مصاب في صدره ورقبته ويعاني أمراض الشيخوخة .. كيف اعتلى أبو الهول “التريند” قبل ثلاثين عامًا؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا حديث الآن في الشوارع المصرية، والنمائم على المقاهي، وداخل البيوت.. إلا عن تريند “أبو الهول يغمض عينيه”، حتى أن البعض قد أعرب عن مخاوفه من أن تكون هذه علامة من الماورئيات التي تحمل دلالة ما، وتطرق الموضوع إلى عدة أبعاد حتى أصبح مسارًا للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت الشائعات والصور المفبركة .. لكن بالبحث عن التاريخ القريب لهذا التمثال العظيم، وجدنا أنه قد احتل التريند على صفحات الجرائد لأكثر من مرة، وكان التريند قريب بما يكفي من التريند الحالي، وفي حقيقته قد تكرر مرتين بنفس ضجته وعلو (صيته) .
المرة الأولى .. أبو الهول يعاني أزمة في الصدر والبطن
وكان ذلك على صفحات مجلة آخر ساعة وبالتحديد في عدد 4 مارس 1992 ، حيت كُتبَ : ” علاج صدر ورقبة أبو الهول ” .. على مدى أربعة أيام تواصلت أعمال المؤتمر الدولي الأول لترميمه. الذي شارك فيه 89 عالمًا يمثلون العديد من دول العالم .. ومن بينها أمريكا وانجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد وكندا .. إلى جانب ممثلين عن هيئة اليونسكو الدولية .. ومعهد الترميم الدولي (إيكروم) بإيطاليا . كانت المهمة الأولى للمؤتمر هي تقييم المرحلة الأولى من ترميم التمثال التي استمرت طوال العامين الماضيين ..
أما المهمة الثانية فهي مناقشة الأبحاث العلمية المقدمة من العلماء والخبراء، الخاصة بالمرحلة الثانية من الترميم، والتي تتناول علاج صدر التمثال وعرض الخطط المقترحة على لجنة المحكمين الدوليين لاختبار إمكانية التنفيذ .. وتتكون هذه اللجنة من 6 أعضاء من أعلى التخصصات ويرأسها العالم المصري الدكتور فاروق الباز .. وقد أشاد المؤتمر بترميم المرحلة الأولى ووصفها بأنها “طريقة علمية سلمية” واستعرضوا الأبحاث التي تناولت ميكانيكا التربة وطبيعة الصخور والمياة الجوفية ونتائج محطة الأرصاد الإلكترونية الموضوعة فوق أبو الهول .
المرة الثانية .. أبو الهول يعاني أمراض الشيخوخة
وهذه المرة كان التريند على صفحات جريدة الأخبار وبالتحديد في عدد 31 مارس عام 1990 ، حيث كُتبَ : “أبو الهول في غرفة إنعاش بلاستيك” .. تقدم معهد أمريكي بمشروع جديد لإنقاذ “أبو الهول” من أمراض الشيخوخة .. يتم تغطية التمثال بالكامل بغطاء من البلاستيك الشفاف يشبه الصوبة الزراعية، لعزله عن العوامل الجوية من الرياح والأمطار والرطوبة والشمس وبحيث يمكن فتحه صباحًا وإغلاقه مساء لحماية التمثال . وسيتم اختبار الغطاء الجديد لمدة عام، تجري بعده دراسات لمعرفة مدى تأثير حالة أبو الهول بعد عملية العزل .
وصرّح فاروق حسني وزير الثقافة : إنه يدرس المشروع حاليًا مع معهد “بول جبتي” الأمريكي، ويبحث إمكانية تطبيقه من الناحية العلمية والأثرية والجمالية مع المتخصصين، وفي حالة الموافقة على المشروع سيبدأ التنفيذ بعد الانتهاء من الترميمات الأساسية للتمثال. ويقول د. سيد توفيق رئيس الآثار : إن المشروع يتضمن عدة أشكال للغطاء المقترح وهو عبارة عن خيمة أو غطاء ليلي غير مستديم يُفتح ويُغلق أتوماتيكيًا .. وبالتالي سيظل التمثال مكشوفًا نهارًا ابتداءً من العاشرة صباحًا ولن يؤثر هذا المشروع على بانورما المنطقة.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال