مصطفى كامل في له ما له وعليه ما عليه “كلام إبراهيم عيسى لا يستحق الغضب”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جعل الكاتب إبراهيم عيسى من شخصية الزعيم مصطفى كامل في له ما له وعليه ما عليه موضوعًا لبرنامجه على راديو FM ولم يختلف طرح عيسى كثيرًا عن ما هو مشهور به.
اقرأ أيضًا
إبراهيم عيسى وحلقة أحمد عرابي في له ما له وعليه ما عليه .. كرر نفسه وطور خطأه
الكاتب تكلم عن الزعيم في 18 يناير 2018 م ببرنامج حوش عيسى على قناة On E ثم كرر نفس الموضوع بشيء مقتضب في برنامجه له ما له وعليه ما عليه في 5 مايو عام 2020 م، فهو يراه خطيبًا مفوهًا حرك المياه الراكدة الوطنية لكن كان عليه عيوب أبرزها تشدده الفكري وتناقض فهمه مع الحرية.
بعيدًا عن ثنائية إبراهيم عيسى ومصطفى كامل .. هل الدولة دعمت الشاب الزعيم ؟
لم يتجنى إبراهيم عيسى على الزعيم مصطفى كامل في له ما له وعليه ما عليه من حيث مسألة دعم الدولة له، إذ أن قيمة مصطفى كامل بدأت تظهر وهو في سن الـ 19 سنة منذ العام 1894 م عندما سافر إلى فرنسا ليتعلم الحقوق وعقب عودته لها في منتصف عشرينيات عمره حتى اكتسب شهرة برعاية الخديوي عباس حلمي الثاني بالمال و الدعم اللوجسيتي.
في بدايات عمله الوطني لم يستشعر مصطفى كامل آلام المواطن في الشارع حتى واقعة كارثة دنشواي سنة 1906 م ، وبالتالي صب كل همه في جلاء الانجليز دون أن يسير في خطٍ موازيٍ على الوضع الاقتصادي المترهل على مستوى الشارع خاصةً في ظل ثروات قصر عابدين المتزايدة في عصر عباس حلمي الثاني رغم ديون الوطن جراء سياسة والده.
هل كان مصطفى كامل رجعيًا كما قال إبراهيم عيسى ؟
بعيدًا عن حلقة مصطفى كامل في له ما له وعليه ما عليه الثابت في تاريخ مصطفى كامل أنه دخل بمعارك هامة بعضها فرعي والآخر قومي ، لم يكسب في أي معركة دخلها سوى شيء واحد وهو طرد المعتمد البريطاني اللورد كرومر، لكن هناك تناقض في مفهوم مصطفى كامل لنهضة الوطن والحرية.
دخل مصطفى كامل في أزمة زواج علي يوسف من نجلة الشيخ السادات حيث أنها زوجت نفسها بنفسها لأن والدها كان يراها شريفة بينما علي يوسف صحفي صعلوك ، وشن مصطفى كامل هجوماً حاداً على الشيخ علي يوسف ، وبدأ مصطفى كامل يهاجم تلك الزيجة بحجة أنها تسيء لسمعة بلده على الرغم أن العريس الصحفي علي يوسف هو الذي كان علمه الصحافة ، وتمكن مصطفى كامل من ركوب الموجة الفكرية التي جاءت بعد كتاب قاسم أمين عن تحرير المرأة ؛ حتى هدأ قلمه الذي تحول إلى سكين، عقب موافقة السادات من زواج ابنته من الصحفي علي يوسف.
وفي سبيل التقرب من قصر عابدين أكثر هاجم بضرواة العفو عن أحمد عرابي والذي وصفه مصطفى كامل بأُسْ البلاء وطالب بعدم عودته من المنفى بسبب ما أسماها «هوجة عرابي» على الرغم من أن مصطفى كامل نفسه تعلم الخطابة على يد «عبدالله النديم» خطيب الثورة العرابية، كل هذا وإن كان عادي ويفسر حماسة مصطفى كامل تجاه وطنه لكنه لا يفسر سكوته الغريب عن فرنسا بعد موافقتها على الإتفاق الودي سنة 1904 م، فقد كان مصطفى كامل يدافع عن فرنسا بحجة انها بلد النور التي تعلم فيها ولأنها تدرك قيمة مصر ورآها الأمل والسبيل لجلاء الإنجليز عن مصر بتدخلها ، ناسياً أو متناسياً أنها دولة استعمارية، ولما وافقت فرنسا على الإتفاق الودي مع إنجلترا والذي بموجبه صارت المغرب لباريس ومصر تحت حكم لندن ، لم يهاجم مصطفى كامل من تخلت عن بلده.
ورغم أن الدولة العثمانية كانت سببًا سياسيًا مباشرًا في دخول الإنجليز بسبب رضوخ السلطان العثماني لطلبات إنجلترا ، كان مصطفى كامل في سبيل التقرب من قصر الخلافة ، كتب كتابًا كبيراً اسمه المسألة الشرقية يرى فيه أن مصر تتبع تركيا ولا يحق لأحد التدخل في تلك التبعية فجلاء الانجليز لا يعني الاستقلال عن الأتراك.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال