مقارنة بين نظرة الوهابية للمرأة ونظرة الصوفية لها
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد
حاد الوهابية وخوارج هذا العصر المختمرين تحت مسمى السلفية أو الدعوية عن الدين شريعة وحقيقة، إذ أنهم يظهرون الدين في مظهر غير مظهره السمح، ويضللون الشباب اليانع في بداية طلبه لمعرفة الدين من الذين لم يتحققوا في فهم الشريعة ليزرعوا في رؤوسهم فكرًا نتنا خارجًا عن تعاليم الإسلام الراقي الذي وصفه رسول الله صل الله عليه وسلم قائلا :«الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»، وهو القائل: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يبعثني مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بعثني مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» ـ صحيح مسلم.
منهج الوهابية مع الأحاديث النبوية
وما عهدنا عليهم إلا التشدد وسهولة التحريم والتكفير وتحقير من خالفهم الرأي أو المنهج وكأنهم يحتكرون الجنة لحسابهم، فيضعفون كل حديث يخالف هواهم ويضعون أحاديثا ما ذكرها رسول الله صل الله عليه وسلم زورا وبهتانا لتقويه نظرياتهم الفاسدة وتأييد منهجهم القائم على كل كره وحقد واحتقار لخلق الله هذا في المسائل الكبرى والصغرى، أما عن مكارم الأخلاق والشهامة فلا تجد لهم نصيبا منها فهم أول من يهتكون ستر الله، ويكذبون للوصول لغاياتهم.
المرأة عند الوهابية
أما موضوع هذا التقرير وهو نظرتهم للنساء فكلنا وأولنا نساءهم تعرف أخلاقهم من حب الشهوات وتمكنها من قلوبهم والنظر لغير المحارم من طرف أعينهم.
اقرأ أيضًا
مجالس الذكر الصوفية .. هل هي فعلاً بدعة ؟
يربون تلاميذهم على تحقير النساء والتقليل من شأنهن واخفاءهم كأنهن بهائم ما خلقت إلا للنكاح ولا حقوق لهن، يدسون في عقيدة تلاميذهم اتخاذ الله وسيلة للجنة، ولهم البيع الكبير الذي يظهر ميل قلوبهم لحب الشهوات والدعارة والنساء، فتجد منهم من يتحدث عن المرأة بأقذر الألفاظ وينصح تلامذته بالبعد عنهن لنجاستهن محاولا من وجهة نظره الفاسدة التقليل من شأن المرأة وصرف نظرهم عنها للحور العين، مع أنه يتزوج اربع من النساء.
محمد حسين يعقوب نموذجًا
ولذلك فسأعرض في هذا التقرير مقارنة بين رأي رمز من رموز الوهابية التي كانت مؤثرة في المجتمع والوسط المصري في الوقت الحاضر، ورؤية علما من أعلام السادة الصوفية المؤثرة والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر والعالم الإسلامي، وعرض حقيقة الفكر الإسلامي الحنيف بعيدا عن التشويه الذي حدث بسبب الوهابية والذي يطلقون على أنفسهم سلفية وهم لا يمتون للسلف الصالح في شيء.
انتشر فيديو لـ محمد حسين يعقوب في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيه بالنص: ” هتبيع دينك عشان إيه..؟ عشان نسوان..؟ اوعى تفكر إن النسوان إللي في الدنيا دول نسوان..! دول فلسو.. بجد أصل أنت متعرفش .. إنت لو تعرف الجمال والحلاوة الحقيقية مكنتش تبصلهم .. والله ما تبصلهم .. ميتبصلهمش .. لو تعرف .. أصل أنت متعرفش .. أنت لو تعرف الجمال الحقيقي في الحور العين شكله إيه”.
ويردد قصيدة ما رددها أفجر الشعراء فيكمل قائلا: “كواعب أتراب .. جرى في أعضاءهن ماء الشباب .. فللورد وللتفاح ما لبسته الخدود .. وللرمان ما تضمنته النهود .. واللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور .. والرقة والنظافة ما دارت عليه الخصور.. تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت .. ويضيء البرق ثناياها إذا ابتسمت”.
واستشهد بحديث ويقول: “الرسول قال «إذا أعجبتك امرأة فتذكر مناتنها» .. يردد للجالسين الذي يقهقهون فرحين بحديثه: يا ابني دي بتتبول وتتبرز .. ده إللي إنت بتشتهيه ده محل الحاجات الوحشة منها .. أما في الجنة لا بول ولا براز ولا حيض ولا نفاس نضافة تامة”.
ما وقع فيه محمد حسين يعقوب من أخطاء
ترك مناسبة الحديث التي قيل فيها وهو تحذير النبي للرجال إذا اشتهى من لا تحل له وهو غير قادر على الزواج منها فيتذكر مناتنها ليعف نفسه عنها، وذكرها في غير موضعها كعادة الوهابية جميعا ولصق الحديث الشريف بكل امرأة غريبة او زوجة كانت.
ولماذا ترك كل ما يفسد الدين من أمراض قلبيه وهي الأهم. وتحدث عن شهوة الفرج إلا لأنها نقطة ضعفهم الأساسية، ومكافئتهم المنتظرة في الاخرة.
ماذا ننتظر من شباب يتعلم مثل هذه التعاليم ..؟ كيف سيعامل زوجته..؟ كيف سيعامل ابنته ؟ وهو كل ما يراه منها انها تتبول وتتبرز ألا يتبول ويتبرز هو أيضا ..!
بدلا من تعليق قلوب تلامذته بالله ورؤية وجهه الكريم في الأخرة، او رؤية رسول الله والجلوس معه، يعلقها بحبهم الأكبر ونقطة ضعفهم الجلية لذوي الالباب وبدلا من فتح عيونهم على رؤية تجليات جمال الله في كل شيء ومن أهمها النساء. وتذكيريهم بوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء تجاهل كل الأحاديث الواردة في احترام المرأة ورؤيتها بالشكل الصحيح الذي وصى به الله ورسوله، واحتقرها وقلل من شأنها كأضل ضال من كفار قريش.
نظرة إلى فكر الشيخ صلاح الدين التجاني نموذجًا
في حين مثلا يحتذى به من أعلام الصوفية وهو الشيخ صلاح الدين التجاني الذي يحثون تلاميذهم ومريديهم لاحترام كل خلق الله ولفت نظرهم لرؤية جمال الله في كل شيء وأولها شريكة الرجل ومؤنسته وتوأم روحه فيذكر في كتابه النفيس التنزلات الإلهية تنزلا عنوانه: هنيئـا لكن معاشر النسـاء فيقول:
القَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَشْرَفُ مِنَ المَوْتِ .
وَلَا يُقَالُ لِـمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَنَّهُ مَاتَ :
[ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء] {البقرة : ١٥٤} .
وَلَكِنَّ المَوْتَ وَرَأْسَكَ عَلَى صَدْرِ مَنْ تُحِبُّ ؛
أَشْرَفُ مِنَ القَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ .
فَحِينَ تَمُوتُ وَأَنْتَ تَسْمَعُ دَقَّاتِ قَلْبِ مَنْ تُحِبُّ ؛
وَتُعَانِقُ رُوحُكَ رُوحَهُ ، وَيَبْتَلُّ جَبِينُكَ بِدُمُوعِهِ ،
حَيَاةً أَبَدِيَّةً ، لَا يَذُوقُ فِيهَا مُحِبٌّ طَعْمَ المَوْتِ أَبَداً .
لِأَنَّهَا أَصْدَقُ اللَّحَظَاتِ .
صَعِدَتْ رُوحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرَّفِيقِ الأَعْلَى .
وَرَأْسُهُ الشَّرِيفُ عَلَى صَدْرِ أَحَبِّ زَوْجَاتِهِ إِلَيْهِ .
السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهَا كَمَا فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ .
وَلَا يَشُكُّ عَاقِلٌ فِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ اخْتَارَ لِرَسُولِهِ أَشْرَفَ الأَحْوَالِ .
هَذَا الحَالُ أَشْرَفُ مِنَ المَوْتِ سَاجِداً فِي حَرَمِ مَكَّةَ .
الحَيَاةُ كُلُّ الحَيَاةِ حِينَ تَمُوتُ وَرَأْسُكَ عَلَى صَدْرِ مَنْ تُحِبُّ .
وَذَلِكَ سِرُّ الحَيَاةِ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ تَعَالَى فِي النِّسَاءِ .
فَالرَّجُلُ تُنفَخُ فِيهِ الرُّوحُ مَرَّةً وَاحِدَةً .
وَهُوَ فِي رَحِمِ امْرَأَةٍ ، هِيَ أُمُّهُ .
أَمَّا المَرْأَةُ ؛ فَيَنْفُخُ اللهُ تَعَالَى فِيهَا مِنْ رُوحِهِ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ .
مَرَّةً وَهِيَ جَنِينٌ .
ثُمَّ كُلَّمَا حَمَلَتْ زَارَتْهَا المَلَائِكَةُ .
لِتَنْفُخَ فِيهَا رُوحَ مَنْ تَحْمِلُهُ .
زِيَارَةً مُبَارَكَةً مُقَدَّسَةً .
هَنِيئاً لَكُنَّ مَعَاشِرَ النِّسَاءِ .
هَنِيئاً لِكُلِّ أُمٍّ .
هَنِيئاً لِكُلِ امْرَأَةٍ أَحَبَّهَا رَجُلُهَا .
حَتَّى تَمَنَّى أَنْ يَمُوتَ عَلَى صَدْرِهَا .
ولِمَ تَنْتَظِرُ أَنْ تَمُوتَ عَلَى صَدْرِهَا حِينَ تَمُوتُ ؟
فَلْيَضَعْ كُلُّ رَجُلٍ رَأْسَهُ عَلَى صَدْرِ زَوْجَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ .
وَيَشْعُرُ بِدَقَّاتِ قَلْبِهَا .
وَيَسْتَقْبِلُ أَنْوَارَ رِضَى اللهِ عَلَيْهِ .
فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً ؛ فَلَهُ بِهَا أَجْرُ شَهِيدٍ .
فــــ [كل نفس ذائقة الموت ] {آل عمران : ١٨٥ ، الأنبياء : ٣٥ العنكبوت : ٥٧} .
وَلَيْسَتْ كُلُّ نَفْسٍ تَذُوقُ طَعْمَ الحَيَاةِ .
عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ المَرْأَةَ فِي البَيْتِ للتبعل :
«جِهَادُ المَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا» .
فَهِيَ لَيْسَتْ لِلْخِدْمَةِ . وَإِنَّمَا لِلْحُبِّ خُلِقَتْ .
فَهُنَّ مَصْدَرُ الحُبِّ .
وَلَـهُنَّ كُلُّ الحُبِّ .
فَلَيْسَتِ الخِدْمَةُ عَلَيْهِنَّ بِوَاجِبَةٍ .
حَتَّى رِضَاعَ صَغِيرِهَا ؛ لَيْسَ وَاجِباً عَلَيْهَا .
بَلْ يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَأْتِيَ بِمُرْضِعٍ لِأَوْلَادِهِ .
فَإِنْ أَرْضَعَتْ زَوْجَتُهُ ، وَطَلَبَتْ أَجْراً عَلَى الرَّضَاعَةِ ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ الأَجْرُ .
فَإِنْ أَرْضَعَتْ بِغَيْرِ أَجْرٍ ؛ فَكُلُّ مَصَّةِ لَبَنٍ بِصَدَقَةٍ عِنْدَ اللهِ .
قال صلى الله عليه وسلم : «أَفَمَا تَرْضَى إِحْدَاكُنَّ أَنَّهَا :
إِذَا كَانَتْ حامِلًا مِنْ زَوْجِهَا ، وَهُوَ عَنْهَا رَاضٍ أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيلِ اللهِ .
فَإِذَا أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ .
فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا جُرْعَةٌ مِنْ لَبَنِهَا، وَلَمْ يَمُصَّ مَصَّةً إِلَّا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جُرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ .
فَإِنْ أَسْهَرَها لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً تُعْتِقُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ» .
وَإِنْ خَدَمَتْ مُتَطَوِّعَةً فِي بَيْتِهَا ؛
فَكُلُّ خِدْمَة بِصَدَقَةٍ تَامَّةٍ عِنْدَ اللهِ .
نِعْمَتِ الصَدَقَةُ الجَارِيَةُ :
قُبْلَةٌ يَضَعُهَا الرَّجُلُ عَلَى شَفَاةِ زَوْجَتِهِ . أَوْ عَلَى جَبِينِ ابْنَتِهِ .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : «الْقُبْلَةُ بِحَسَنَةٍ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشَرَةٍ» .
نِعْمَ الرَّجُلُ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ ضَاحِكًا ، وَيَخْرُجُ ضَاحِكًا .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : «طُوبَى لِمَنْ بَاتَ حاجّاً وَأَصْبَحَ غَازِياً :
رَجُلٌ مَسْتُورٌ ذُو عِيَالٍ مُتَعَفِّفٌ قَانِعٌ بِالْيَسِيرِ مِنَ الدُّنْيَا
يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ ضَاحِكاً وَيَخْرُجُ عَنْهُمْ ضَاحِكاً
فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ هُمْ الحَاجُّونَ الْغَازُونَ فِي سَبِيلِ الله عَزَّ وَجَلَّ» .
قال صلى الله عليه وسلم : «مَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ»
وقال صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِلنِّسَاءِ» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «خِدْمَتِكَ زَوْجَتِكَ صَدَقَةٌ» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «دَارِهَا تَعِشْ بِهَا» .
أَيْ أَسْمِعْهَا دَائِماً كَلَاماً طَيِّباً عَذْباً .
هَذَا هُوَ الإِسْلامُ يَا سَادَةٌ يَا كِرَامٌ .
الكاتب
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد
بارك الله فيكم.. وعلى فكرة “إذا أعجبتك امرأة فاذكر مناتنها” ليس حديثاً نبوباً.. أما ما ذكره الشيخ التيجاني فبعضه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعضه بحاجة إلى مراجعة صحته