“مصطلح طرح البحر” في مصر رمز للتاريخ والميراث وبالسعودية وصف عنصري بـ طَرْش
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لقي مصطلح طرح البحر في مسلسل جزيرة غمام تميزًا كبيرًا ضمن الأشكال ذات الدقة التاريخية في المسلسل والذي لقي اهتمامًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصورته المبهرة وأجواءه، فضلاً عن القدرات التمثيلية لكل من شارك في العمل.
حول مصطلح طرح البحر عنصريًا
يُنْعَت بمصطلح طرح البحر في مسلسل جزيرة غمام جماعة خلدون من الغجر والذين رست سفنهم على جزيرة غمام ليستقطعوا منها أرضًا سُمِيت بأرض طرح البحر وهم الجماعة الذين قذفهم البحر ليابسة هم فيها أغراب عن سكانها الأصليين.
اقرأ أيضًا
لم يختر عبد الرحيم كمال أسماء شخصيات غمام اعتباطًا
المصطلح نفسه كـ عنصرية موجود في المملكة العربية السعودية بمسمى طرش البحر وهو لفظ يقال على السكان غير الأصليين للحجاز وجدة والذين سافروا عبر البحر من أجل الحج أو غيره واستوطنوا في السعودية.
أما كلمة الطرش ففي أصلها ليس لها صلة بـ التقيؤ مثل العامية المصرية، إذ يفيد كتاب معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية لـ سليمان الدرسوني أن معناه السفر في اللهجات الحجازية القديمة؛ فهناك طَرَش بمعنى سافر، ومِطْرَاش بمعنى السفر، ومنه قول شاعر قبيلة سبيع دبيان بن عساف «والله إني على الهزعة غليل الضماير .. لو ذلولي من المطراش وإن جهده».
اقرأ أيضًا
عرفات في جزيرة غمام يسقط عليه العنب من السماء .. اللي معاه ربنا يمشي على المياه
ثم تطور إلى التقيؤ وربطه عنصريًا بالمسافرين عندما شبهوهم بما يطرشه البحر من أشياء بحرية نتنة إذ اعتبروا غير السعوديين كطراش البحر من الأشياء المنتنة.
مصطلح طرح البحر في مصر .. تاريخ وميراث
لا وجود لمصطلح طرح البحر في تاريخ مصر الحديث بشكل عنصري فخلال النصف الأول من القرن العشرين كان هناك مكانين في مصر حملا هذا الاسم، أحدهما في سوهاج والآخر داخل بورسعيد.
المكان الأول منطقة طرح البحر في سوهاج وكانت قطعة أراضي غمرها البحر ثم زال عنها وكانت موجودة بين قريتي الأحاوية وسفلاق في أخميم وكانت ضمن ميراث محمد محمود باشا وزير الداخلية ورئيس وزراء مصر الأسبق، وقد ذهبت تلك الأراضي لورثته بعد موته.
أما المكان الثاني فكان في بورسعيد ولا زال المكان موجودًا باسم شارع طرح البحر وشرح تاريخه مؤرخ بورسعيد الدكتور خالد عبدالرحمن وقال عن سبب التسمية في تصريحات صحفية «منذ نشأت بورسعيد في عام 1859 في عهد الوالي سعيد باشا والمعلومة التي لا يعملها إلا القليل أن البحر قد استغرق مائه عام لكي يطرح لنا أراضى في المسافة ما بين نادي الصيد وحديقة التاريخ حاليا، فالبحر يتراجع مع مرور الزمن مخلفا ورائه أراضي جديدة أطلق عليها فيما بعد اسم طرح البحر».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال