همتك نعدل الكفة
1٬118   مشاهدة  

مع الثلث الأول من مسلسل فاتن أمل حربي هل كان من المتوقع له أن يكون أفضل؟

أفيش مسلسل فاتن أمل حربي


منذ الحلقة الأولى من مسلسل فاتن أمل حربي الذي كتب قصته والسيناريو والحوار الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، نشرنا على موقع الميزان مقالاً بعنوان مسلسل فاتن أمل حربي.. هكذا تكون الخلطة الناجحة ولكن احذروا

 وكتبت خوفي الشديد من المباشرة وتحويل المسلسل إلى برنامج توك شو، وعلى الرغم من تمنياتي الشخصية أن يخذلني إبراهيم عيسى إلا أنه لم يخلف ظني على الإطلاق، فأصبحنا اليوم أمام مسلسل أحداثه حقيقية ومتكررة إلا أن طريقة تناولها وكتابة الحوار لأبطالها جعلني أشعر أن النص الأساسي لقصة عيسى كان من الممكن أن يتناوله فيلم قصير والأمر لا يستدعي أن (نفرش) له مسلسل من 30 حلقة!

فاتن أمل حربي وأزمة السيناريو

وبعد مشاهدة الثلث الأول تقريبًا من حلقات المسلسل ومتابعة آراء المشاهدين على السوشيال ميديا أريد أن أتحدث في هذا المقال عن عدد من النقاط بشكل محدد

1- هل المسلسل مؤامرة على الدين؟

لقد فقدت القدرة تمامًا على الدهشة أمام فئة المتدينين الذين يقفون بدروعهم الورقية وخوذاتهم المهترئة في الصفوف الأولى للدفاع عن الدين ضد كل المتآمرين العلمانيين الذين يحاولون هدم  الدين وضياع الأمة!

مجموعة من الأشخاص المهزوزين نفسيًا تنهش أجسادهم نظرية المؤامرة يعيشون في حالة من التوجس تجاه أي شيء، ناهيك عن عدائهم وخوفهم المعلن والمخفي في بعض الأحيان مع الفن.

 فقد أصبح شيء مألوف علينا أن نجد صياحا يملأ السماء والأرض بسبب إعلان لشركة مشروبات غازية، أو أغنية، أو مشهد في فيلم سينمائي لملابس داخلية أو حتى مسلسل بلغة أجنبية يعرض على منصة مشفرة لا يشاهده هذا (الفلوطة) إلا عن طريق مواقع تسرق هذا المحتوى.

والحقيقة أن هذا الصياح المتصاعد منذ اليوم الأول  لعرض مسلسل فاتن أمل حربي من هؤلاء الأشخاص الذين يتحدثون عن “مخطط الكاتب لهدم الدين” به جزء غير إنساني وهذا ليس اتهاما ولكن الضمير الذي ميز به الله الإنسان ووصف المتجردين منه بغليظي القلوب، فرغم ركاكة الحوار والسيناريو ورسائله المباشرة، إلا أنه يعرض جزءا بسيطا من معاناة النساء الواقفات أمام محاكم الأسرة، وعندما يلجئون هؤلاء الضحايا إلى رجال الدين ويقومون بإرسال شكواهم إلى مشايخ التوك شو والدروس الدينية لا يجدوا إجابة منهم سوى ما حدث لفاتن في الحلقة الثامنة من هجوم واتهامات بنقصان العقل.

2- الكليشيهات وعدم المنطقية في الحوار بين الأبطال

ما كل هذه الثقافة يا ست فاتن؟ أطرح هذا السؤال مع كل حلقة من مسلسل فاتن أمل حربي، وأشعر بالدهشة من قدرة إبراهيم عيسى على إقناع صناع العمل والأبطال أن هذه الحوارات منطقية!

فاتن هذه الموظفة بنت الطبقة الوسطى لديها قدرات في فن المناظرة والرد بالحجة تفوق أساتذة جامعيين، ومن ألطف التعليقات التي رأيتها على مواقع التواصل الاجتماعي حول شخصية البطلة ونضالها لحقوق النساء ومعرفتها الباهرة بحقوقها والدفاع عنها بشراسة، أنه قد تنافس الدكتورة نوال السعداوي رحمها الله في الخطاب النسوي! واللافت بالنسبة للمشاهد والفخ الذي وقع فيه كاتب المسلسل هو (إذا كانت فاتن بكل هذه القوة والعلم لماذا صمتت كل هذه السنوات؟) 

اقرأ أيضًا: إذا كنتم متعاطفون مع فاتن عليكم الإلتفاف لقصة ميسون الأكثر بؤسًا!

فالمؤلف لم يعرض لنا الدافع وراء هذا التغيير! فعلى سبيل المثال يحدث هذا عندما تشعر النساء أنهن فقدن القدرة على الاستمرار في علاقة مهينة، أو اكتشاف خيانة الرجل، أو التعرض إلى أفكار جديدة تجعلها تعيد تفكيرها مرة أخرى في تعريف حياتها ورؤيتها بشكل أوضح فتجد أن لها مخرجا ولديها القدرة على تغيير هذه الحياة.

إقرأ أيضا
عيد الأم

ولكن في حالة فاتن فإن كل مشاهد الفلاش باك التي عرضت حتى الآن تكشف عن تطبيعها مع هذا العنف ومحاولة رده وكذلك تمردها من الوضع والغريب أنها تمتلك الدخل الأكبر واستطاعت شراء سيارة بالتقسيط مما يعني أن لديها كل المقومات التي كانت تجعلها تنفصل.. ففي كل عمل فني وأدبي دائمًا يجيب صانع هذا العمل عن سؤال (لماذا الآن؟) وما هو المحرك وهذا ما لم يجب عليه إبراهيم عيسى خلال الثلث الأول من المسلسل ونتمنى أن نجد إجابة في الحلقات القادمة.

قبل كتابة أي قصة يقوم الكاتب بكتابة تاريخ أبطاله قبل أحداث قصتها، طبقتهم الاجتماعية، ماذا حدث لهم في الطفولة، الأسباب النفسية التي تجعل تصرفاتهم خلال أحداث القصة منطقية، وهذا ما لم يفعله إبراهيم عيسى مع أبطاله فلم يقدم لنا كمشاهدين أسباب منطقية لتصرفات أبطاله، وهذا لا ينفي على الإطلاق أن شخصية سيف موجودة في الواقع، بل والحقيقة أن هناك آلاف الرجال أسوأ بكثير، ولكن الفرق بين قراءة خبر في صفحة الحوادث عن زوج يقتل زوجته واستخدام نفس الحادث في عمل درامي، أن الدراما مطالبة بأن تحكي القصة من البداية وعرض تفاصيلها، أما قراءة الأخبار والتعليق عليها فهو أمر يليق بأن يفعله إبراهيم عيسى في برنامجه ولا يتم تحويله لعمل درامي.

4- رغم أن المسلسل مخيب للأمال علينا الاحتفاء به؟

نعم عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، يجب علينا الاحتفاء بهذا العمل الذي كان من المتوقع أن يكون أفضل بكثير، وهذا لا يتعلق بالثناء على جودة العمل الفنية، ولكن لأنه يعرض حقيقة وجرائم ترتكب ضد النساء يوميا، وكذلك لأن التحدث عنه على مواقع التواصل الاجتماعي يحدث حراك قد تأتي نتائجه في مصلحة النساء.

أتمنى أن تكون الحلقات القادمة من المسلسل أفضل من الناحية الفنية.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان