مصري من الصعيد إلى أفريقيا.. صاحب “البروتوكول” الأكثر فاعلية للتوعية ضد كورونا يحكي رحلة تلقيبه بـ “الفارس الأبيض”
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد
“الفارس الأبيض”، أو كما يطلقون عليه “الرجل الحديدي” الذي لا يتأخر على تقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاجها، الطبيب الصيدلي عمرو سليم عبد الراضي واحد من بين الفرسان الذين يقفون في وجه فيروس كورونا، فاستحق لقب الفارس الأبيض من قبل اتحاد مؤسسات أفريقيا للقضاء على العشوائيات بغانا، بعد اعتماد “البروتوكول” طريقة التوعية التي اتبعها كوسيلة التوعية الأولى ضد الفيروس في دول أفريقيا.
جاء تكريم عمرو سليم عبدالراضي -مدير إدارة الطود الصحية لدى مديرية الشؤون الصحية بالأقصر- لإضافته “بروتوكول” طريقة جديدة فى التوعية تتضمن تقديم التوعية للمواطنين في القرى والعزب والنجوع بملابس العزل الكامل؛ الأمر الذي يؤدي إلى رفع وعي المواطن بخطورة هذا المرض؛ لأن انتقال هذا المرضي يعتمد على وعي وسلوك الإنسان.
خبر التكريم أسعد عمرو كثيرًا، زاده حماسًا وإصرارًا على محاربة الفيروس.. يقول عمرو للميزان ” قمتُ بتقديم التوعية للمواطنين وإعلامهم بأهمية تطبيق الإجراءات الوقائية وكذلك متابعة الحالات الصحية للمواطنين وتقديم الدعم اللازم لهم للحد من انتشار فيروس كورونا… زُورنا العديد من القرى مثل قرية العديسات بحري بمحافظة الاقصر للتوعية بمخاطر المرض.
يشير عمرو إلى أنه لم يفكر في منافسة أحد للحصول على اللقب؛ فقط كان يسعى للوصول للطريقة المثلى والتي تناسب مجتمعه للحد من انتشار المرض، موضحًا أن دول أفريقية محتلفة اتبعت طرق عديدة في مجال التوعية لكنها لم تؤتي ثمارها؛ فمثلا جنوب افريقيا كانت تتبع الموسيقى.
يوم العمل لدى عمرو يبدأ منذ الصباح الباكر بتقديم كافة الخدمات للمرضى ومتابعة الوحدات الصحية ومستشفى العديسات والعزل بالمدينة الشبابية بالطود وتذليل كل العقبات وتوفير الدعم اللوجستي والتنسيق مع مديرية الشئون الصحية بالأقصر.
يقول عمرو “أتابع العمل منذ الصباح ولا أجد وقتا للنوم حتى فى المنزل أكون على تواصل تام مع زملائي وهذا شأن كل قيادات وزارة الصحة بالأقصر”.
تعرف على أهم إجراءات الحكومة المصرية في مواجهة فيروس كورونا
لا يُوجد تحديات بعينها واجهت خلال رحلة تطبيق البروتوكول، بينما حرص أن يكون أسلوب التوعية ملائم لثقافة الأهالي بالقرى والعزب والنجوع؛ ووسط تجاوب وتعاون كامل من الأهالي الذين أبدوا استعدادهم لتنفيذ تعليمات وزارة الصحة واتباع الإجراءات الاحترازية، واصل الطبيب الصيدلي تطبيق خُطوات البروتوكول الذي وضعه، ويوضح عمرو أن الفكرة تتلخص فى التعامل بملابس العزل مع المواطن داخل القرى والعزب والنجوع.
من أهداف البروتوكول وإجراءاته المتبعة “تقديم الدعم النفسي يوميًا للمصابين من خلال الاتصال الهاتفي، تقديم الدعم النفسي للمخالطين لتقوية مناعتهم، تقييم حالات المخالطين باستمرار، تعريف المخالطين بالعزل المنزلي وكيفية الحفاظ على أفراد أسرتهم، توفير العلاج المطلوب للمصاب طوال فترة العزل…”.
ويشرح دكتور عمرو الطريقة الآمنة لنقل حالات اشتباه كورونا من مكان لآخر، في البداية يوصي ألا نتعامل بخوف مع الحالات المصابة مع أخذ جميع الاحتياطات لحماية الشخص المرافق وتتمثل في “ارتداء الكمامة العادية للمريض والمرافق، تواجد المريض بمفرده فى الكرسي الخلفي فى الناحيه المعاكسة للسائق، ممنوع زيادة عدد المرافقين، فتح تكيف الامامى للسيارة، مع فتح النافذة الأقرب للمريض نص فتحة أو فتح جميع نوافذ السيارة”.
برفقة فريق الترصد والمتابعة والطب الوقائي، يقوم بتطبيق الإجراءات الاحترازية؛ للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد وتقديم التوعية للمواطنين والتشديد على أهمية تطبيق الإجراءات الوقائية وكذلك متابعة الحالات الصحية للمواطنين وتقديم الدعم اللازم لهم، ليصبح الطود أقل مركز في انتشار العدوى داخل الأسرة الواحدة.
محافظة الأقصر تعداد سكانها حوالى 1.5 مليون نسمة وبها 4 أماكن لعزل حالات كورونا
في إسنا حققت مستشفى العزل أكبر نسب شفاء، ويوضح عمرو أن عوامل تحقيق هذا النجاح الكبير تمثل في إعلان مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر بقيادة الدكتور السيد أحمد عبد الجواد وكيل الوزارة تشكيل لجنة علمية تضم استشاريين من الحميات والصدر والرعاية المركزة والطوارئ وتخصصات أخرى، وذلك للنظر فى التنسيق مع اللجنة العلمية بوزارة الصحة ومتابعة تطبيق بروتوكولات العلاج المعتمد من وزارة الصحة وكذلك تقييم حالات الاشتباه بمستشفى الحميات.
واصل “تم تشكيل تلك اللجنة طبقاً لتعليمات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، حيث تم اعتماد بروتوكول حالات الدخول وحالات العناية المركزة مع وضع ضوابط تشخيص الحالات من حيث الفحوصات وعمل مسحة للتحليل، وأيضا تنسيق حالات الإحالة لنزل الشباب ومستشفيات العزل، وذلك القرار سيعمل على تخفيف الضغوط على المستشفيات وإضفاء نوع من التنظيم ينعكس على توفير سبل الراحة للمواطنين والمرضى، أيضًا”.
وينصح عمرو الجميع بأخذ الاحتياطات لحماية أنفسهم مشددًا على ارتداء الكمامة والابتعاد عن التجمعات، وعلى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الالتزام بالمنزل قدر الإمكان وعدم استقبال الغرباء وتخصيص أفراد معية لخدمتهم وتلبية طلباتهم.
أن يصيبك فيروس كورونا عمدًا .. “دُعابة أم خطيئة” ؟
أما المخالطين للحالات الإيجابية، فأوضح أن الحالات المخالطة لحالة إيجابية لا تظهر عليها الأعرض قد تظهر نتيجة تحاليلها سلبية بنسبة 60%، ويجب أن ننتظر من 5 إلى 8 أيام من تاريخ الاختلاط لنتأكد من صحة التحليل؛ فالتحليل السلبي قد يتحول لإيجابي خلال 14 يوما أو أكثر… عشان كده العزل أهم”.
ويؤكد على أهمية عمل مسحات للمخالطين الذين لا يعانون أي أعراض؛ لأنهم تحركهم بحرية دون أن يظهر عليهم عرض ربما يتسبب في نقل المرض دون أن يعلم.
أما من يظهر عليه الأعراض فيجب أن يذهب إلى الحميات أو المستشفيات التي تم الإعلان عنها لاستقبال حالات اشتباه كورونا ويجب أن يلتزم بالتعليمات والحفاظ على بيئة محيطة من التفاؤل لأنه مفتاح الشفاء؛
أخيرًا يشدد الفارس الأبيض أن كل أطباء مصر يستحقون هذا اللقب؛ لأنهم يعرضون حياتهم للخطر.
مسيرته الفارس الأبيض المهنية:
عمرو سليم عبدالراضي؛ هو مدير إدارة الطود الصحية لدى مديرية الشئون الصحية بالأقصر، كان يعمل كمدير الطب الوقائي، ثم أصبح نائبا لمدير الإدارة، ولم يكتف بالعمل فقط بل شارك في العديد من ورش العمل والدورات بشأن إدارة الأزمات وجودة الرعاية الصحية، والعديد من الأنشطة والفعاليات مثل مواجهة السيول ورفع الوعى المجتمعي فى مشروع التنمية المستدامة وتدوير المخلفات لدى محافظة الاقصر، إضافة إلى أنشطة مجتمعية خاصة بالرعاية الصحية لسكان القبور وساكني العشوائيات الخطرة.
الكاتب
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد