معركة وحش الشاشة ضد “أعداء السينما” .. تفاصيل كشفها الولد الشقي
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم يكن وحش الشاشة، أو ملك الترسو، الفنان الكبير فريد شوقي وحشًا أمام الكاميرات وعلى شاشات دور العرض السينمائي فقط، بل إنه دخل معركة حامية الوطيس، لا يعرف كثيرين مدى ضراواتها ضد من أسماهم أعداء السينما، وهي معركة كانت في الغرف المغلقة، ولم يعرف كثيرين من النقاد والصحفيين المتخصصين وقتها كيف يدير فريد شوقي تلك المعركة، ذلك لأن المعركة لم تكن متداولة إعلاميًا بما يكفي لأن تصبح مسارًا لرأي عام يتحدث فيه الشارع وبالتالي تهتم به الصحافة، ولكن –ولحسن الحظ- كشف عمنا محمود السعدني، أو ما نقول عنه الولد الشقي، أو حلواني الكتابة بلغة “السكالنص” .. بعضًا من ملامح تلك المعركة عندما لعبت الأقدار لعبتها وتقابل مصادفة مع فريد شوقي في لندن، وكتب تفريغًا لتلك المقابلة على شكل مقال رأي في جريدة أخبار اليون عام 1994.
اكتشفت في مستشفى ليستر بلندن أن الفنان فريد شوقي ليس وحش الشاشة فقط، ولكنه أيضًا وحش حقيق وأن قلبه من حجر صوّان ! لقد رأيته في حجرته بالمستشفى قبل دقائق من دخوله غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية دقيقة وخطيرة، ولكني وجدته منا عهدته دائمًا .. الضاحك الساخر الصابر على الحلوة والمرة والمتوكل على الله .. سألته عن الصحة فسألني عن الأحوال في مصر، سألته عن الموعد الذي سيغادر فيه المستشفى، أجابني بأنه سيغادر خلال عشرة أيام، وسيستأنف القتال من أجل تصحيح مسار السينما المصرية، ووضعها على الطريق الصحيح، ومن حسن حظ فريد شوقي أن ولدا عبرقيا مصريًا يعمل طبيبًا بالمستشفى، وهو الدكتور حسان عبد الله كما يعرفه الإنجليز، وحسام ابراهيم سعد الدين كما يعرفه المصريون .. وهو ابن الصديق ابراهيم سعد الدين رفيق السجون والمعتقلات في الزمن القديم .. وحسام ليس طبيبًا عاديًان ولكنه أحد الخبراء المعدودين على مستوى العالم في فرع جديد من فروع الطب هو الجينات. وهو خبير في الوقت نفسه في طب أطفال الأنابيب، ولأنه حسام مصري و(هيفضل) مصري على رأي المرحوم يحيى شاهين، فقد نجح في تحويل مستشفى ليستر إلى استراحة كبيرة لأصدقاء فريد شوقي وللمئات من المعجبين، وقد جاء في القاهرة خصيصًا من أجل عيون وحش الشاشة المنتج سمير خفاجي والفنان صلاح السعدني والفنانة شريهان.
وأستطيع أن أطمئن عشاق فن فريد شوقي بأن العملية تمت بنجاح، وعو الآن في غرفة الإنعاش اليوم (السبت) وسيغادر المستشفى كلها في الأسبوع القادم، وسيعود إلى مصر بعد ذلك بأيام، ليستأنف القتال ضد أعداء السينما المصرية، وسألت فريد : من هم أعداء السينما المصرية؟ فقال : عصابات أفلام المقاولات وطبقة المنتجين من تجار المخدرات وباعة الكفتة وأصحاب معارض السيارات .. وأضاف فريد: سأقاتل حتى آخر يوم في أيام العمر، لأن السينما المصرية هي سلاح في يد مصر، ومصدر لقمة عيش لقطاع كبير من الشعب المصري، وينبغي عدم السماح بتخريبها أو تحويلها إلى جثة ضخمة بلا روح، ودعوت لفريد بالنصر في معركته ضد أعداء السينما المصرية وأعداء مصر، ادعوا معي لوحش الشاشة فريد شوقي بالشفاء .. يا رب.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال