مسلسل دايما عامر .. بين الكوميديا و الانحدار بالذوق العام
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قبل ساعات من انتهاء الموسم الرمضاني 2022، يمكننا القول أن مصطفى شعبان استطاع أن يقدم شكل ونمط جديد عما اعتاد عليه في السنوات الأخيرة من خلال مسلسل دايما عامر ، الذي يناقش أطراف العملية التعليمية، المدرسين والطلاب ومناهج التعليم وفلسفته في إطار كوميدي مقبول .
لم يأخذ المسلسل نصيب كبير من الشهرة نظرًا لزخم الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان، فالأعمال الرمضانية تجاوزت الـ 30 عمل، ومن الصعب متابعة كل هذه الأعمال، فإعادة عرض المسلسل بعد الموسم الرمضاني ضروري لإنجاح المسلسل بدرجة أكبر.
ورغم النجاح النسبي للمسلسل إلا أنني لم أستسيغ فكرة مناقشة التعليم من خلال المقارنة بين فئتين الأغنياء والأغنياء جدا والصراع القائم بين طلاب المدارس الناشونال والانتر ناشونال وكأن هؤلاء هم طلاب مصر في الواقع بالإضافة إلى الكوميديا “السمجة” في كثير من المشاهد.
والمُلاحظ أيضًا في المسلسل أنه يرصد التفاوت بين مستوى الطلاب وحتى لون الزي المدرسي في المدرستين وكذلك أزياء المعلمين ومرتباتهم طوال المسلسل ليظل إحساس التفرقة بين المستويين قائم حتى مع المعالجات التي صنعها العمل لزوال هذا الفارق.
كما أن العمل اعتمد على بعض المشاهد الخارجية كالرحلات في الغردقة وأسوان، وبعض الاستعراضات التي اعترض أنا عليها، فمن جهة تعمل معلمة الموسيقى على تحسين الذوق العام للطلاب ومن ناحية أخرى نرى الأغاني في باص الرحلات أو في الاستعراضات الداخلية من فئة المهرجانات والتبرير الدرامي أنه يعكس الواقع …
كذلك بعض الحوارات الجانبية بين عامر الذي يجسده مصطفى شعبان مع ميس زهرة مديرة المدرسة التي تجسدها الفنانة “لبلبة”..حوار هابط ينم عن الجهل والانحدار بالذوق العام فلا المديرة تقول للمعلم يسطا ولا المعلم يتجاوز حدود الأدب مع المديرة ، هذا بخلاف مشاهد التحرش اللفظي بين معلمي المدرسة ..وهذا من شأنه يرسخ مفاهيم خاطئة عند المتابعين خاصة من فئة الطلاب .
والمسلسل به من اللفتات الطيبة ومنها ظهور الطفل مهند طفل من ذوي الهمم والذي وعده مصطفى شعبان بالظهور معه في عمله القادم وهو ماحدث بالفعل.
عمل متوازن نوعا ما ولكنه أفضل من مسلسلات كثيرة عرضت في رمضان 2022، مناسب للأسرة المصرية مع تحفظي الشديد على الألفاظ ونوعية الأغاني كما ذكرت .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال