معبد إدفو وقصص الحب.. أسطورة لا تنتهي
بناءه البطالمة ليكون أحد المعالم الشاهدة على تاريخ مصر استغرق بناءه 180 عامًا ليكون صرحًا ضخمًا ورغم هيبته التاريخية واستكماله لجميع معالمه إلا أن الإقبال عليه من قبل السياح قليل بسبب موقعه الجغرافي ليكون الحديث عن معبد ادفو أو معبد حورس كما يطلق عليه المتواجد على الضفة الغربية لنهر النيل.
كان معبد ادفو خير شاهدًا على قصة حب التي خلقت عهدًا جديدًا بين المحبين وهي قصة إيزيس أوزوريس، والتي اشتهرت بسبب الأحداث الدموية التي حدثت بها.
إذ قام ست بقتل شقيقه أوزوريس من أجل اغتصاب العرش وقامت إيزيس بالبحث عن جثة زوجها حتى تمكنت من العثور عليه في جبيل.
وقبل أن تصل لها قام ست بسرق الجثة وقطعها إلى اثنين وأربعين جزءًا ووزعها على أقاليم مصر، لكن إيزيس لم تستسلم وتمكنت من جمع أشلاء زوجها، فحبلت وولدت حورس، وأصبح أوزوريس ملكًا في مملكة الموتى، وتمكن حورس بعد حرب مع ست من الانتصار عليه مما أعاد إلى مصر النظام الذي افتقدته تحت حكم ست كما قام حورس بعدها بإتمام عملية إحياء أوزوريس.
ومر معبد ادفو بالعديد من المراحل في مرحلة البناء حيث بدء فيه بطليموس الثالث في العام 237 قبل الميلاد ثم استكمل جزء منه بطليموس الرابع ثم توقف البناء بعد ذلك لمدة بسبب الثورة التي أقيمت في الجنوب ما جعل الأخير ينفصل عن مصر وينشئ دولة مستقلة بعيدًا عن البطالما، وبالفعل تم إنشاء الدولة بعيدًا عن مصر حتى جاء بطليموس السادس ورغب في عودة الجنوب إلى مصر مرة أخرى وتمكن من القيام بذلك ومع مرور الوقت استأنف أعمال بناء المعبد مرة أخرى واستكمل الأمر كلا من بطليموس الثامن بطليموس الثاني عشر ليتم الانتهاء من بناءه بشكل رسمي في العام 57 قبل الميلاد، وفقَا للدكتور سيد رشدي محمد أستاذ تاريخ اليوناني والروماني بكلية الآداب جامعة بنها.
والمعبد به صرح ضخم من برجين يتقدمه تمثالين من الجرانيت لحورس في هيئة صقر. بينما يزين واجهة الصرح مناظر للملك بطلميوس الثاني عشر وهو ينتصر على أعدائه، ومناظر أخرى تصوره مع المعبودات.
تفضي بوابة المعبد الضخمة إلى فناء مفتوح يحتوي على أعمدة ذات تيجان نباتية كحال صالة الأعمدة الكبرى والصغرى، ومنها إلى الصالات المستعرضة ثم قدس أقداس المعبد.
كما يمكن أن نجد مناظر تأسيس المعبد وعلاقة الملك مع المعبودات في صالة الأعمدة الكبرى، بينما يزين جدران صالة الأعمدة الصغرى منظر يصور رحلة المركب المقدس للإله لحورس والإلهة حتحور.
ويعود سبب بناءه هو لعبادة الإله حورس ولم يكن المعبد مقتصر على الشعائر الدينية فقط بل شهد على مراسم الزواج أيضًا إذا أنشأت خلال تلك الفترة قصة حب بين حورس وحتحوت وكانت الأخيرة تأتي لزيارته في المعبد وتمت خطبتهم في المعبد واتمو مراسم الزواج.
ومعبد ادفو تم بناءه في منطقة بعيدة عن معبد فيلا وفي المنطقة التي انشاءها فيه لا يوجد نقل الجوي لا يوجد سوى البحري والبري وفي كلًا الحالتين يأخذ الطريق وقتًا طويلة للوصول لذلك الإقبال على زيارته قليل.
وحتى الآن لا يزال المعبد محتفظًا بكل عناصره المعمارية والزخرفية الخلابة، حيث ظل مدفون تحت الرمال لعدة سنوات.
وأثناء انتشار الديانة المسيحية أقدم المسيحين على تشويه بعض الرسومات من خلال خدش كل أجزاء الجسم للأشخاص المنحوتى على الجدران نظرًا إلى أن ذلك يدعو إلى الماسونية من وجهة نظر المسيحية.
وبعد فترة من الزمن وانتشار الإسلام اتهدم المعبد ليتم اكتشافه أثناء الحملة الفرنسية لمصر عندما اهتم عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت عام 1860م بتنظيفه وترميم بعض أجزاءه.
إقرأ أيضًا.. ابتهالات وترانيم ورقص مولوي.. “مشروع روح” يجمع الأديان السماوية داخل المعبد اليهودي