من سمح للسعودية استخدام اسم مصر وآثارها في موسم الترفيه؟!
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في ظل ما تعانيه المنطقة من تفاقم في الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، تروج السعودية في موسم الرياض 2023 لأفلام هندية من صناعتها، ورؤيتها، ولعل أبرزها إنشاء الأهرامات و المعابد في الرياض، فالعالم يعرف أن الأهرامات ما هي إلا في مدينة الجيزة المصرية، فماذا تريد السعودية بالضبط؟
أصل الحكاية
البداية حينما نشر رئيس هيئة الترفيه السعودية ” تركي آل شيخ” مقطعًا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي” إكس”، وفيه عرضًا لمنطقة مصر ضمن موسم الرياض 2023.
وعلق ” آل شيخ” عبر حسابه :” منطقة مصر أحد المناطق الجديدة في “بوليفارد ورلد” تجربة ممتعة و تفاصيل مميزة سيتم افتتاحها، وظهر في الفيديو صورة مقلدة لإهرامات مصر وأبو الهول والمعابد التي تتميز بها مصر، والسؤال هنا من سمح لهيئة الترفيه باستخدام اسم مصر وآثارها في موسم الترفيه؟.
ومنذ إعلان” آل شيخ ” عن منطقة مصر في السعودية، وانهالت التعليقات على هذا المشروع من جانب السعوديين، وكانت هذه التصريحات بمثابة استفزاز للمصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولعل أبرز ما تداوله السعوديين عن هذه الفكرة أنه لم يعد للعالم بحاجة للذهاب إلى مصر، فالسعودية تمتلك ما تمتلكه مصر مع تقدم حضاري كبير.
انتهاك الملكية الفكرية
ربما لا يعرف السعوديون أو المسؤولون عن الترفيه في السعودية إن هذا انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية، التي تكفله اليونسكو لمصر في الحفاظ على أفكارها وحضاراتها من السرقة، وربما لا تعرف السعودية أيضًا أن هناك فصول كاملة ومواد في جميع المدارس العالمية تقريبًا تسمى بعلم المصريات، وفيه يدرسون كل ما يخص الحضارة المصرية القديمة من أهرماتها ومعابدها وغيرها من مظاهر الحضارة، فهل تستطيع شراء المدارس والمناهج لمحو حضارة مصر؟
كما لا ننكر الدور السلبي لمصر، إذ لم تتحرك بأي إجراء قانوني إلى الآن تمنع فيه المهزلة الحاصلة في الرياض، دون إذن أو مباركة منها، فكما فعل الفنانين الروسيين في لوحات مترو القاهرة، نفعل نحن مع سرقة تراثنا وتقاليدنا وأعرافنا بهذا الشكل العلني.
ومع تداول هذه الصور وهذه التعليقات لا بد أن تتحرك الجهات المختصة في وزارة الثقافة، و وزارة الآثار ووزارة الخارجية لتقديم شكوى في المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، لانتهاك السعودية القوانين الدولية، والسرقة العلانية، فإذا صمتت من مصر عن هذا الانتهاك وهذه السرقة ستفتح أبواب أخرى لسرقة أشياء أخرى من تراثنا الحضاري والشعبي وعلوم الحضرة المختلفة.
ومع هذا السرقة العلانية يجب أن ننوه أن السعودية لديها مشروع ” نيوم” على البحر الأحمر، وترى المملكة أن هذا هو المشروع السياحي الأهم طبقًا لروية السعودية 2030، بالتالي سرقة الموروث الشعبي والحضاري لمصر جزء ممنهج تستفيد منه السعودية في هذا المشروع الحدودي مع مصر .
اقرأ أيضًا : الموانئ المصرية على خارطة المنافسة العالمية وتحالفات إقليمية لضرب قناة السويس
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال