مسلسل وجوه .. حنان مطاوع للجودة عنوان
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في مسلسل وجوه تثبت حنان مطاوع أنها ممثلة قوية كل يوم، وأنها قادرة على أداء كل الأدوار، ممثلة جوكر مكان ما تحطها تسد.
يتكون مسلسل وجوه من قصتين “القصة الأولى باسم وش ثالت” والتي تدور حول سلمى “حنان مطاوع” طبيبة الطب الشرعي وزوجة الطبيب البشري “عابد عناني” والذي تتهم بقتله، ومن خلال الأحداث نبدأ نكتشف لماذا قتلته، ونكتشف أنه كان زوج خائن وكان مشارك في عمليات سرقة الأعضاء ونقلها بشكل غير رسمي في مستشفى استثماري صاحبها الفنان محمود عبد المغني، وأيضًا خلال الأحداث نعرف أن سلمى كان لديها طفلة تعرف بموتها أثناء وجودها في السجن، ولكنها تكتشف أن ابنتها لازالت حية بعد ان تخرج من السجن، وتحاول ان تستكشف ذلك وتذهب إلى حماتها “هالة فاخر” والتي كانت علاقتها بها طيبة قبل دخولها السجن إلا إنها عندما تذهب إليها بعد خروجها من السجن وحصولها على البراءة فإن حماتها تطردها وتخبرها أن ابنتها ماتت وتم دفنها بصورة غير رسمية دون استخراج شهادة وفاة او كشف طبيب يثبت الوفاة.
المسلسل مكتوب بإتقان وحرفية، ومليء بالتشويق الذي يجعلك تستمر أمام الشاشة تتابع الأحداث والتفاعل مع الأبطال من أجل الوصول للحقيقة، وأداء الممثلين رائع فالفنان عابد عناني الذي يؤدي دور زوج سلمى فنان مجتهد يؤدي دوره بشكل متقن، وهذه ليست أول مرة سبق وأدى دور الإرهابي في مسلسل الاختيار وأجاده وانتزع الكره من صدور المشاهدين، وهذا العام يؤدي دور الزوج الخائن والطبيب المجرم في حق مهنته وزوجته بمنتهى الإجادة، وهو من الممثلين الذي يؤدون دورهم ويجيدوه في صمت دون جلبة أو ضجيج.
أدت حنان مطاوع مشهد رائع واكثر من عبقري وهي تحاول ان تساعد زوجها في إخفاء جريمته، والتستر عليه بعد ان قتل المريض أثناء إجراء عمليه نقل عضو لجسده، وهي كطبيبة شرعية حاولت إخفاء شكل الجرح حتى لا يتم كشف إنه كان يجري عمليه نقل عضو ومات أثناء العملية، وقفت حنان في غرفة العمليات وكانت تخيط الجرح وهي تبكي ونسمع في الخلفية صوتها وهي تؤدي قسم المهنة ونشاهد تعبيرات وجهها، ودموعها وقهرتها أثناء سماعها صوت القسم على الحفاظ على المريض وأسراره، وعدم إيذاءه بأي صورة أي ما كانت، حنان كانت في قمة الأداء وفي منتهى الروعة، لم تنطق بكلمة واحدة ولكنها كانت تعبر بملامحها ووجها، وفي نهاية القسم كانت هي أتمت مهمتها التي تؤديها فأمسكت القفاز الجلدي الخاص بغرفة العمليات المليء بدم القتيل، وتحتضنها وتبكي بحرقة ثم تلقيها بعيدًا، وكأنما تلقي بنفسها معه.
من الملاحظات اللطيفة في المسلسل كان هناك مشهد تتحدث فيه حنان مع حماتها هالة فاخر، وكانت تحكي معها في خلاف بينها وبين زوجها وتتعامل معها كأنها أمها، وتطيعها، ونجد هالة فاخر تستمع إليها، ولا تتحيز لابنها وعندما تخبرها سلمى أنها ستتركه حتى يهدأ، ولن تصالحه، فتخبرها أم زوجها بأنها لابد وأن تكلمه وتصالحه ولا تتركه بعيد عنها، فتسمع سلمى كلام حماتها وتنفذ وصية حماتها وتصالح زوجها.
أعجبتني هذا الطرح حيث يتم وضع هذا الشكل من العلاقات الطيبة، والابتعاد عن تصدير العلاقات السيئة والأجواء المشحونة بين الحامة وزوجة الابن.
من الأسئلة التي كانت تدور في رأسي طوال الوقت كيف تستطيع حنان أن تغير من ملامحها في المرحلتين، فسلمى قبل السجن شخص، ومرحلة ما بعد السجن فإننا أمام شخص آخر بملامح أخرى، سلمى في مرحلة ما بعد السجن هي بقايا إنسان، وطوال الوقت كنت أسأل نفسي كيف ترتخي عضلات وجهها؟، وكيف يرتخي جفنها وتنكسر نظرة عينيها؟، وكيف تجعلني أشعر بكل ما في داخلها من كسرة وألم؟، فمهما حاول المكياج أن يقدم ذلك فإنه مجرد عامل مساعد، وبدون جهد الممثل فإنه لن يقدم بشيء.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال