1٬432   مشاهدة  

من “عشمان حنا” إلى “أنت معدي على كنيسة”.. التطور الطائفي في الأمثال الشعبية

عشمان حنا والأمثلة الشعبية


في اعتقادي، واعتقادي لا يعنيك، أنه لا يوجد أهم من “الأمثال الشعبية” لتعبر عن ثقافة الناس.. الشعوب.. الأمم.. سميهم كما شئت.. لكن عصارة خبرة السنين لأي أمة، ستجدها مختصرة في “مثل شعبي” من كلمتين ونصف.. والمصريون أشطر شعب _في اعتقادي برضو_  في تلخيص حياتهم في “المثل بيقول”.

لن أتكلم عن علاقة المصريين بالأمثال، فلن أكون الأول بعد الألفين باحث وأكثر الذين غاصوا في الموضوع، وقاموا بعمل موسوعات هامة في الأمثال الشعبية المصرية.. لكني سأحدد علاقة المسيحيين في مصر بتلك الأمثال، وتطور وجودهم داخل المثل، بما أنهم مصريين يعني ووجودهم مؤثر وصانع للثقافة المصرية، وأهمها “الأمثال”.. وهو ما قام به الباحث المصري “عصام ستاتي” في كتابه المهم ” مقدمة في الفلكلور القبطي” المنشور عام 2011. لكن الكاتب لم يتطرق إلى تفصيلة أراها مهمة، وهي “التطور الطائفي” في الأمثال عبر الأجيال.

من “أسلمت سارة” إلى ” ليه هو مال نصارى؟”

يقول المثل القديم “أسلمت سارة لا زاد المسلمين ولا قلت النصارى” هذا المثل الذي استوقف الباحث عصام ستاتي، كما يقول في كتابه، عن تقبل المصريين لفكرة التحول من دين إلى أخر زمان، خلاف ما يجري حاليا من حالات احتقان وعنف مع قصص “الأسلمة” أو “التنصير” التي تظهر كل فترة.

المثل فكرني بجملة أخرى ظهرت في مصر منذ فترة،  وهي جملة ” هو مال نصارى؟” والتي تقال للشخص الذي يبعزق في مال غيره.. والجملة زمان كانت تقال “ليه يا عم هو مال يهود؟” ولكن يبدو أن المصريين أخدوا بالهم مؤخرا أن مصر لم يعد بها يهود أصلا.. فتحورت الجملة إلى “ليه يا عم هو مال نصارى”.. فعلى الأقل النصارى لسه قاعدين على قلبنا ومعهم فلوس لا تأكلها النار، حسب أسطورة إن “كل المسيحيين أغنيا يا عم” ونصفهم إما “ساويرس” أو “غبور” أو عنده محل عصير قصب في رمسيس.

” عشمان حنا يخش الجنة”

لأن أخطر ما يمكن أن يتكلم فيه المصريون هو “الدين”.. وأسهلها أيضا.. ولأن المصريين أكثر ما يشغلهم في العالم هو فكرة “هما الناس التانيين دول هايروحوا فين لما يموتوا”.. الحديث عن الجنة والنار بين المسلمين والمسيحيين والمسلمين والمسلمين والمسيحيين والمسيحيين والأهلاوية والزملكاوية حديث لا ينقطع..

لكن في النهاية يبدو أنه كلنا “عشمان حنا”.

” عشمان حنا يخش الجنة” مثل طائفي صميم.. حتى لو كان المسيحيون يسمعونه ويضحكون عليه.. المثل معروف، ويقال في المواقف الصعبة التي يعشم صاحبها الفوز بها، “زي عشم الإخوان كده إنهم يرجعوا يحكموا” وهنا ممكن إضافة “عشم إبليس”.

لكن الباحث يروي في كتابه قصة هذا المثل، كما حكته له جدته “عندما قالته لعمي الذي كان يصلي ويتصدق ولكنه يتعاطى الحشيش وقلت لها: لماذا يا جدتي حنا مش هيخش الجنة عشان مسيحي؟ فأجابت: لا حنا ده كان خواجة إجريجي وصاحب خمارة والناس تشرب عنده الخمرة واللى ميقدرش يدفع يعطيه رهن فيأخذ من الناس أشياء ثمينة بأرخص الأسعار.. وفي الظهر حين يذهب لفتح الخمارة إذا قابل فقير تصدق عليه.. وكأن هذه الصدقات ستغفر له اللى بيعمله في الناس.. لذلك ضربوا هذا المثل عن “حنا اللى عشمان يخش الجنة” رغم ما يفعل.

بالعمارة والتمارة وجيزة النصارى

مثل أخر رصده الباحث في كتابه، وهو مثل قديم و معروف وواضح المعنى، حتى لو كانت الأجيال الجديدة لا تعرفه.. ويقال في بداية علاقة جديدة أو زواج .. “بالعمارة والتمارة وجيزة النصارى”، والعمارة هي “تعمير البيت” بالأبناء والخلف الصالح والتمارة من التمر أو البلح وهو مرادف للخير ويقال أيضا أن أصل الكلمة “تمر” أو “يتمر” فيها العيش والملح. أما جيزة النصارى فتعني أن يكون زواج بلا طلاق أو فراق إلا بالموت، كما يتزوج المسيحيون الأرثوذكس.. المصريون تحديدا.

إقرأ أيضا
قراءة التوراة

لكن الجيل الحالي يعرف جملة أخرى هي ” أنت معدي على كنيسة؟” وهي تقال دائما عندما يدخل شخص على مجموعة ولا يلقي عليهم السلام، تلاقي دائما هناك شخص ظريف يقول  مستنكرا ” ما تقول سامو عليكو يا أخي أنت معدي على كنيسة”.. ولا أعرف بصراحة ما علاقة إلقاء السلام والتحية والمرور على الكنيسة! ربما لأن الكنائس في مصر معروف عنها أنها دائما محاطة بالحراسة ومن الأفضل لك إذا عبرت أمامها أن تنظر أمامك فقط من غير ما تفتح بقك.. جايز

قبل عشمان حنا .. محب سمير يكتب: عدد المسيحيين الحقيقي في مصر!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان