منتخب فرنسا.. والعلاقات التوكسيك
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
خسارة المنتخب الفرنسي من المنتخب الألماني 2-1، في الماتش الودي اللي لعبوه سوا أمبارح، هي أول خسارة لمنتخب فرنسا من نوفمبر 2022 قصاد المنتخب التونسي 0-1 في المونديال، والمشترك بين الخسارتين هو إن الهجوم الفرنسي في المرتين كان عديم الـ إمبابي.
ذكريات مهمة
مبدئيًا مهم نفتكر، مع كل الاحترام للكورة التونسية، إن ماتش المنتخبين في المونديال كان يهم المنتخب التونسي بس، إنما منتخب فرنسا كان ضامن التأهل بمكسبه لأول ماتشين فالمجموعة، ضد أستراليا والدنمارك، 4-1 و2-1 بالترتيب (أمبابي جاب الجون التالت في أستراليا وجونين ماتش الدنمارك)، وفي نفس الوقت.. الماتش ده كان نهاية رحلة المنتخب التونسي في المونديال، بعد ما أتعادل مع الدنمارك 0-0 وأتغلب من الكنغر الأسترالي 1-0.
الألمان وإدراك العلاقة الفاشلة
الاتحاد الألماني عودنا على ندرة تغيير المدربين، فـ هانزي فليك هو الكوتش رقم 11 في تاريخ منتخب الماكينات، كمان بتكون عملية التغيير -غالبًا- مابتكونش مفاجأة.. إنما بيكون متفق عليها من قبلها بفترة وكمان المدرب الجديد بيكون معروف من قبلها بمدة مش قليلة.
لكن المرة دي، ولإن خلال 25 ماتش خاضهم المنتخب – تحت قيادة فيليك – خسروا 6 ماتشات واتعادلوا في 7، تدخل اتحاد الكورة حداهم وأقال الراجل في واقعة نادرة الحدوث.
العقلية الألمانية
عقد فيليك المفروض إنه ممتد لحد 2024، بس بعد النتايج السيئة والأداء المهزوز.. القائمين ع اللعبة في ألمانيا أخدوا قرارهم “الفريد من نوعه” بإنهاء العلاقة مع المدير الفني فورًا، بعد ما ثبت بشكل عملي وواضح إنها علاقة فاشلة.
المازوخية الفرنسية
الفرنسيين على عكس الألمان تمامًا، فرغم وضوح معالم الفشل في علاقتهم بالأموال القطرية.. إلا إنهم مستمرين فيها، وكل ما تسوء بيعمقوها أكتر.. أو بيغرزوا أكتر وأكتر.
فبعد دعم ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الاوروبي وقتها (سنة 2010)، للملف القطري لاستضافة مونديال 2022، إنطلقت قطر توطد علاقتها بفرنسا، فتحولت قناة الجزيرة الرياضية “القطرية”، في 2014، إلى شبكة قنوات beINSPORTS الرياضية المتخصصة “العالمية”، وتتخذ من باريس مقر (إداريًا) لها.
وقبلها استحوذ جهاز قطر للاستثمار على نادي باريس سان جيرمان في 2011، وإطلاقه كمهيمن ع الكرة الفرنسية، كأمر ثانوي في طريق حلم أكبر وأساسي.. وهو تحقيق لقب دوري ابطال أوروبا، طموح فشلت الإدارة القطرية في تحقيقه على مدار أكتر من عشر سنين.
الشرا مش هو الحل
ماحدش يقدر ينكر إن PSJ في الحقبة القطرية حقق اللي ماحققهوش على مر تاريخه، بعد ما حقق محليًا (9 دوري.. 6 كاس فرنسا.. 6 كاس الرابطة)، وقاريًا وصل لنهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.
بس كمان ماحدش يقدر ينكر إن ده مقارنة باسماء النجوم اللي النادي بيشتريهم مش حاجة عظيمة، وإن التارجت “الواضح” ماتحققش، وهو لقب الشابيونز ليج، أصل أكيد ماتمش دفع 222 مليون يورو (شرط جزائي) لعقد نيمار.. عشان النادي عايز يحافظ على الدوري المحلي.
رقم عمل صدمة وأربك سوق الانتقالات في وقته وتسبب في ارتفاع جنوني لأسعار اللعيبة في العالم كله، لدرجة إن نيمار نفسه قال إنه مايستحقش الرقم ده.
إصابة ولا إدمان علاقات توكسيك
والأهم إن ماحدش يقدر ينكر تراجع مستوى الدوري الفرنسي ككل، لدرجة خروجه من قايمة الاتحاد الأوروبي للعبة “الويفا” اللي بتضم أكبر خمس دوريات في القارة، واستحواذ الدوري البلجيكي على مكانه.
بس رغم عدم تحقيق البطولة القارية، وخروج الدوري المحلي من التصنيف الأوروبي.. كنتيجة لانخفاض التنافسية وتدني نتايج الأندية الفرنسية في البطولات القارية، العلاقة مستمرة.
دي مش بس مستمرة، لأ.. دي بتتعمق أكتر وأكتر، لدرجة أعمق من أي علاقة “معلنة” بين السياسة والكورة سمعنا عنها في حياتنا.
عشان نوصل النهارده، في ظِل العركة الدايرة بين الإدارة القطرية للنادي الباريسي وبين النجم كابتن منتخب فرنسا ونجمها الأول.. بخصوص تمديد العقد من عدمه، إن مدرب المنتخب يستدعي كليان إمبابي ضمن القايمة اللي تم استدعائها لمشاركة في ماتش رسمي (تصفيات اليورو) ضد منتخب أيرلندا، وماتش ودي ضد منتخب ألمانيا.
(وبعد مشاركة أمبابي في الماتش الرسمي وصناعته للجون الأولاني، ومشاركته في الجون التاني، فاجئنا ديديه ديشامب بوجود النجم الشاب على دكة البدلاء طول الوقت، لغاية النهاية.
عشان يتسائل كتير من المتابعين، هل كليان فعلا مصاب زي المدير الفني ما قال للإعلام؟، ولا النفوذ اللي حرك رئيس فرنسا خلال الماريكاتو. قدر كمان يتدخل في اختيارات المدير الفني للمنتخب؟؟)
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال