من هم البهرة؟ .. دلالات تاج ضريح الإمام الحسين وحذف فتوى دار الإفتاء
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أثار تاج ضريح الإمام الحسين خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي في 27 إبريل 2022 لمسجد الإمام تساؤلات حول أسباب التغيير والبعض أثاره حضور سلطان طائفة البهرة.
تاج ضريح الإمام الحسين الدلالات والمعاني
للبُهَرة حضور كبير وأيادي بيضاء في تجديد مساجد آل البيت والجوامع الأثرية في مصر مثل جامع الأقمر ومسجد الحاكم نظرًا لأنه يشهد المولد السنوي لسلطانهم محمد برهان الدين يوم 11 مارس من كل عام، دون ضوء اسمهم في أعمال الترميم.
للتاج الموضوع على ضريح الإمام الحسين دلالات فقد أزيحت العمامة وحل بدلاً منها التاج مع رمز سيف ذو الفقار، والفرق بين التاج والعمامة شاسع، فالعمامة بالنسبة لأهل السنة والصوفية رمز للعلم، بينما التاج يرمز للإمام المستتر (الحاكم الفاطمي المنتسب لآل البيت) وسيعود في يوم من الأيام من جدران الحاكم بأمر الله، ورمزه التاج ـ تاج الحكم – وهو الموجود في ضريح الإمام الحسين.
عقائد البهرة وحذف أرشيف دار الافتاء
يعرف أن البهرة إسماعيليون شيعة، غير أن بينهم فروق متعددة مع بقية طوائف الشيعة، ويختلف الصوفية أيضًا معهم، فمن أوجه الاختلاف أن أركان الإسلام بالنسبة للبهرة 7 أركان هي الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد، وموجودة في كتاب رسالة هداية الدين المضيء لـ محمد برهان الدين البهري
يعتبر البهرة أن الولاية تكون محل الشهادتين فـ مصطفى غالب الإسماعيلي يقول أن الإمامة هي المحور الذي تدور عليه الفرائض التكليفية.
أما الصلاة بالنسبة للبهرة فهي تعني الإتصال بالإمام، ومن يشك في وجود الإمام فلا صلة له، ونص على ذلك الحامد الهمداني، بينما معنى الزكاة هي الإقرار بالأئمة وذريتهم، بينما الحج بالنسبة لهم ليس إلى الكعبة فالكعبة هي علي بن أبي طالب، وأداء الحج يكون في الهند حيث روضة طاهر سيف الدين الإمام الـ 51 بالنسبة للبهرة.
كذلك يرى البهرة مسألة الحلول والتي تعني إحلال الإمام محل الله في صفة القدرة والخلق ويقولون في ذلك
من يصفه بصفات الله ذي العرش تحقيقًا فحقًا وصفه
فصفات الله عزت وعله نحوه عنه غدت منصرفة
ومعنى ذلك أن صفات الله وقدراته ذهبت إلى الإمام بعد أن تخلى الله عنها له.
كل ذلك تقوله دار الإفتاء في 18 فبراير 2014 في الفتوى رقم 680732 أنهم فرقة ضالة خارجة عن الإسلام ويعاملوا معاملة المشركين لا أهل الكتاب، أي لا يجوز أكل ما يذبحونه ولا يجوز لمسلم الزواج من امرأة بهرية، العجيب أنه لا وجود الآن لفتوى دار الإفتاء على موقعها.
نشأة البهرة تاريخيًا
المراجع والدراسات المتعلقة بتاريخ البهرة قليلة للغاية، فضلاً عن كون الطائفة هي إحدى طوائف الشيعة المثيرة للغموض، يعود تاريخ البهرة الأصلي إلى عهد الدولة الفاطمية .
لم يكن اسم الطائفة باسمها الحالي (البُهَرة) وإنما كان اسمها المستعلية الغربية نسبةً للإمام الفاطمي أحمد المستعلي نجل المستنصر بالله الفاطمي.
كان ظهور البهرة متزامنًا مع انقسام فاطمي، فالمستنصر بالله أوصى بالخلافة لابنه نزار، لكن الوزير الأفضل كان له أخت تزوجها المستنصر، فقرر أن يجعل الإمام في المستعلي ابن شقيقته وكان صغيرًا في السن بينما خاله الوزير الأفضل هو المتحكم.
مات المستعلي وجاء ابنه الآمر فقُتِل على يد النزارية، فعين عمه الحافظ إمامًا، وبدأت الدولة الفاطمية في التداعي والانهيار حتى جاء صلاح الدين وألغى وجود الشيعة من مصر تمامًا لينتقل البهرة من مصر إلى اليمن، وصار اسمها الطيبية نسبة للطيب بن الآمر بن المستعلي.
نشأة البهرة في اليمن اقترنت باستقرار الدولة الصليحية لكن انهيارها أدى إلى ذهاب أفراد الطائفة إلى الهند وهناك انقسمت إلى قسمين، الأولى بهرة الداودية وهم الهنود والباكستان، والبهرة السليمانية وموجودين في اليمن ويسمون بالمكارمة نسبةً لمحمد بن إسماعيل المكرمي.
مدى صلة البهرة بالنسب النبوي مسألة فيها خلاف تاريخي حاد، فمن المؤيدين لوجود نسب ابن خلدون، بينما يرى أبو بكر الباقلاني وعبدالقاهر البغدادي أنه لا صلة بالبهرة ولا حتى الفاطميين بالنسب النبوي.
ومع مرور الزمن تجاوز البهرة المعاصرين إشكالية نسبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، بل مسألة الإمام لم تعد لها أهمية بالنسبة لهم فانتقلوا من دور الداعي المستتر إلى دور الداعي المطلق والمعروف حاليًا باسم لقب السلطان والذي يعني داعي مطلق لمبادئ الإسماعيلية للدولة الفاطمية البهرية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال