معرض “بث حي” لوحات فنية تجسد الإبادة الجماعية على غزة بأنواعها
أعلن المتحف الفلسطيني عن إطلاق معرض “بث حي” للفنان محمد صالح خليل. والذي يندرج ضمن العرض الفني الذي أطلقه المتحف في فبراير 2024. وتأتي هذه الجهود في سياق الجهود الحثيثة والمتواصلة لحشد المبادرات الثقافية من أجل شعبنا الفلسطيني الذي يمر بهذه النكبة. حيث لا يزال سكان غزة يعيشون تحت حرب الإبادة الجماعية، التي تستهلك حياتهم وقدراتهم البشرية والنفسية ووسائل بقائهم على قيد الحياه. فالهدف الاساسي لهذا المعرض كما وضح الفنان خليل هو دعم صمودهم. وأضاف قائلاً” فهو مسؤوليتنا الجماعية أكثر من أي وقت مضى. خاصة وأننا نحن الفلسطينيين في الضفة الغربية نعيش مع تهديد تصاعد عنف المستوطنين.
وبينما تطرح علينا هذه المجازر أسئلة وجودية، ينقل لنا خليل من خلال هذا المعرض الواقع كما هو، مجردًا من الزخارف. واقعًا واقعيًا لا يحجبه شيء. منقول من خلال الشاشات التي يتم بثها على الهواء مباشرة. فالمنطق الذي تقوم عليه هذه الإبادة الجماعية المنهجية التي تحدث في غزة منذ أكثر من ستة أشهر قد تم الكشف عنها كأكبر إبادة في حق فلسطين على مدى عقود. ونجد أنه طوال الوقت، يتألف من لحظات دائمة من المعاناة وسوء المعاملة وأشكال من الموت متعددة. فكانت من بين أكبر الأعمال في هذا المعرض لوحة كبيرة تجسد شارع صلاح الدين ونزوح مئات الآلاف من خلاله بالإضافة الى الدمار الذي لحق قطاع غزة.
الواقع في غزة يفوق الواقع كما نعرفه. الخيال في حد ذاته مؤلم ومرير للغاية
ويرى خليل أن هذا المعرض بمثابة إدانة لهذا العالم وتسجيل تاريخي موثق لكل أشكال الموت. فمنهم من مات من القصف، من الحر، من البرد، من الجوع، من الأوبئة والأمراض والكثير من مات من القهر والحسرة. فلقد بدأ الفنان خليل العمل على هذا المعرض مع بداية الحرب. حيف أفاد قائلاً “في مثل هذه الأوقات، لا يمكن للفنان الذي يتمتع بأي إحساس بالوطنية أو المشاعر الإنسانية أن يجلس مكتوف الأيدي. فكان الحل هو هذا المعرض الذي صاغته تجارب قاسية وفي ظروف استثنائية”. وأضاف: “في كثير من الأحيان، يأتي رد الفنان على أي حدث بعد مرور بعض الوقت حتى يفكر فيه ويحضر له على عكس ما حدث الآن، فإن إلحاح وشراسة هذه الأخبار جعلت تفكيري عاطفيًا وخارجًا عن إرادتي”. فليس هناك وقت للانتظار. وهذا أيضًا ما جعل عملي أكثر بساطةً وبدون تنظيم”.
وأكدت منسقة معرض “البث الحي” مرح خليفة أن هذا ليس مجرد عرض فني في المتحف، ولكنه أيضًا بث مباشر ينقل المجازر والإبادة الجماعبة على غزة. وأخيراً، فهو جزء من مبادرة أطلقها المتحف الفلسطيني تضامناً واستنكاراً لما يحدث في غزة. فهذا المعرض واحداً من ضمن سلسلة معارض فردية لفنانين فلسطينيين يوثقون الحروب، مثل “المفقودون” لتيسير بركات.