مسلسل روز وليلى .. ما كل هذا “العك”؟!
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مسلسل روز وليلى الذي يعرض على منصة “شاهد” كان الإعلان عن إنتاجه قبل عدة شهور مبشرًا للغاية، يسرا ونيللي كريم فنانتان كبيرتان ومعهما فنانين في موهبة وحضور أحمد وفيق وعارفة عبدالرسول لكن بعد عرض المسلسل أصبت بخيمة أمل شديدة أمام عمل رديء للغاية لا يستحق حتى تضييع الوقت في مشاهدته، فما هي الأسباب.. دعنا نتعرف عليها سويًا عزيزي القارئ.
أولاً: الاستعانة بكاتب بريطاني لكتابة سيناريو مسلسل عربي – حسب تقليعة شاهد الجديدة في إذابة جنسية الأعمال لا مصرية ولا سورية – جعلت القصة لا تمت بصلة للوطن العربي عامة ولمصر خاصة، حيث تدور أحداث المسلسل حول شركة تحقيق خاصة تديرها المحققتان الخاصتان روز (يسرا) وليلى (نيللي كريم)، بالطبع لا يوجد في عالمنا العربي شركات تحقيق خاصة للرجال ولا النساء و – اللي حيعمل واحدة حيتجاب من قفاه – وزاد الطين بلة بل قل اثنان أن المخرج أيضًا انجليزي، فخرج المسلسل كاللحوم المجمدة المحفوظة المستوردة التي لا تناسب ذوق عاشق اللحم البلدي وآسف على التشبيه لأن مشاهدته كان “عكاً” وليس فنًا.
ثانيًا: تصنيفات الدراما والكوميديا لا تنطبق على هذا المسلسل بل يمكننا أن نعطيه تصنيفًا خاصًّا ولكنه ليس جديدًا، ألا وهو الكوميديا البلهاء، حيث يلجأ صناع العمل إلى المواقف المفتعلة غير المنطقية مستحيلة الحدوث لاقناعنا بالضحك، حينها تبدو الكوميديا مقحمة وحمقاء وبلهاء لا تثير الضحك بل الغثيان، والمدهش أن فنانة في حجم يسرا قبلت مثل هذا الدور “المزيف” ولعبته رغم خفة دمها المعهودة في عدة أعمال كوميدية سابقة بثقل ظل لا يحتمل وتبعتها نيللي كريم وليس ثقل الظل عنها ببعيد.
ثالثًا عند رحل الكوميدي العظيم تشارلي تشابلن عبر المحيط من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية اكتشف أن ما يضحك الإنجليز ليس بالضرورة أن يضحك الأمريكان على الرغم من أنهم يتحدثون لغة واحدة تقريبًا وبعض الأمريكان أصولهم إنجليزية، فاضطر لتغيير طريقته الكوميدية، فما بالك بمخرج انجليزي يحاول صناعة كوميديا تضحك الشعب العربي، إنها كارثة لا أعلم لماذا فكر فيها منتجو العمل، المخرج لا يفهم حتى “الإفيه” الذي يلقيه الممثل ولا يدرك طبيعة الشعوب العربية وطريقتها في تقبل الكوميديا والتفاعل معها بالضحك.
مسلسل روز وليلى أحد أسوأ المسلسلات الكوميديا في السنوات العشرة الأخيرة ورهان خاطئ لنجوم العمل وتقييمي له ٢ من ١٠.
ملحوظة: الصورة الرئيسية المقلوبة هي أدق تعبير عن العمل
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال