من ظلمة الانفصال إلى نور العمل.. قصة أم استثنائية
تستيقظ مبكرًا سعيًا وراء لقمة العيش، تستقل الأسكوتر الخاص بها وتتلقى طلبات التوصيل من الفتيات في مختلف المناطق، تواجه مشكلات لكنها تواجها، فنظرة ابنها وهو مبتسم لها يهون عليها مشقة العمل، ويدفعها لبذل كل مجهودها حتى توفر له كل سبل العيش الكريمة.
سارة عيد 30 عامًا، انفصلت عن زوجها قبل عدة سنوات بعدما أنجبت ابنها مازن صاحب الـ 9 سنوات، لتقرر العمل لتلبية متطلبات ابنها، عملت في العديد من الوظائف جميعها لم يجدي نفعًا فدخلها لم يوفي أيًا من متطلابتهم حتى جاءت لها فكرة غيرت مجرى حياتها.
في البداية وأثناء رحلت البحث عن العمل التي لم تكن هينة على “سارة” وجدت وظيفة في إحدى المصانع وهى مندوبًا تتلقى راتبًا يتراوح ما بين 550 إلى 680 جنيهًا، لم يكفى هذا الراتب متطلبات طفلها سواء في الدراسة أو احتياجاته من ملبس ومأكل، لتقرر البحث عن عمل أخر يسد احتياجاتها لتقوم بشراء اسكوتر عن طريق القسط، ومن هنا شجعها أصدقائها على العمل بتوصيل الطلبات لأصحابها وأيضًا توصيل الفتيات إلى الأماكن التي يرغبون بها كوصيلة موصلات.
تردد ابن محافظة أسيوط التي انتقلت للعيش في القاهرة في البداية بالموافقة على الفكرة لكن بعد إلحاح شديد من أصدقائها وافقت وقامت بتزيل صورًا لها وتفاصيل توصيلها للفتيات ليكون التوصيل مقتصرًا على منطقتي مدينة نصر ومصر الجديدة نظرًا لمعرفتها جيدًا بتلك المنطقتين.
بالفعل تلقت “سارة” طلبات للتوصيل سواء أشخاص أو منتجات، لكن هذا الأمر لم يلق ترحبيًا من قبل أشقائها الشباب الذين عارضوا الفكرة بشدة، لكن بالتدريج تمكنت من إقناعهم حتى أصبحوا يشجعوها على هذا العمل.
أصبح لـ “سارة” عملائها، ورغم ما شهدته الدولة خلال الفترة الماضية من ارتفاع أسعار البنزين إلا أنها لم تقوم برفع أسعارها وظلت عند حدود الـ 40 جنيهًا للتوصيل، تقول “سارة” لـ “الميزان” بعد ما سبت المصنع وبدأت الشغل الثاني بدأت اعلم نفسي مرة مع مرة أمشي ع لوكشن من مكان لمكان بدأت بتسعيرة 40 جنيه ع الاوردر من 2020 لحد وقتنا هذا مرفعتش السعر علشان الناس تعرف تشتغل بتوع أون لاين وأنا كمان”..
في إحدى الفترات واجهت “سارة” صعوبة في العمل كانت تعاني من قلة الطلبات في تلك الفترة خاصة في بداية عام 2021، حتى جاءت ليلة غيرت مجرى الأحدث لصالحها.
في إحدى شهر أيام رمضان المبارك من عام 2021 كانت صاحبة الـ 30 عامًا توصل إحدى الطلبات لأحد الأشخاص وكان الطلب عبارة عن حقيبة، فقام مرسل الطلب بالاتصال بها لتقوم بفحص الطلب لتجد بداخله مبلغ كبير من المال لتقرر على الفور ارجاعه لصاحبه ولكن عرض عليها أخذه من أجل سد قسط الأسكوتر لكنها رفضت وبعد محاولات وافقت بعدما كشف عن نفسه لتجد نفسها في إحدى حلقات برنامج “حياة كريمة” الذي يقدمه أيمن مصطفى.
تقول “سارة”:” في نفس اليوم اللي قابلت أستاذ أيمن مصطفى كان عليا قسط الاسكوتر 1000 جنيه كان فضل ساعات والمكان اللي جايبة منه الاسكوتر قسط يرفع عليا قضية أخد الفلوس ورحت على طول دفعت القسط وبعدها بأيام طلب ابني اننا نفطر برة وسمعت كلامه وأحنا قاعدين بنفطر اتعضرت حلقتى في برنامج حياة كريمة ابني كان فرحان بيا أوي وده حاجة خلتني مبسوطة أوي ”
بعد عرض حلقة حياة كريمة الخاصة بـ “سارة” تلقت مكالمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعوها لحضور حفل إفطار الأسر المصرية الذي يُقام سنويًا لتجلس بجوار الرئيس السيسي والدكتور مجدي يعقوب.
تؤكد “سارة” أن الفضل فيما هى فيه يعود لوالدتها التي ساندتها في كل خطواتها وشجعتها ومدتها بالأمان:” بس الفضل ده كله يرجع لأمي هي صحبت كل خير بيحصل ليا في حياتي حقيقي من غيري أمي مكنتش وصلت لحاجة من اللي بحلم بيها”
تتمنى “سارة” أن تظل ذكرى طيبة في قلوب كل من قابلتهم وأن تربي طفلها تربية حسنة وأن توفى جميع متطلباته.
إقرأ أيضًا.. موهبة إسلام حولت المهملات إلى أثاث