من القاهرة إلى عامر عبد الله المري : اقبل عزومتنا على حجرين سلوم بوسط البلد
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الطبيعي في الأمر، عندما تريد أن تكتب عن معلق رياضي يتحين الفرص ليظهر حبه لمصر.. لكرة قدم مصر، لفن وفنانين مصر، لدراما مصر، لملامح مصر، لأهرامات مصر، وموسيقى مصر، وخفة دم مصر، ودلع مصر، ونباهة مصر، وأخوة مصر، وكبرياء مصر، وحنية مصر، وحين ترضى عنك مصر، وحين تدللك مصر، وحين تكون نجمًا بفضل مصر، وحين تسمعك مصر، وحين تصدقك مصر، وحين يُختم باسبورك بموافقة جمهور مصر، وعندما يُنظر لك بعين الحب في مصر، وأرابيسك مصر، وليالي الحلمية في مصر. ومصر ثم مصر ثم مصر .
هكذا دخل المعلق الرياضي الإماراتي عامر عبد الله المري من الباب الكبير، والطريق القصير، وجاب من “أبو آخر” بلغة تجار شارع عبد العزيز، وعرف “المري” (ديّتها) فأبرز ما في قلبه على لسانه وسطع حبه لمصر على ميكروفون التعليق، ونسى غالبًا أنه في مباراة كرة قدم، والحديث هنا لا يخص مباراة النادي الأهلي ونادي الهلال السعودي الذي أبدع فيها (أبو الصحاب) عامر عبد الله المري، وأغلب الأمر اعتبر كرة القدم بالنسبة له مدخلًا ليعبر عن حبه لمصر ليست فقط رياضة يلعبها أثنين وعشرين رجلًا وحكمًا بصافرة وآخر بعلم و450 جرامًا من الجلد المدور . عزيزي “المري” أهلًا بك في مصر .
“الشمس تغرب وشمس مصر لا تغرب” .. “مصر الجميلة التي يحن فيها الغلبان على الغلبان” .. “الأهلي يقدم (دراما مصرية) اليوم ” .. “مش كل من لمس الكرة بقى الخطيب على رأي عادل إمام” .. “الآه كانت تقولها أم كلثوم تسفرنا بلاد وترجعنا بلاد” .. “نحب المال والبنون، ويحى الفخراني، وصفية العمري، وعبد الله غيث ، نقول إيه ونسيب إيه ” .. “مصر التاريخ، مصر النور، مصر العلم، مصر حبيبتنا، تعلمنا من طفولتنا على أيادي المصريين، تدرب اللاعبون على أيادي المصريين، كل شئ في وطني ستجد فيه بصمة المصريين .. إذًا لماذا علمنا زايد حب المصريين.. بنحبهم من فراغ؟ .. أكيد الدم واحد والمشترك واحد والمصير واحد .. نحبها وسنظل نحبها لا نتغير مع هذه الدولة العظيمة وهؤلاء الأشقاء الكبار ” .
هذا الكلام المكتوب بالفقرة السابقة لم يكن على يد فؤاد حداد أو سيد حجاب أو الأبنودي، بل لمعلقنا الرياضي عامر عبد الله المري ، وبما إنك جئت من الطريق القصير، فلا طريقة لشكرك على هذا الغناء الرياضي باسم مصر، إلا بطريقة مصرية بحت، وهي وعد بعزومة مصرية خالصة، لا تبتعد كثيرًا عن طريقة تعليقك عندما تأتي سيرة الكلام عند مصر، فإليك يا “مري” باشا حجرين سلوم أو قص كيفما تحب، واستكانة شاي بعد وجبه سمين أصلية من السيدة، والحلو من الكرنك .. وإليك في هذا الجو البارد (شوب) حمص شامي من عربة “السيد جابر” على كورنيش قصر النيل، ولا يفوتنا أن تكتمل العزومة بتذكرة سينما لأي معروض بشارع عماد الدين، وأعتقد أن الراحة تحتاج إلى ماتشين بلايستيشن في الضاهرية مع مجموعات من عفاريت اللعبة، وبعد هذا الدسم يحتاج الإنسان لهضم طبيعي عن طريق حرق الدهون ولن تساعدك على ذلك إلا رحلة نيلية نرقص فيها على صوت الليثي أو بوسي، وسلم لنا (ع المجال)، يا “ميري باشا”، ولا تنسى المرة القادمة أن تأتي بشلّة الصحاب كاملة !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال