معقدة ومستفزة أم إعلامية ذكية؟.. عن رضوى الشربيني المرأة التي أتت من عمق المعاناة
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يصفها البعض بالشرسة والمستفزة والمعقدة وقد يتفق معي البعض إذا قولت إن الإعلامية رضوى الشربيني لا تمتلك خطابًا إعلاميًا يتماشى مع الصناعة من أكثر من جهة وقد يتفق معي أيضًا اخرون إذا وصفت تجربتها بأنها كبيرة ومميزة و حققت نجاحًا وهي الأولى من نوعها أن تولد تجربة إعلامية ولدت من رحم معاناة مقدمها فكذلك هي تجربة رضوى الشربيني أتت من قلب معاناتها الشخصية كامرأة.
لا تتقن رضوى الشربيني أسلوبًا صحافيًا بالمعنى المتعارف عليه فهي دائمًا ما تقول جمل مبتورة ورغم أنها لا تميل إلى استخدام أداء الإعلاميين المحنكين إلا أن المحتوى الذي ناقشت من خلاله قضايا النساء بمختلف أعمارهن كان بالنسبة لهن ناجحًا وفعالًا وهو ما قرّبها من المتابعات اللواتي كنّ بحاجة إلى هذا النموذج بشكل أو بآخر.
يعتبر هذا اللون الإعلامي القليل البعيد عن الأسئلة المبطنة وإمساك العصاة من النصف والذي اعتمدت عليه الشربيني قريب إلى الأذهان ولم أبالغ كثيرًا إذا قولت إنه المحتوى الأقرب إلى الحقيقة والذي أفضله فهي لا تتحدّث بالدبلوماسية التي تضفي على المحتوى الإعلامي صورة لا تحمل فئات بعينها مسؤولية مشكلات معينة خاصة تلك المعنية بالنساء بل وجد النساء مع رضوى الشربيني ضالتهن.
وجدن الضالة المتمثلة في سيدة تقدم محتوى بلغة سهلة وبسيطة جائت من قلب التجربة والمعاناة بالإضافة إلى أنها تخاطب النسوة بجميع أعمارهن المراهقات وأخريات بغض النظر إن كانت تتقن مفاصل الحديث أو غيره لكنها بالتأكيد نالت إعجابهن خاصة في تلك القضايا المتعلقة بالزواج والخطبة و العمل والدراسة والحصول على المال ومواجهة الصعاب في الوقت الحالي وأعطت لهن ثقة بأنفسهن.
ألبوم باب الجمال .. هل فقد محمد منير الشغف تجاه الغناء؟
كان اختيار رضوى الشربيني هو الصيغة المناسبة وليس الخطاب المتفق عليه الذي يرضي العاملين بالجهات الإعلامية والأكادميين لكنه وصل سريعًا إلى شريحة كبيرة من الجمهور وبالإضافة لتجربتها الإجتماعية التي تخص العلاقات جذبت رضوى شرائح أخرى من النساء اللائي يتابعن أخصّائيي التجميل والتغذية.
ولذلك حقّق البرنامج نجاحاً ونسبة متابعة عالية جداً وهذا من إيجابيات المحتوى الذي لا ينحصر في المشكلات والصراعات بين النساء والرجال وهو ما أضاف للشربيني الخبرة الكافية في التعامل مع القضايا التي يتمّ طرحها في البرنامج حيث قدم المحتوى للنساء إيجاد حلول واقتراحات للمشاكل بجميع أشكالها الإجتماعية والنفسية والطبية وهو أسلوب ذكي بالتأكيد.
من وجهة نظري ليس هناك قيمة للإعلامي إذا كان محنكًا ولفي الوقت ذاته ا يمتلك محتوى سليم وواقعي فهناك الكثير من الإعلاميات أفضل أسلوبًا في تقديمهن البرامج من رضوى الشربيني لكن المحتوى يتناسى المعيار الأهم وهو أن الرجل في خانة الندّ السلبي دون التمعن وطرح أسئلة عن الأشياء المهمة ثقيلة المدلول والتي يلجأن لها إعلاميات انتصارًا للبرنامج ودبلوماسيته وليس انتصارًا للقضايا.
اختارت رضوى الشربيني رسائل تضاف إلى رصيدها الإعلامي جعلت متابعيها من النساء متشوقات لسماعها مثل:”أحبّي نفسك كوني أنت لا تقبلي الإهانة والضرب والشتيمة والخيانة لاتتسامحي مع الإهمال والتجاهل وهي جميعها رسائل وعبارات تأتي من قيمة المساواة المشروعة التي لا يجب أن يختلف عليها إثنين.
بالصور محررة الميزان عن قطع الأشجار .. السبوبة للكل والمواطن أحيانأ مستفيد أو مشارك
وكون أن هذه العبارات استفزت مشاعر من لم يعتد أن يسمع هذا الكلام من امرأة تجلس بثقة أمام الكاميرا بكامل أناقتها وزينتها ورأوا أنها مجرد خصم لهم أو كارهة للرجال ومعقدة ففتحوا النار عليها عبر صفحاتهم الشخصية بوابل من النقد السلبي عليها لاعتبارات تعود إلى العادات والتقاليد رغم أنها لم تطلب إلا معاملة عادلة إجتماعيا للنساء وهذا الشق هو الشق الذكوري أما النساء اللاتي وجهن انتقادات للشربينيفهذا من باب أنها قضايا لا يمكن نقاشها في طاولة على الهواء علانية فخلف الكواليس هو المكان الأفضل وأن والمنابر الإعلامية ليست مكان مناسب حتى وصل الأمر إلى أن بعض النساء يقفن في صف العداء لرضوى رغم أنها تدافع عنهن.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال