من الدكتور يحي الرخاوي للمخرج محمد بعد العزيز ” ربنا يديم عليك الصحصحة”
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كعادتي كأي ربة منزل تقضي معظم ساعات النهار في المطبخ، ولأنني تربيت في بيت يحترم الراديو ويقدسه، وكان له مكان محدد ودائم في المطبخ، ومع التطور أصبح الهاتف المحمول هو البديل وقنوات اليوتيوب تؤدي الغرض فأصبح صديقي في رحلتي داخل المطبخ، فمرة أشاهد حلقة تلفزيونية، أو استمع لبرنامج إذاعي، او أغنية أصبحت لا تذاع الآن.
بعد وفاة الطبيب العالم يحي الرخاوي، جاء أمامي لقاء تليفزيوني أجراه معه الإعلامي محمود سعد، وكان الحوار ممتع ومليء بالتجارب والمعلومات القيمة، ولم يكن ممل بالمرة بل على العكس كان اللقاء شيق يجعلك تتابعه إلى آخر كلمة، فالعالم يحي الرخاوي امتلئ بالعلم حتى أصبح يتحدث عن أصعب الأمور بمنتهى السلاسة واليسر، ويشرح أصعب النظريات العلمية فتسيل مثل الماء الرقراق.
ومحمود سعد محاور لبق وذو خبرة عالية، يجعلك تستمتع بحواره ولقاءاته حتى آخر دقيقة في الحوار.
جذبني الحوار واستمعت إليه كله حتى النهاية، ولكن شدني فيه آخر جملة قالها الطبيب وهي دعوة دعاها إلى محمود سعد، قال له: “ربنا يديم عليك الصحصحة”، وقتها تخيلت أنه يقصد بالصحصحة جمال روحه أو قدرته على الحوار وأن يستمر عمله ويؤديه بنفس الكفاءة.
ومرت الأيام وظروف عملي جعلتني ألتقي بالمخرج الكبير والأستاذ الأكاديمي محمد عبد العزيز، كان ضيفًا في فيلم وثائقي يتحدث فيه عن أحد شركاء الرحلة الأستاذ سمير خفاجي.
حضر الأستاذ محمد عبد العزيز إلى لوكيشن التصوير في هدوء شديد وقبل موعده بنصف ساعة، وجلس في المكان الذي حددته له المخرجة رشا الشامي، ونفذ الطلبات التي كانت تطلبها بمنتهى الهدوء، وانتظر ضبط الإضاءة والكاميرات دون ضجر أو ضيق أو ملل، وكلما اعتذرت له المخرجة، كان يبتسم في هدوء أن لا شيء، وكان يقول كلمات قليلة كلها طمئنة وعدم ضيق أو ضجر، ويصدر طاقة إيجابية لكل الموجودين، وعندما دارت الكاميرا تحدث الأستاذ حديث كله عذوبة ولياقة وذوق، وصدق رهيب، كانت كلماته وحكاياته تخرج من قلبه إلى قلبك لا تخطئه.
حكى الأستاذ محمد عبد العزيز وتحدث من قلبه ولم يجعل من نفسه ملاك في حكاياته، ولم يسأل هل الكاميرا دائرة أم لا، وهل يسجلون كلماته أم لا، ولم يتحدث حديث أمام الكاميرا وحديث مختلف بعيد عن الكاميرا، ولم يكن شخصين، وكان واعيا حتى بأخطائه وكانت لها مبرر لديه، لم يخجل منها ولكنه كان يحنو على نفسه ولم يجلدها.
اعتذر عما اعتبره ذنبا أو تقصيرا بشجاعة مدهشة تليق به وحده
قضيت ساعتين مع الأستاذ كنت اتابعه وأراقبه لأتعلم كيف تكون كبيرًا، وكيف تحترم نفسك فيحترمك الآخرون.
ساعتان عرفت خلالهما قيمة دعاء الدكتور يحي الرخاوي “ربنا يديم عليك الصحصحة”، فمن قلبي دعوت للأستاذ محمد عبد العزيز “ربنا يديم عليك الصحصحة يا أستاذ”.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال