همتك نعدل الكفة
268   مشاهدة  

من أوراق لويزا.. يوميات أرق لاينتهي

اميتاب بتشان


اميتاب بتشان .. بطل عجوز لايهزم أبدا

تستمر دقات الساعة في أذني إنها تقترب من الثالثة صباحا وكعادة النوم يذهب إلى حيث لا أدري , ولدينا عمل في انتظار الكثير من التركيز في تمام العاشرة صباحا

يقوم ابلكيشن الانستجرام اللليلة بدور المنقذ من زهق الأرق بدلا من النظر في سقف الغرفة، فظلام الغرفة مع الضوء الخافت القادم من الطرقة يجعل أفكاري تلقي بظلالها على السقف و هذا أخر ما أريده في الثالثة فجرا

ها هي بعض الصور ، بوز بطة و أخر للشوارع و أماكن خروجات ،، لبس.. أي حاجة، حتى تستوقفني صورة ومنشور طويل لاميتابتشان يتحدث فيه عن فيلمه الأخير هندوستان وعن مقاومته لفيروس الكورونا ويعد جمهوره بفيلم جديد

 

“أميتابتشان” هذا المحارب وبطلي الأول.. بدأت علاقتي به عندما كنت طفلة في بيت خالتي “نعيمة” نتجمع عندها كل شهر وذات مرة أحضروا شريط فيديو فيلم ” الشعلة”، دائما ما كان يهزمنا الفيلم، يغلبنا النوم أثناء مشاهدته وكيف لا وهو أطول من ثلاث ساعات لنستيقظ في السرير بدلا من الصالة قدام التليفزيون،  وتبدأ خناقة الفيلم خلص على اية .. لنشاهد بقية الفيلم مع وجبة فطور الصباح الدافئة

،،،

يبدأ الفيلم ب “جيدو” أو جيد وصديقه “فيرو” من قرية معدومة على هامش الحياة في بنجالور بالهند… يتعلق قلبي منذ الوهلة الأولى ب”جيد” هو المعدوم الفقير المهرج الذي يضحك على كل أحزانه بل ويتسمتع بالحياة برفقة فيرو، يعتاش من النصب أو سرقة أصحاب الأموال في بنجالور لكنه يساعد الضعيف و المسكين ويقسم لقمته مع الفقراء

يلجأ إليهم المفتش ” ثاكور” الذي كان يعمل بالشرطة للانتقام من “جبار سينغ” فهو فوق القانون والسلطة و العالم بأسره.. وها هم يواجهون الشرير جبار سينغ يضربونه مره و يقبض عليهم تارة أخرى ولكنهم في كل مرة يفلتون منه بمهارة وكالعادة انا دائما في صف “جيد”

 

نما ” جيد”خاصتي بداخلي وخرج هو الأخرفي يوم ما في ثمانية عشر يوما في ميدان التحرير .. خرج ليواجه سينغ خاصته، يالها من أيام ، مثلما هزم “جيد” في الشعلة رجال جبار سينغ في معركة القطار وعاد إلى ” رامنجارا” معتقدا أنه هزم جبار سينغ للأبد!

في فيلم الشعلة يتمكن جبار من الإيقاع ب “جيد” بمساعدة بعض أهالي القرى المجاورة.. يقتل جيد على مرأى الجميع تاركا فيرو وحيدا!

،،،،،

لم ينعم أحدا بشيء بعد الثمانية عشر يوما، خان من خان ، ومات من مات ،لتنهال المفاسد والمطامع والاتهامات، وقف جيد خاصتي في ميدانه وحيدا، بل مقتولا ومدفونا في مكان سحيق بداخلي .. لايريد مزيدا من المعارك فقد مات ولم يتبقى منه سوى نسخة من ظلال تريد أن تستكمل ما تبقى من معارك الحياة اليومية كالمرتب الذي ينتهي قبل نهاية الشهر ..السباك الذي يحتال علينا في تصليح الموتور.. كيف يواجه أزمة الزبالة اللي بيرميها جيرانه .. فقد رحل عنه الجميع ووقف وحيدا فرحل هو الأخر عن نفسه

مات جيدو خاصتي مطمئنا قليلا.. فرغم كيل الاتهامات له.. قد كان متأكدا من نفسه.. لم يتناول الكنتاكي ولم يعطه أحد دولارا ولم يأكل على مائدة أحدهم

،،،

كان للفيلم نهايتا الأولى أن المفتش “ثاكور” سيقتل سنغ بنفسه وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الهنديه وقتها كيف لأحد أفراد الشرطة أن يطبق القانون بنفسه.. لتخرج نهاية أخرى بأن “ثاكور” يسلم سينغ بنفسه إلى الشرطة

أشاهد النهاية الأخيرة التي خرجت من الرقابة الهندية أثناء نهاية كوب شاب باللبن الخاص بالفطور في بيت خالتي والذي يظل لحوالي الساعة لتباغتني بنعومة ” كل ده بتشربي حبة شاي باللبن” يالا علشان تتغدي انتي ما اكلتيش كويس والجو ساقعة عليكي وكفاية أفلام المكتبة مليانه وباليل في فيلم تاني اسمه ” مارد”

رحلت خالتي بعدها بسنوات وانفرط هذا البيت من بعدها وكأنها رمانة الميزان .. رحل أرملها إلى منزل أخر وباع البيت ولم أعرف إلى أي مصير كانت مكتبة الفيديو!

،،،

سنوات اعتقدت فيها ان اميتاب بتشان انتهى فمع كبر سنه ظهر في أدوار ثانوية كثيرة حتى بهتت صورته وخاصمت كل أفلامه لكن يأخذني فضول أرق ساعات الفجر لفتح مقتطفات من فيلمه الأخير ” فتوات هندوستان ”

 

يالله بطلي المفضل يقف من جديد فرغم الشيخوخة والشيب تجده في دور ” أزاد” الذي يقف في مواجهة قوات الانجليز .. يتحرك بنعومة وقوة شاهرا سيفه، لم يزيده العمر إلا صلابة و قوة بين قواته لمواجهة أعداء الوطن الانجليز وعدوه الخائن من الداخل من أهل البدة والذي يستطيع بحكمته وحنان الأب ودهاء المحارب أن يردعه عن خيانته ويعلمه حب الوطن بل ويضمه لجبهته الوطنية لتحرير هندوستان من الانجليز، لكنهم ينجحوا في قتل أزاد في نهاية مبهمة!!!

 

لماذا تقتلون البطل الذي يحارب الأعداء وهل مات حقا في هذا الفيلم أم علينا انتظار فصلا أخر من فصول القصة

،،،

تدق الساعة الثالثة فجرا .. يهدأ الادرينالين قليلا في دمي مع هبوب كل تلك الاشياء في رأسي .. أطمئن على صحتة اميتابتشان فقد هزم الكورونا مؤخرا.. عدو أخر هزمه اميتاب بتشان ولم يمت في معركته معه بل يعد جمهوره بفيلم جديد أقوى من “هندوستان”

،،،

ربما مات “جيد”  و “ازاد” لكن البطل الحقيقي صاحب القصة هزم الشيخوخة والشيب.. طاوعه جسده ليظهر كبطل مرة أخرى على أفيشات السينما بل هزم وباء حير البشرية كلها  .. ربما يموت البطل على الورق أو على شاشات السينما وربما يقتل مرات في ميادين الحياة .. لكنه قد يهزم بعض الأعداء  لا يزال البطل القديم المدفون بداخلنا يهزم اليأس كل صباح لمواجهة يوم أخر مليء بالغرباء و علامات الاستفهام والتعجب

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان