همتك نعدل الكفة
534   مشاهدة  

ممرض سمير خفاجي يروي سنوات القسوة والمرض في حياة الأب الروحي للفن

ممرض سمير خفاجي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تجبرنا الحياة أن نتوقف كثيرًا أمامها نفكر أين الوجهة المقبلة، أين المُستقر، وأين المُستودع، هذه الحياة أجبرت ” محمد” أن يترك مجال دراسته؛ فلا فرصة عمل قد ينالها لكسب بعض اللقُيّمات ليعيش في هذه الحياة .

لم يكن” محمد” يدري حينما ترك العمل بشهادته كأحد خريجي كلية التجارة أنه سيصبح ما عليه الآن،  يترك الأرقام المعقدة،  والحسابات الصعبة ليكون ضمن صفوف مساعدي التمريض بأحد المستشفيات الخاصة وهنا تساءل هل قمت بالاِختيار الصحيح أم هي الحياة؟.

مفترق طرق

ومن هذا التساؤل يُجيب “محمد”: بمجرد عملي لشهور معدودة فُتحت لي أبواب الخير، وأنا هنا أجلس بين يديك أحدثك عن وقائع مهمة لم يكن هناك شهود عليها غيري، أعتقد أني اخترت الطريق الصحيح بتركي اختصاصي والعمل بغيره.

فلو لم يكن هذا العمل لما تعرفت على أحد أهم منتجي مصر” سمير خفاجي” صاحب الفرقة التي أبهجتنا بمسرحياتها المتنوعة والمضحكة، تخيلي هل يمر عيدًا بدون أن تشاهدي مسرحية “مدرسة المشاغبين” أو “الواد سيد الشغال” أو “ريا وسكينة”، هل يمر عيد بدونهم ؟!.

حينما أخبرتني المشرفة التي أعمل بها بهذا الاختيار ـ أن أرافق سمير خفاجي أثناء مرضه ـ كان وقعًا صعبًا فكرت كثيرًا هل أستطيع التعامل مع الفنانين وأنا معالج بسيط؟!، على كلٍ وافقت وكان هناك هاجس بالفشل بداخلي ، لكن هناك جانب أخر محب للرجل الذي أسعدنا وأضحكنا كثيرًا.

دخلت هذا المنزل الذي أحدثك منه الآن في عام 2008،  وكلي رهبة وخوف، ولم أكن أعلم أن أبقى في مكان واحد عشر سنوات كاملة فقد كنت أرعى الأستاذ بتفاني ليس لأني الأفضل، ولكن لشخصيته الهادئة المطيعة المحبة، فلم أشعر يومًا أنني أتعامل مع شخص سيء أو سطحي .

سنوات القسوة 

العشر سنوات الأخيرة كانت مليئة بالقسوة على الأستاذ سمير خفاجي، فقد أصيب بشلل تام في جانبه الأيسر لم يستطع  أن يحرك ذرة واحدة من هذا الجانب .

كنت أقوم برعايته الكامله؛ أنظف ملابسه وأساعده في تبديلها، أقرأ له بعض الكتب التي طالما أحبها بشغف، كنت أرعاه صحيًا في كل شيء، كان مريض مطيع ليس لانهزامه المرضي ولكن لحرصه على صحته ولقدرته على التميز بين ما يفيده وبين ما لا يفيده.

كان دائمًا يطلب مني المصحف ليقرأ بنظاراته السميكة المكبرة للحروف، إلا أن أهداه أحد الأصدقاء مصحف التهجد حينها شعر بالفرحة الغامرة، فقد استطاع أن يقرأ بسهولة.

إقرأ أيضا
سوق الدواء

كان الفنان,ن يزورنه من حين لآخر أتذكر أن الفنان محمد أبو داود من أكثر الفنانين الذين حرصوا على زياراته، الفنان سعيد صالح رغم مرضه، والفنانة نادية لطفي ، ولم تتركه الفنانة رجاء الجداوي أو الفنانة دلال عبد العزيز، كانوا جميعا بجانبه وإلى جواره، كانوا حريصين على نفسيته وحالته .

من منزل سمير خفاجي
من منزل سمير خفاجي

سمير خفاجي رغم المعناة الذي عاناها في آخر  عشر سنوات، إلا أنه المبدع الخالص الذي لن يتكرر، فهو صاحب البصمات والعلامات المؤثرة في المسرح الحديث، خرّج عشرات النجوم الذين أضاؤوا الفن المصري وأمتعونا على مدار سنوات وسنوات، ليستحق عن جدارة لقب ” الأب الروحي للفنانين، ولم يكن الأب الروحي لهم فقط، فقد كان لي كذلك الأب الروحي الملهم .

بموت” سمير خفاجي”  انكسر ظهري وكأن أبي من مات، عملت في أماكن كثيرة بعده، ولكن  لم أرى مثل ما رأيت منه، ودائمًا وبغير قصد يقارن عقلي بينه وبين من أرعاهم هل هم متعبون أم كان الأستاذ هو من كان مريحًا لدرجة كثيرة، وتستمر الحياة وتمتد الطرق وكلنا أسباب في حياة بعضنا البعض .

الكاتب

  • سمير خفاجي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان