الصريحة، حيث نراها في ثوب “الهانم” التي تنظر للآخرين باستعلاء، لكنها في الوقت نفسه تدخل في مواقف كوميدية بسبب ردود أفعالها غير المتوقعة.

التحول المفاجئ في الحبكة

لكن المفاجأة الأكبر في الحلقة لم تكن سقوط الطائرة فحسب، بل ما يحدث مع حسام بعد نجاته. فبدلًا من أن يعود إلى حياته الطبيعية، يجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه: يبدأ في رؤية أشخاص كانوا على متن الطائرة، رغم أنهم ماتوا جميعًا! الأمر لا يتوقف عند مجرد رؤيتهم، بل يتحدثون معه ويؤثرون على حياته اليومية، مما يضعه في مواقف غريبة وكوميدية عندما يبدأ في التفاعل معهم أمام الآخرين، الذين لا يرون شيئًا على الإطلاق.

هنا تبرز قوة الفكرة الدرامية، حيث يقدم المسلسل كوميديا قائمة على التناقض بين الواقع وما يراه حسام وحده، مما يجعله يبدو وكأنه يعاني من اضطراب نفسي في نظر الآخرين، بينما هو في الحقيقة يعيش تجربة لا تصدق. هذه التيمة تذكرنا ببعض الأعمال العالمية التي قدمت أفكارًا مشابهة، لكن بأسلوب مصري يحمل بصمة أكرم حسني الكوميدية المعهودة، التي تعتمد على المفارقات اللفظية والجسدية بشكل مميز.

أداء أكرم حسني.. خفة ظل مع لمسات درامية

لا شك أن أكرم حسني يمتلك كاريزما خاصة في الأداء الكوميدي، لكن المميز في هذه التجربة أنه يظهر بمزيج من الكوميديا والتشويق والدراما، وهو ما أضفى عمقًا جديدًا على شخصيته. ففي بعض المشاهد، نشعر بحيرة البطل وخوفه الحقيقي مما يمر به، خاصة عندما يبدأ في التساؤل: هل ما يراه حقيقة، أم أنه مجرد وهم نتيجة الصدمة؟ هذا البعد الإنساني أضاف للمسلسل بعدًا جديدًا، حيث لم يعتمد فقط على الكوميديا، بل على تقديم شخصية متكاملة تعاني من صراع داخلي حقيقي.

ويحسب للمخرج أنه نجح في تقديم الحلقة بإيقاع سريع ومشوق، فلم نشعر بأي لحظة ملل، بل كان هناك تنقل سلس بين المشاهد، مع استخدام المؤثرات البصرية بشكل متقن خاصة في مشاهد الطائرة وسقوطها، التي جاءت بمستوى تقني جيد جدًا مقارنة بالإنتاجات المصرية المعتادة. كما أن توظيف الموسيقى التصويرية كان موفقًا في تعزيز التوتر والإثارة وقت الحاجة، وفي الوقت نفسه، لم يغب الجانب الكوميدي عن الموسيقى في المشاهد الساخرة.

هل سيكون “الكابتن” من أنجح مسلسلات رمضان؟

الحلقة الأولى من “الكابتن” قدمت انطلاقة واعدة جدًا، حيث جمعت بين الضحك والتشويق والفكرة غير التقليدية. وإذا استمر العمل في تقديم مواقف كوميدية قوية، مع استمرار الغموض الذي يحيط بمصير الكابتن حسام، فبلا شك سيصبح المسلسل واحدًا من أنجح الأعمال الكوميدية في موسم رمضان 2025.

إقرأ أيضا

حقيقية أم من زيف العقل البشري.. هل هناك بطل حقيقي ؟

اقرأ أيضًا : برمو مسلسل النص ..كيف يحفزنا الديكور والإنتاج على اكتشاف تاريخ مجهول