مسلسل المسيح : “اللي ربنا بيحبه يمشي على الميه” .. أحيانا
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تحذير : هذا المقال يحرق أحداث المسلسل
شغلني كثيرا في فترة المراهقة سؤال واحد، كيف يمكن أن يبعث الله نبيا في القرن العشرين، هل يدعو قومه عن طريق التلفزيون هل يتحدث لهم في الجرائد، بعد هذا في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب قبلت بالتأكيد ستكون له صفحة معتمدة على فيسبوك يخاطب فيها أتباعه وجروب واتس آب للمقربين، كان السؤال عبثيا أطرحه على الأصدقاء كـ”إفيه” وليس أكثر، حتى شاهدت مسلسل Messiah على شبكة نيتفلكس.
رأيت نبيا يحقق معجزة ويهزم داعش بقوة الريح والرمال، ينتقل إلى الولايات المتحدة في غمضة عين بعد اعتقاله على حدود الجولان المحتل من الكيان الصهيوني، شفي الجرحى ويحيي الموتى في القدس ويسير على الماء في واشنطن وتحصل الفتاة ( بنت القس) الذي يتبعه على ملايين اللايكات على الصور التي تنشرها له على تطبيق انستجرام، قبل أن ينتهي الجزء الأول بإكتشاف أنه مريض نفسي إيراني له ماض في العمل كساحر.
مسلسل متوسط المستوى كعادة معظم أعمال نيتفلكس، أثيرت حوله ضجة كبيرة لحساسية الموضوع والترويج لعودة المسيح أو المسيخ الدجال طبقا لرواية الدين الإسلامي، سيناريو ضم 10 حلقات متباينة المستوى لكنه بالمجمل يحمل ثغرات يمر منها جيش حربي بأكمله، على الرغم من أن الشخصيات مرسومة بعناية، شخصية المسيح الوهمي والقس وابنة القس والضابط الصهيوني وضابطة المخابرات الأمريكية والفتى السوري جبريل، حتى الحوار ترك جملا وانطباعات لا تنسى باللغة الإنجليزي مع سقوط تام للحوار العربي الذي يشبه كثيرا العربي “المكسر” الذي تحدثه الخواجات في أفلام مصر القديمة.
مهدي دهبي الذي لعب دور المسيح اختيار شكلي موفق – ينقصه بعض الطول – لكنه يفتقد تماما للكاريزما المطلوبة لمن يملك كل هذا التأثير، حاول في حدود قدراته لكنه ظهر باهتا للغاية، جون أورتيز القس فيلكس أروع شخصيات المسلسل، تاجر الدين الغربي كما قال الكتاب، كذلك الممثل الألماني تومر سيسلي الذي لعب دور الضابط الصهيوني كان متميزا للغاية على الرغم من وجوده غير المبرر إطلاقا في الولايات المتحدة الأمريكية لاغتيال المسيح بقرار فردي وتراجعه عن هذا واستمراره حتى الهروب به خارج البلاد.
لم يأت مخرج ومؤلف العمل ما يكل بيتروني بجديد على مستوى الصورة، حتى تلك الخدع البسيطة كانت ساذجة وغير منفذة جيدا، ليطرح سؤالا هاما داخل كل عربي يشاهد الأفلام والمسلسلات الغربية عامة وعلى نيتفلكس تحديدا، لماذا يتقن طاقم العمل في أي عمل كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة إلا عند تصوير المجتمعات العربية وعاداتها وتقاليدها وأزيائها وطريقة كلامها، لماذا تقع كل تلك الأخطاء وكأنهم لا يروننا وكأننا لا نشاهدهم، ربيما يكون هذا السؤال الذي أهداني إياه مايكل بيتروني بعد أن أجابني على سؤال مراهقتي حول النبي في العصر الحديث.
مسلسل المسيح مثل نبيه تماما، لم يأت بعمل خارق وأصاب متابعيه بالإحباط
مسلسل المسيح ليس كتابا للدين المسيحي أو الإسلامي، ولا أعتقد أنه يجب أن يتم التعامل معه سوى على أنه عمل فانتازي لطيف ينصح بمشاهدة على العشاء دون “حزق” التعصب أو انتظار عمل فني خارق.
التقدير : 5 من 10
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال