همتك نعدل الكفة
119   مشاهدة  

من أحداث الأعمال الدرامية .. هل تطورت عادات وتقاليد المصريين في شهر رمضان؟

مسلسل ساكن قصادي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



للمصرين طقوسًا في رمضان، ارتبطت بالعادات والتقاليد لقرون طويله، ومنها ما جاء في مظاهر الاحتفال واستقبال الرؤية وتوديع رمضان، ومنها ما تعلق بالأكل والإنفاق، ومنها ما جاء في سرد طبائع المصريين في رمضان.

وأول ما يستقبل به المصريون رمضان هو تعليق الزينات والفوانيس وشراء ” الياميش” ولعل أصدق ما يتناول تلك المسألة هي الدراما المصرية، فهي والمجتمع لا ينفصلان فكل منهما تجسيدًا للآخر وإن وُجدت بعض الفروقات، فهناك أعمال كثيرة تناولت استقبال المصريين شهر رمضان، ومنها مسلسل المال والبنون، الليل وآخره، مسلسل الشهد والدموع، مسلسل ساكن قصادي،مسلسل آدم، مسلسل رمضان كريم بجزأيه، وغيرهم الكثير من الأعمال .

استقبال الهلال 

يقول المستشرق الإنجليزي ” إدوارد وليام” الذي زار مصر بين عامي 1833 ـ 1835م في دراسته ” عادات المصريين المحدثين وتقالديهم، عن استقبل المصريين شهر رمضان : “بعد أن يصل الخبر اليقين لرؤية  الهلال إلى محكمة القاضي، ينقسم الجنود والمحتشدون فرقا عديدة، ويعود فريق منهم إلى القلعة في حين تطوف الفرق الأخرى في أحياء مختلفة في المدينة ويهتفون (يا أتباع أفضل خلق الله! صوموا، صوموا)”.

وظلت هذه العادات متوارثة في الثقافة الشعبية المصرية وإن شابها اختلاف لاختلافات العصر وتنوع الوسائل، ففي استقبال شهر رمضان في الحلقة الأولى من مسلسل ” المال والدموع” من بشر بالرؤية ( سيد السحت ) ـ أحمد راتب ـ بعد أن سمعها في الراديو، وراح يجوب الحارة ـ خان يوسف ـ يُذيع خبر تحقق الرؤية وصيام رمضان .

وفي مسلسل “ساكن قصادي” اجتمعت العائلة والجيران أمام شاشة التلفزيون لسماع خبر تحقق الرؤية بعد صلاة المغرب، وبعدها قاموا يهللون ويعدون السحور.

وفي مسلسل “رمضان كريم” في حلقته الأولى  توقعوا الرؤية نظرًا لسهولة التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي من ناحية، ومن ناحية أخرى  الدقة في حساب الأفلاك وتوقع ظهور الهلال، لكن لم يكن هناك استغناء من تأكد الرؤية عن طريق الأزهر أو المؤسسات الدينية في الدولة وإذاعتها عبر وسائل الإعلام المختلفة .

مدفع رمضان 

مدفع رمضان من المظاهر التي لا يمكن الاستغناء عنها في شهر رمضان حتى مع تطور الوسائل التي يعرف من خلالها المصريين، وأصبح صوته إشارة على غروب الشمس ووجوب الإفطار بعد يوم طويل من الصيام.

لم يُعرف تحديدًا متى تم استخدام المدفع أول مرة في رمضان، لكن المرجح أنه في عهد الخديو إسماعيل، واستمرت هذه العادة، وقد أكدتها وما زالت تؤكدها الدراما المصرية ، ولعل أشهر مشاهد المدفع هو حينما اجتمعت عائلة المنشاوي في مسلسل الليل وآخره في الإفطار لم يفطروا إلا على صوت المدفع، وكذلك في مسلسل ساكن قصادي وقت الإفطار فبرغم معرفة الوقت و استخدام وسيلة الراديو والتلفزيون ، لكنهم تناولوا الإفطار بعد سماع صوت المدفع .

التجمعات العائلية في شهر رمضان 

للعائلة قدسية خاصة لدى المصريين، و يظهر ترابط العائلة في مواسم الاحتفالات في الأعياد المقدسة مثل رمضان مثلًا، وعبرت الدراما المصرية عن هذه النقطة في أعمال كثيرة، ومنها مسلسل الليل وآخره  لذي اعتمد في مشهد الإفطار على مد الولائم وتجمع العائلة رغم انشغال الجميع في حياتهم وأعمالهم حتى ضابط الجيش الذي يجد صعوبة في حضور مثل هذه التجمعات.

وكذلك في مسلسل “ساكن قصادي” اجتمعت العائلة والجيران في مكان واحد لتناول الإفطار متبنين مقولة: رمضان بيحب اللمة ” .

ومن خلال هذه التجمعات يمكن سرد ما تحتويه المائدة الرمضانية وقت الإفطار، فلابد من وجود بعض الأكلات الدسمة، كالفتة و المحشي والرقاق واللحوم، أما عن المشروبات فهناك الخشاف و التمر باللبن، والسوبيا والتمر هندي، وقم الدين والمشميشية، والعرق سوس، وعن الحلويات فبعد الإفطار تكون القطايف والكنافة حاضرة على موائد المصرين .

عادات الشراء في رمضان 

إقرأ أيضا
من غير تعديل

من المعروف لدى الجميع القوة الشرائية للسلع الغذائية في رمضان لدى المصريين، ولعل هذه الظاهرة تناولها مسلسل “ساكن قصادي” بطريقة كوميدية طريفة، فمن بعد رؤية الهلال بدأت المشاهد العبثية وهي مشاهد تحدث حقيقية في الأسرة المصرية، فمثلًا قررت الأسرة أن تتناول سحورًا خفيفًا، مكون من زبادي و فول ، لكن الأم  السحور الخفيف بالنسبة لها الملوخية و اللحمة والحمام والرقاق والمحشي، وتتبادل الأسرة الحديث أنه يجب تناول سحور خفيف وهم يأكلون هذه الأطعمة الدسمة.

وطوال اليوم إلى الإفطار تشتري الأسرة عدد كبير من الأغراض لمجرد أننا في شهر رمضان، فنرى المخلل ضيف الإفطار، ونرى شراء الفواكه بشراهة، كذلك الحلويات الشرقية المعروفة، ثم الجلوس في المنزل من بعد العصر وانتظار الإفطار في الوقت التي تقف فيه الأم لإعداد صنوف كثيرة من الطعام.

بعد الإفطار كما يصوره مسلسل ساكن قصادي يصل المصري إلى التخمة بسبب الأكل الدسم والكثير، ولم يكتفي بل يتناول الحلويات بعدها، ثم إن هناك طقوسًا مثل الصلاة سماع الفوازير المسلسلات وغيرها.

عادات المصريين لم تختلف كثيرًا عبر الأزمان المختلفة بل حافظ المصريون عليها خاصة المتعلقة بشهر رمضان الفضيل، ورصدتها الدراما المصرية التلفزيونية  عبر حقب مختلفة وكانت كما هي لا اختلافات جوهرية كثيرة.

اقرأ أيضًا : شهر رمضان في الرواية المصرية .. بانوراما متكاملة لكرنفالات الشهر الكريم 

الكاتب

  • مسلسل ساكن قصادي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان