من سورة مريم آية 54 إلى جمال عبدالزفت “تاريخ إساءة الإخوان للذات الإلهية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فقد المقاول الهارب محمد علي رشده (أكثر وأكثر) بعد فشل دعوته للخروج يوم 20 سبتمبر، وكانت جملة جمال عبدالزفت أوج دليل على هذا.
تبريرة إخوانية متوقعة .. الناصر ليس من أسماء الله
لم يتكلم الإخوان المتبنين لـ محمد علي حول إساءة للذات الإلهية عندما قال جمال عبدالزفت في الفيديو الأخير له، لكن من الممكن أن يناقشوها وسيدافعوا عن محمد علي.
اقرأ أيضًا
حصاد إعلام الإخوان بعد فشل 20 سبتمبر “سب الله وحلول لعنة أحمد سعيد”
سيكون تبرير الإخوان هو فتوى بن باز التي قال فيها «ليس من أسماء الله الناصر ، وإن كان هو الناصر سبحانه وتعالى، لكن لم يثبت في أسمائه من الكتاب والسنة أن اسمه الناصر ، فعبد الناصر لا ينبغي ، وإنما يتسمى بغير ذلك ، كعبد القادر وعبد العزيز وعبد الكريم وعبد القدوس وعبد السلام وأشباهها من الأسماء المحفوظة».
اقرأ أيضًا
ماذا لو التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع حسن البنا مرشد الإخوان ؟ “حوار تخيلي بعد يوم 20 سبتمبر”
غير أن الرد على هذه التبريرة هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة حين قال كما روى البخاري «أنا رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري»، أما من القرآن الكريم فالله سبحانه وتعالى قال «وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»، وقال الشوكاني في فتح القدير «النصير من فَعِيل بمعنى فاعل وهو الناصر».
تاريخ الإخوان مع الإساءة للذات الإلهية قبل جمال عبدالزفت .. الله مع الملك
أول مرة تمت فيها الإساءة للذات الملكية كانت في مطلع أربعينيات القرن الماضي، حين تفاقمت خلافات الملك فاروق مع مصطفى النحاس وخرج الشعب في تظاهرة لدعم النحاس باشا فهتفوا «الشعب مع النحاس» ليقوم الإخوان الداعمين للملك بإقحام اسم الله الأعظم في الموضوع ليهتفوا «الله مع الملك».
عن استخدام آية 54 من سورة مريم
أول واقعة موثقة لإساءة الذات الإلهية في تاريخ الإخوان كانت عن طريق مصطفى مؤمن زعيم الإخوان في جامعة القاهرة حين قاد مظاهرة لدعم إسماعيل صدقي رئيس الوزراء في حكومته الثانية.
وأقحم مصطفى مؤمن كلام الله في دعم إسماعيل صدقي فأعطى له ما قيل للنبي إسماعيل في القرآن الكريم حيث قال تعالى «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ»، وقصد مصطفى مؤمن بهذه الآية تشبيه إسماعيل صدقي بالوصف والتسمية للنبي إسماعيل، فالاثنين إسماعيل بينما صدقي من كلمة صادق.
من 2012 إلى مرحلة رابعة وبعدها .. عام من الجنون المتأسلم
وصل الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى سدة الحكم في عام 2012 ودخل مؤيديه من الشيوخ إلى مدينة الإنتاج الإعلامي ليصبوا كل غضبهم على معارضيه فسبوهم بأقذع الألفاظ، وكان اللافت أنهم رجال دين.
كانت الإساءة للذات الإلهية في تلك المرحلة أنهم برروا تصرفهم بأن الله كان يشتم وأوصى الرسول بشتم الكفاية عملاً بقول الله تعالى «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ».
رفض علماء الأزهر صحة ما يقول به دعاة الإخوان لأن تفسيرهم للآية كان خاطئًا وهو يناقض نص القرآن الكريم الذي أوصى بعدم سب من لا يؤمن بالله فكيف يتم سب من يختلف مع مرسي، وطالب الأزهريين كل هؤلاء بقراءة كتاب تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء للإمام السيوطي
بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو اعتصم مؤيديه في منطقة رابعة العدوية وجهزوا منصة للخطب المنبرية لتأييد الرئيس الأسبق وهناك حصلت مخالفات شرعية فيها إساءة للذات الإلهية وسيدنا محمد فجعلوا النبي مأمومًا خلف مرسي وجعلوا أمين الوحي جبريل فوق رابعة لكن قمة إساءة الذات الإلهية كانت عندما قرن الداعية السلفي فوزي السعيد الكفر بالشك في عودة مرسي قائلاً «من يشك في عودة مرسي يبقى بيشك في ربنا».
وعندما مات الرئيس الأسبق محمد مرسي نعت توكل كرمان وفاته بالإساءة للذات الإلهية عندما نسيت النص القرآني إذ استلهمت أبيات نزار قباني في نعي جمال عبدالناصر وهي «قتلناك يا آخر الأنبياء قتلناك ليس جديدا علينا اغتيال الصحابة والأولياء»، وهذه الأبيات مخالفة لكلام الله الذي قال «مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ».
وقبل مرحلة جمال عبدالزفت وقع الخطاب الإخواني إعلاميًا من خارج مصر في كوارث إذ حمل خطاب الإخوان التحريض على القتل، لكن محمد ناصر بعد تحريضه على القتل قال «أنا كافر بالإله اللي بيعبده السيسي وبيعبده أحمد الطيب»، وكان هذا في جنايات شرعية إذ أساء الله سبحانه لأنه اعتبر أن الإله الذي يعبده الرئيس وشيخ الأزهر لا يستحق أن يُعْبَد.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال