من “رشاد وربيع ” إلى حمو بيكا..كيف اخترق التوك توك أزقة الأقصر وأسوان وبدل خريطة الغناء؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أصبح سماع “الكف الصعيدي” الفن المصري القديم الذي دونته نقوش المصريين القدماء على المعابد واحتضنته جدران مقابر العساسية في البر الغربي بمحافظة الأقصر غريبًا على الأجيال الجديدة في الصعيد بعد أن كان هو المسيطر خاصة في شمال أسوان إدفو وكوم أمبو ومناطق متفرقة من مدينة الأقصر فبدأ بالاختفاء تدريجيا في الأفراح مع ظهور أنواع أخرى من الموسيقى أبرزها المهرجانات التي غزت تلك المناطق شيئًا فشيئًا.
تغير خريطة الغناء في الأقصر وأسوان
في الخمسة عشر سنة الأخيرة كانت حوالي 90 في المائة من أفراح الأقصر وأسوان عبارة عن فنان يصعد على دكة مرتفعة قليلا عن الأرض أو انتريه أحيانًا ويصعد عليها الفنان ثم يتجمع أمامه العشرات من الشباب وبجانبه رجلًا ممسكًا بعود وفي يده مايك ثم يبدأ هؤلاء الذين أتوا من الصعيدة شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالاً ويقومون بالتصفيق بطرق معينة ثم إلقاء مقطعًا قصيرًا من أغنية لهذا الفنان ويصفقون قبيل بدأه في غنائها ليتراقص عليها الرجال في مكانًا واسعًا ومثلهم النساء في بيوتهن بعد دقائق من بداية الغنوة.
إرتجالات وتمايلات
حركات بعضها ارتجالية وبعضها متفق عليها رقصات على أنغام الكف الصعيدي و تمايلات بالجسد يجيمنًا ويسارًا لرجال يتجمعون في صفوف وهي صورة معهودة تراها في ليلة “الكف” التي تسبق يوم الدخلة في أسوان والأقصر بدأت في التلاشي مع مرور السنين وأصبحت نادرة لدرجة أن محبي هذا النوع من الفن يسافرون من قنا إلى أسوان والاٌقصر بحثًا عن ليلة من هذه الليالي التي يبحث عنها محبوها بعد أن حلت موسيقى الدي جي في أفراح الصعيد محلها.
الحكاية والرواية
يعتبر فن الكف الصعيدي قائم على “الارتجال” فالمطرب يعلوا مسرحة البسيط المنصوب في أحد الشوارع ليصعد دون أن يعلم ماذا سيقدم لأنه يعتمد على التغيير والتجديد على الرغم من أن “الكفافة” وهم الشباب الذين يصطفون أمامه يبدأون في دندنة خافتة مع تصقيف في سرد جزء من أغنية شهيرة له ليقوم بتعديل الكوبليه على نفس اللحن والقافية لكن بمواضيع أخرى تحكي قصص واقعية وجمل عن أحزانهم وأفراحهم وعلاقاتهم وتاريخهم.
غزو المهرجان
بعد سيطرة الدي جي في بداية الألفينات على محافظات الصعيد ومع بداية غزو التوك توك لمصر وأختراقه أزقتها شمالا وجنوبًا ذلك الاختراع الذي ظهر معه سماعات صوت صاخبة وظهور المهرجانات باتت الألات الموسيقية والمعدات التي تتشاكس في جنبات الشوارع هي المسيطر الأول للتعبير عن الفرحة في جنوب مصر فأصبح نجوم المهرجانات هم المسيطر الأول للتعبير عن الأفراح وتلاشت موسيقى الكف الأسواني بوفاة أبرز المطربين أمثال يونس وعبد السيد ورشاد عبد العال وربيع البركة ليحل محلهم حمو بيكا وحسن شاكوش.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال