من كريمة للشعراوي .. يا قلبي لا تحزن
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
.أحمد كريمة عن نقل كلية خنزير لإنسان: “حنقابل ربنا بعضو نجس ومحرم شرعًا “
بغض النظر عن جهل شيخنا الكريم أن أجسادنا تبلى وتبقى الأرواح، وأننا سنلتقي الله عز وجل بعملنا لا بأجسادنا، فهل يصلح من يجهل أبسط شؤون دونه أن يتصدى للفتوى.
ربما تعمل كليتا الشيخ أحمد كريمة حتى الأن لكن لو توقفتا يوما ما عن العمل ربما يهرع إلى زراعة كلية الخنزير الذي حرم الله أكل لحمه ولم يحرمه أو يؤمرنا بابادته وإلا لانقرضت الخنازير في أراضي المسلمين، بل أن الشيخ الجليل – كعادة بني مهنته – لم يبحث ولم يعرف أن الأنسولين والخيوط الجراحية مصنعة من جسد الخنزير.
هو فقط مثل بعض الشيوخ هواة التريند وإثارة الجدل بحثا عن المزيد من الشهرة وتوابعها.
سبقه في هذا الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي حين تصدى للفتوى وحرم التبرع بالأعضاء، وقال: لا يجوز نقل التبرع أو نقل الأعضاء، متابعا في أحد لقاءته: “لو الأعضاء ملك الإنسان لما عاقب الله المنتحر”، مؤكدا أنه لا يجوز التصرف بالتبرع أو الهبة أو البيع في شيء لا يملكه الإنسان.
وأضاف: “الله تعالى بجعله لك السمع والبصر بعد الخلق لا تعتقد أنه جعلها لك، لكنها ستظل أعضاءه ملكه، يبقيها على حالها، يحفظها، يصيبها بآفة، أو يعطلها فالأشياء النافعة لابن آدم يخلقها الله ويجعلها ثم يملكها لك، كن ذات الإنسان، وأبعاد الإنسان خلقت لله وجعلت لله، وتظل مملوكة لله”.
“وما دام الأمر كذلك خلقًا وجعلاً وملكًا يجب أن يتنبه الذين يدعون العاطفة الإنسانية لخلق الله، فيخلعون عينًا أو كلية أو طرفًا ويضعونها في الإنسان لأن التبرع بالشيء فرض الملكية له، وبيع الشيء فرض الملكية له، وما دمت لا تملك ذاتك أو أبعادك، فلا يصح أن تتبرع بها”.
ثم سافر الشيخ محمد متولي الشعراوي بعد ذلك إلى جدة ليقوم بزراعة قرنية تبرع بها أحد المتوفين عندما احتاجت عيناه لتلك العملية، لم تعد حراما.
تجاهل فتواه الشهيرة من أجل الضرورة، حرم المئات من زراعة الكلى وكبد والقرنية بل وحتى نقل الدم بفتواه التي ألقاها على المنبر، ثم خالفها عندما صار مضطرا.
لا نتمنى للشيخ كريمة أن يحتاج لزراعة كلى، لكن نتمنى له أن يصمت، أن يسمع لمقولة الإمام مالك بن أنس : أن من قال لا أدري فقد أفتى.
وأن حياة الإنسان والعلم والطب ليست مسؤولية الدين الذي أنزله الله ليقوم الخلق والتعامل والعبادة لا الزراعة والصناعة والعلم
أو كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة يوما ما في زراعة النخيل : أنتم أعلم بشؤون دنياكم.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال