رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬654   مشاهدة  

مصير أهل النار بين نظرة فلاسفة وعلماء المسلمين لهم ومدرسة بن تيمية وبن عربي

أهل النار
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



تناولنا في مقال سابق عن جهنم وعن حتمية وجودها تحقيقاً للعدل الإلهي ولردع من لا يردعه إلا الترهيب، ونتناول في هذا المقال مصير أهل النار بالآخرة.

ملاحظات هامة حول أهل النار في جهنم

آيات جهنم في القرآن
آيات جهنم في القرآن

لا شك أن في إعتقاد المسلمين أن الله قدر أن يكون سكان جهنم على أربعة أقسام أولهم : المتكبرون عن أمر الله كفرعون وأبي لهب وأضرابهم والقسم  الثاني : المشركون الذين عبدوا مع الله آله أخرى القسم  الثالث : المعطلون الذين نفوا الآلهة جملة فلم يثبتوا للعالم إله.. القسم الرابع : المنافقون. 

اقرأ أيضًا 
طاعة الله مصيرها الجنة “فما أزمتها التي أوصانا ربنا بالصبر عليها”

في البداية يجب أن نعلم أن دخول الجنة أو النار هذا من إختصاص الله وحده لا ينازعه أحد في ذلك فلا يجوز بإتفاق فقهاء المسلمين الحكم على شخص بعينه مات أنه من أهل النار أو أنه من أهل الجنة إلا الذين جاء فيهم نص في القرآن كفرعون وهامان وقارون وأبي لهب.

الحديث يكون بشكل عام على النحو التالي : علماء أهل السنة الأشاعرة والماتريدية قالوا أن أهل الكبائر من أمة سيدنا محمد أمرهم مفوض إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر الله لهم ! قال الإمام الأشعري “الله لا يستحيل عليه أن يغفر لفاسق ويعذب فاسق عمل نفس فعل الفسق لأن عفوه تفضل وللمتفضل له أن يفعل وله أن يترك ولا يكون بالترك مذموم”؛ انتهى كلامه والشرح أن الله يغفر لمن يشاء من أصحاب المعاصي بفضله ويعذب من يشاء من أصحاب المعاصي بعدله فلا يُسأل عما يفعل وهم يسألون .

أهل النار

استدل أهل السنة على ذلك بقوله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ “، ولكن إن حكم الله على أحد من أصحاب المعاصي  بدخول النار فهو دخول مؤقت سيخرج ويكون مصيره إلى الجنة، وذلك بخلاف المعتزلة والخوارج والإباضية الذين قالوا أن أهل المعاصي والكبائر من الخالدين في النار.

 السؤال الذي يراود كثير من الناس ماهي المدة الزمنية التي سيقضيها أهل النار الذين جحدوا الله ورسوله وأنكروهما  في جهنم هل هم مخلدون فيها أبدا كما ذُكر في القرآن أم أن رحمة الله سوف تشملهم أم أن هناك شيء آخر سيحدث ؟!

الحقيقة أن المفكرين والفلاسفة وفقهاء المسلمين تكلموا في هذه القضية من خلال قراءتهم للنصوص الواردة  ونتج عن ذلك ثلاث آراء.

الرأي الأول : هو رأي كل الفرق الإسلامية وحاصله أن أصحاب النار يكونوا خالدين في النار معذبين ومتألمين وهؤلاء إختلفت عللهم في ذلك فأهل السنة اعتمدوا على الحجج النقلية من القرآن الكريم وما ورد عن النبي ، ولم يقولوا بوجوب هذا الأمر على الله عقلاً ومن الأدلة النقلية قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا).

وقال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) ، وقال : ( وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) . وقال : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ), وقال : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) وقال : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ* وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون)ً

إقرأ أيضا
الخيانة

أما الشيعة فقد تفرق موقفهم بين رأيين فأحدهم يلجأ إلى الأدلة العقلية والآخر يعتمد على الأدلة النقلية ، وكذلك تذبذبت حجج المعتزلة فاعتمدوا في رأيهم على الأدلة العقلية وآخرون اعتمدوا النقل مثل الشيعة .

قبر بن تيمية
قبر بن تيمية

الرأي الثاني : وهو رأي كل من بن تيمية والجهم ابن صفوان وحاصل قولهم أن أصحاب النار غير خالدين فيها ولكنها تفنى وهم فيها فيفنون معها، والفرق بين بن تيمية والجهم أن الجهم أوجب عقلا فناء الجنة والنار بحجة إستحالة التسلسل في المستقبل وهي حجة عقلية، أما ابن تيمية ومن تبعه فقد قال بفناء النار بحجة نقلية وهو حديث موضوع عن سيدنا عمر بن الخطاب وبحجة عقلية أن الله تعالى رحيم وأن الرحمة سبقت العذاب فاستلزم ذلك عنده فناء النار.

قبر بن عربي
قبر بن عربي

الرأي الثالث : وهو رأي محي الدين بن عربي أن الكفار الخالدين في النار يظلون فترة يتألمون ثم بعد فترة يصير العذاب عذوبة فلا يشعرون بألم وقد اعتمد في رأيه هذا على مذهبه في وحدة الوجود وفي أن الله تعالى رحيم بعباده وأن الرحمة تقتضي ذلك.

الكاتب

  • أهل النار محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان