مصطفى العروسي .. شيخ الأزهر المعزول الذي منع التسول بالقرآن
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الشيخ مصطفى العروسي الشيخ العشرون للأزهر الشريف، الشيخ الذي تربى في بيت علم حيث كان جده ووالده من مشايخ وأئمة الأزهر، الإمام الذي عزله الخديو إسماعيل ومات مهمومًا وحيدًا في داره.
مولده ونشأته
ولد الشيخ مصطفى بن محمد بن أحمد بن موسى العروسي الشافعي في قاهرة المعز،في بيت علم حيث كان أبوه وجده من مشايخ الأزهر وأئمته، و بالتالي تلقى تعليمه تحت عنايتهما، فحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة ثم التحق بالأزهر الشيخ.
أظهر براعة فائقة في تلقي العلوم الشرعية واللغوية حتى نال إجازة لتدريس والتف حوله مئات الطلاب، وأصبح في صدر العلماء الذين عرفوا بالثقافة والعلم الغزير .
توليه للأزهر
لمّا مرض الشيخ الباجوري شيخ الأزهر التاسع عشر، وبات لا يستطيع إدارة شئون الأزهر، أصدر الخديو حينها قرارًا بتعيين أربعة وكلاء عنه للقيام بشئون ومهام الشيخ الكبير وتسير أعمال الأزهر وشئونه، حتى توفي الباجوري عام 1281هـ.
في تلك الأثناء ضعف الأزهر وبات التنازل والتهاون في أمر الشريعة الإسلامية سهلًا طبقًا لمقتضيات العصر حينها والانفتاح التي شهدته مصر ، هذا غير المشتغلين بالأزهر فأصبحوا بلا علم متين لذا أضعفوا هيمنة الأزهر على المشهد، وبعد تولية الشيخ مصطفى العروسي إمامة الأزهر عمل على تنفيذ قواعد وأصول الشريعة الإسلامية بدقة وحزم ونظام فهابه الأمراء والطلاب والمشتغلين في التدريس بالأزهر الشريف .
ثم أن الشيخ أصدر قرارات عملت على إعادة هيبة الأزهر منها منع التسول بالقرآن وهذا ما كان منتشر حينها، و حرم غير الأكفاء من التدريس في الجامع الأزهر فهو كان يرى أن هذه المكانة لا يستحقها إلا لمن توافرت فيه العلم والثقافة .
عزل الشيخ
بعد حزمة القرارت التي اتخذها الشيخ مصطفى العروسي لإعادة هيبة الأزهر ودحض الفتن والتلاعب بأصول الشريعة الإسلامية قرر الخديو إسماعيل عزل الشيخ من منصبه دون تقديم أسباب أو مبررات، وهو ما اعتبره المشايخ والعلماء وطلاب الأزهر حينها تدخل سافر في شئون الأزهر والتلاعب بمشاعر المسلمين؛ فهم ينظرون إلا الشيخ نظرة روحية تتصل بالعقيدة .
ورجح البعض أن سبب عزل الشيخ مصطفى العروسي يرجع إلى شخصيته القوية وخوف الخديو إسماعيل منه في أن يقوم بتحريض الأزهريين عليه وتشجيعهم لثورة ضده خصوصًا وقد زادت المظالم في عهده في حين يعيش الخديو والأسرة في حالة من طرف .
قيمة الشيخ ومؤلفات
ترك الشيخ مصطفى العروسي عدة مؤلفات قيمة منها:
1- حاشية على شرح الشيخ زكريا الأنصاري للرسالة القشيرية في التصوف .
2- الفوائد المستحسنة فيما يتعلق بالبسملة والحمدله.
3- العقود الفرائد في بيان معاني العقائد .
4-الأنوار البهية في بيان أحقية مذهب الشافعية.
5-كشف الغمة وتقييد معاني أدعية سيد الأمة .
6-القول الفصل في مذهب ذوى الفضل.
7-أحكام المفاكهات في أنواع الفنون المتفرقات.
وفاته
توفي الشيخ مصطفى العروسي في يوم الجمعة 9 جمادى الأولى سنة 1293هـ بعد أن عاش 6 سنوات في منزلة في ألم نفسي بعد تعرضه لتلك الأحداث الظالمة التي حدثت .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال