الصنايعية أغنى من الموظفين الحكوميين “جانب آخر لحال العمال في مصر القديمة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بقي ملف المصانع والعمال في مصر القديمة تاريخًا مهملاً ربما لاهتمام غالبية المؤرخين بالشكل الأثري للعصر الفرعوني، باستثناء موسوعة مصر القديمة التي ألقت الضوء بشكلٍ كبير على الحياة الصناعية داخل المجتمع المصري القديم.
الملك له مصانع
كان للملك في مصر القديمة عدة مصانع تصنع فيها محاصيل المملكة، وساهم في ازدهار مصانع الملك أن الضرائب التي كانت تورد للبلاط عبارة عن خامات من الذهب والنحاس يتم تصنيعهم بواسطة الصاغة الذين يخضعون لرقابة من رؤساء القصر.
اقرأ أيضًا
الحضارات الأربعة التي سبقت عصر الأسرات الفرعونية .. 3 كانت في الصعيد
يذكر سليم حسن أنه كان هؤلاء الصياغ والجوهريون يصنعون مجوهرات الأسرة المالكة وكذلك يصنعون عدة أشياء من الكماليات، كان يقدمها الفرعون إلى المقربين له ورجال قصره، هذا إلى أنواع النبيذ المختارة، والمنسوجات الكتانية الدقيقة، وورق المحفوظات والأثات المرصع والمطعم، وأنواع الزيوت والعطور، والأواني الفاخرة المصنوعة من الأحجار الصلبة الجميلة، والأواني الخزفية المطلية، كل هذه الأشياء وغيرها كانت تخرجها الأيدي الماهرة التي كانت تعمل في المصانع الملكية.
ألقاب رؤساء المصانع
استعرضت كتب المصريات ألقاب رؤساء المصانع فكان رئيس إدارة العمال لقبه «خرب حمت إس» ورئيس الخبازين، «خرب رتح»، ورئيس صناع الحلوى «خرب بنر»، ومدير مصنع الطحن «إمرا بر إنز»، ومدير صناع احتفال الملك ومدير المرطبات، والمشرف على الفطور لقبه «إرى خت إن سنتي» أما كبير صياغ القصر فكان لقبه «إمي خت أموني برعا».
نظام العمال
كان للعمال في مصر القديمة نظام غاية في الدقة قائم في البلاد منذ فجر التاريخ فعالم المصريات فلندرز بيتري يؤكد أن هؤلاء العمال كانوا مقسمين إلى فرق صغيرة، أو جماعات كبيرة، أو هيئات صناعية، أما أسرى الحرب كانوا يخصصون لأشق الأعمال في المناجم أو في ضياع الحكومة أو المصانع الملكية وهؤلاء بلا نزاع لم يكن لهم أية حقوق بل كان سيدهم له الحق في التصرف فيهم كيف شاء ويقومون له بأي عمل يريده، على أنهم في مقابل ذلك لا يأخذون إلا ما يسد رمقهم، أما أصحاب الحرف والصناعات فكانوا طوائف أحرارًا ليسوا تابعين لفرد معين ولا للحكومة.
طرأ خطأ في تاريخ مصر القديمة يقول أن سكان الضياع الملكية كانوا يقدمون للمصانع الملكية أصحاب الحرف الذين كانوا يعملون في هذه المصانع، هذا فضلًا عن الأيدي التي كانت تشتغل في الزراعة.
عَقَّبَ سليم حسن على هذا بقوله «هذا لا يتفق مع الواقع والحقيقة أن أصحاب الحرف كانوا شرعًا رجالًا أحرارًا وكان في مقدورهم أن يتعاقدوا مع أي رئيس عمل، أي يعملون لحسابهم الخاص مستقلين والنقوش التي تظهر لنا كل يوم من جوف أرض مصر تؤكد لنا هذه النظرية»
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال