همتك نعدل الكفة
110   مشاهدة  

مشاهدة الحرب قد تصيبك بالجنون .. ماذا حدث للعقل البشري منذ حرب غزة؟

الحرب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“توقف الزمن” .. هذا ملخص ما شعر به كثيرين منذ اللحظة الأولى من حرب المقاومة الفلسطينية مع قوات الكيان الصهيوني .. ذلك لأننا منذ تلك اللحظة لم نستطع أن نشيح بوجوهنا عن مقاطع الفيديوهات التي تأتينا عبر الصحفيين والمصورين والمواطنين في غزة عبر الكاميرات، أو تلك العبارات العفوية التي تنتج من نسيج الحالة العامة في غزة عبر أقلام المدونين..  هذا الأب الذي يندب فقدان بنته الرضيعة، وتلك الأم تُقبّل ابنها القُبلة الأخيرة قبل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، وهذا الطفل الذي ترقرقت الدموع في عينيه قائلًا : كنت نائم وقت القصف!

 

 وتقول مالكة غريب، وهي مدونة لدى منظمة npr : خلال سنوات عملي في الأخبار، قُمت بتعطية أحداث صادمة وخاصة في حرب أوكرانيا، ولاجئي الروهينجا في بنجلاديش، والحرب الأهلية السورية، وقد كانت تغطية تلك الصراعات مستمرة دون توقف .. وعلى الرغم من أن كل المشاهد كانت شديدة الألم إلا إنني لم أكن أستطيع أن أشيح بوجهي بعيدًا عما أعيشه .. وقد لاحظت شيئًا عجيبًا يحدث لي .. أنه حتى عندما كنت أبتعد عن أماكن الصراع، وأغلق كل وسائل الأخبار، عندما أهرب بعيدًا أشعر بالغضب والقلق، كأن الإحساس والوعي إذا استمر في وحل الدماء كثيرًا يصعب إقناعه بالهدوء والسلام.

 

نظرات أطفال غزة
نظرات أطفال غزة

وأثارت هذه الأزمة الجامعة للشعوب حول العالم منذ اندلاع حرب غزة، فضول الطبيب النفسي آراش جافانباتخت، مدير أبحاث التوتر والصدمات والقلق في جامعة وايت ستيت، ومؤلف كتاب “الخوف”، فقال في ذات التقرير: الخوف والقلق الزائدين عن الحد ربما يسخّرهم العقل ليرجّحوا ميزان القوة، وهذه الملاحظة تساعد الأشخاص مثل اللاجئين وضحايا التعذيب حول العالم في التغلب على صدماتهم، وحماية أنفسهم من التأثيرات العاطفية الطفيفة، لكن كارثية الأمر تكمن في هؤلاء الذين لا يعيشون الخوف الزائد بل يعيشون الخوف العادي مثل مشاهدي الشاشات حول العالم لما يحدث في الحرب، هؤلاء يتم تدمير دماغهم وجهازهم العصبي يوميًا، ومن الأفضل لمن يشعر بهم بالقلق الزائد أن يستمر في فحوصات طبية نفسية متخصصة.

 

ويوصي “ جافانباتخت” بأن هناك طريقة واحدة لمحاولة السيطرة على مشاعر القلق، وهو لعب دورآخر غير المشاهد في الحدث العام .. ذلك لأنك لن تسطيع أن تنسلخ عن مشاعر المجموع هاربًا بأفعال لا تكون هذه الحرب هي محورها الأساسي، لكنك مثلا إذا حوّلت طاقة التوتر إلى طاقة عمل، كالمتطوعين في الصليب والهلال الأحمر، والأطباء في المستشفيات، وغيرهم من عمال الدفاع المدني، هو سلوك على المستوى النفسي أجدى نفعًا من الهروب بعيدًا أن الانغماس في المشاهدة عبر شاشات الموبايل والتلفاز، كما يوصي الخبير بأن أوقات الحروب والكوارث هي أنسب الأوقات للتقارب العائلي والاستئناس بالأحباب ذلك لأن الانخراط في مشاعر عامة من الاطمئنان يقلل التوتر، بالضبط كشراب السم المركز، لابد من تقسيمه على الجميع ليقل أثره، وإلا قُتَل من سيشربه وحيدًا.

إقرأ أيضا
مهرجان كان

 

الكاتب

  • الحرب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان