منظمات المجتمع المدني ومواجهة كورونا “مساهمات المؤسسات الأهلية لها تاريخ”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاءت ثنائية منظمات المجتمع المدني ومواجهة كورونا لتلقي ضوءًا على ملف تاريخي منسي وهو دور المؤسسات الأهلية في مكافحة الوباء على مدار التاريخ المصري.
التاريخ المنسي لمنظمات المجتمع المدني في الأوبئة
أعطى الدكتور صلاح السيد عبدالعال علام جانبًا من مشاركة منظمات المجتمع المدني مع الأوبئة وخاصةً وباء الكوليرا عام 1947 م حيث قال اشترك في مكافحة الكوليرا عدة هيئات ومؤسسات خيرية على رأسها جمعية الهلال الأحمر المصري، وجمعية مبرة محمد علي التي تم إنشاؤها في عام 1910م وأيضا شارك في هذه العملية بعض الهيئات الأخرى وطلبة المدارس والجامعات ورجال الجيش والقوات المرابطة، وتمثلت تلك المشاركة في التطوع في عملية التطعيم ورعاية المرضى والمعزولين وفتح مراكز الرعاية والتطعيم أيضا، وكانت أهم هذه المؤسسات والهيئات هي جمعية الهلال الأحمر المصري وجمعية مبرة محمد علي جبهة الدعاية لوادي النيل ، والنادي العربي ، وشباب جبهة مصر بالإسكندرية والاتحاد القبطي من أن تجند شبابها في مكافحة الوباء فوضعت لذلك كشوفا بأسماء المتطوعين منها لتقديمها إلى وزير الصحة ليهيئ لهم العمل المناسب في هذا الميدان ، وكذلك إنشاء مقرات التطعيم الأهالي.
بالإضافة إلى ذلك قامت عدة هيئات ومؤسسات أخرى بالمساهمة في مكافحة الوباء إما بالتطوع في أعمال المكافحة والتطعيم أو بإنشاء بعض مراكز للتطعيم أو المساهمة في التخفيف عن الأسر المنكوبة وتوزيع النقود والصابون والملابس على تلك الأسر، ومن أهم هذه الهيئات جمعية التعاون على البر والتقوى ولجنة سيدات يوم المستشفيات الحزب النسائي، والاتحاد السوداني، والمراكز الاجتماعية والجمعيات التعاونية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية، وحزب العمال، وجمعية الإسعاف بالإسكندرية ، والاتحاد العربي، والهلال الأحمر العربي وغيرها من الهيئات والمؤسسات الخيرية المجتمعية التي شاركت بمجهود فعال في مكافحة وباء الكوليرا.
الحكومة المصرية مع منظمات المجتمع المدني ومواجهة كورونا
رسميًا فإن يوم 26 إبريل 2020 جاء تتويجًا لجهود منظمات المجتمع المدني في كورونا، حيث أن الهيئة العامة للرعاية الصحية إحدى هيئات منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد وقعت بروتوكول تعاون مع الاتحاد العام للمؤسسات والجمعيات الأهلية وذلك نشر الوعي بفيروس كورونا والتعريف بسبل تفادي العدوى وانتشارها بين المواطنين في إطار خطة الدولة لمواجهة كوفيد 19 المستجد.
اقرأ أيضًا
تعرف على أهم إجراءات الحكومة المصرية في مواجهة فيروس كورونا
البيان الرسمي للهيئة العامة للرعاية الصحية يقول «بموجب البروتوكول تقوم الهيئة العامة للرعاية الصحية بتأهيل وتدريب المتطوعين المرشحين من قبل الإتحاد العام للمؤسسات الأهلية على سبل الوقاية من فيروس كورونا، على أن يقوم هؤلاء المتطوعين بتسليم الأدوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من المنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظة بور سعيد، بالإضافة إلى مشاركتهم في تعقيم وتطهير الأماكن التي تحددها الهيئة بعد توفير المواد والأجهزة اللازمة لذلك تحت إشرافها».
الدكتور أحمد السبكى «رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية» تكلم باستفاضة عن جهود منظمات المجتمع المدني ومواجهة كورونا حيث قال في تصريحاتٍ صحفية له «لا بديل عن تعاون المؤسسات الحكومية مع منظمات المجتمع المدني بهدف دعم حقوق المواطن وتحقيق سبل التنمية المستدامة، مؤكدا أن ذلك يأتي متسقا مع رؤية القيادة السياسية بأهمية التعاون مع المجتمع المدني بمؤسساته الأهلية لمواجهة أزمة كوفيد 19 المستجد، نؤمن بدور الشباب وقدرته على المشاركة الفاعله في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم بتفشي كورونا المستجد والرهان على الشباب في نشر التوعية بفيروس كورونا».
بناءًا على هذا البروتوكول تم تسليم العلاج الشهري لـ 4500 مريض من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من المنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل حتى الآن، مشيرًا إلى أنه سيكون أول الأنشطة التي يقوم بها هؤلاء المتطوعين هو المشاركة في توصيل الأدوية لهذه الفئات، باعتبارهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
إشادة أخرى تلقتها منظمات المجتمع المدني من الدكتور خالد عبدالغفار «وزير التعليم العالي والبحث العلمي» في أواخر شهر إبريل حيث أكد على أن هناك تكاتفًا كبيرًا من قبل منظمات المجتمع المدني منذ بداية أزمة فيروس كورونا مع المستشفيات الجامعية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال