مقابر الأنفوشي المظلومة بألغازها التي لا تفسير لها
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مقابر الانفوشي بالاسكندرية هي أحد أهم الأماكن الآثرية بالاسكندرية. ورغم أنها تحتوي على خمسة مقابر تعود للعصر اليوناني بنقوشات مختلفة، إلا أنها مجهولة تقريبا حتى لأهل محافظة الاسكندرية.
تاريخ المقبرة
يرجع تاريخ مقابر الانفوشي لسنة 250 قبل الميلاد تقريبًا وتحديدا في نهاية العصر البطلمي.
تم اكتشاف أول جباناتها (المقابر)عام 1901 ثم اكتشفت ثلاث مقابر أخرى بالسنوات التالية، حتى اكتشاف المقبرة الخامسة بنفس المكان عام 1921؛ أي بعد عشرين عامًا كاملة.
وهذه المقابر الخمسة تتمتع بزخارف ونقوشات مختلفة، منها ما طُمس عبر الزمن وتحت تأثير المياه الجوفية التي تحيط بالمقابر أو من رطوبة مياه البحر بجانب المقابر.
ولكن هناك مقبرتان تحتفظان حتى الآن بالألوان في زخارفها وبعض الرسومات التي تعبر عن العصر اليوناني وتأثرت لحد كبير بالتاريخ المصري القديم وفنونه.
وقد نُحتت هذه المقابر من الحجر الجيري الأصلي الموجود هناك.
وكل مقبرة من المقابر الخمسة تحتوي على سقف بنقوشات مميزة وألوان متناسقة. كما تحتوي على جداريات لم تعد على حالتها مع الأسف الشديد.
وتحتوي إحدى هذه المقابر على بئر صغير كان يستعمل آنذاك ومازال موجودًا حتى الآن.
وتحتوي مقبرة من المقابر على فناء مركزي مكتمل بفتحة منحوتة من السقف توفر إطلالة على السماء
كما تمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الرائعة والتي مازالت بحالة جيدة .وقد زينت في كثير منها بالمرمر والرخام .
وبنيت هذه المقابر على جزيرة فاروس كما هناك العديد من الآثار بهذه المنطقة قد اندثرت وغرقت نتيجة للزلال المدمر الذي عصف بالمنطقة قديمًا.
وتتميز النقوش بهذه المقابر بتأثرها بالرموز المصرية القديمة؛ وذلك يرجع تفسيره بأن النحات الذي كان ينحت هذه التماثيل بالمقابر كان مصريًا.
فتختلط رسومات لأساطير العصر اليوناني بالأساطير المصرية، فكما سترى رسمة من الرسومات لحورس ، فسترى في أحد المقابر رسمة لرأس ميدوسا.
700 عملة نادرة وتمثال للاسكنر الأكبر..اكتشافات الاسكندرية الجديدة
ألغاز بمقابر الانفوشي
بمقبرة من المقابر توجد رسومات طفولية جدًا رسمت على حائط من حوائط المقبرة، وترجع لعام 1901 حين اكتشاف هذه المقابر.
ولا يوجد تفسير حتى الآن أو أي نقوش تمدنا معلومات عن أصول هذه الرسومات أبدًا. رسومات ليس لها أي معنى أو مدلول سوى أنها خرابيش طفولية.
ومن ألغاز هذه المقابر أيضًا؛ كور منحوتة وضعت بأرض مقبرة من المقابر. ولا يفهم أحد حتى الآن جدواها أو فائدتها بالمكان، وما إن كانت متعلقة بعبادات أو طقوس معينة كانت تقام بهذه المقابر أم لا.
كذلك يوجد بالمقابر تابوت لأحد الأشخاص بهيلكه العظمي دُفن هناك ولكن لا يوجد أي نقوشات تدل على هويته، فقط تابوته هو ما يدل على وجوده، بلا قصة أو اسم أو عنوان.
كما هناك مقبرة مغلقة للترميم كبعض الأماكن بمقابر الأنفوشي المهددة بسبب المياه الجوفية بالتلف كما طمست ألوان وجداريات عبر السنين.
مع الأسف الشديد رغم موقع المقابر بالقرب من رأس التين إلا أنها من المقابر الآثرية المُهملة بالاسكندرية. ولا يعرف عنها العامة شيئًا.
والخوف كل الخوف أن يأتي اليوم الذي تختفي فيه بقايا هذه المقابر إلى الأبد كما اختفت معظم معالمها مع الوقت.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال