من هو هارون الذي نُسِبَت له العذراء مريم في القرآن فجعلها أختًا له
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أخذت السيدة مريم في القرآن الكريم مكانةً كبيرة، فأوردت الآيات اسمها أكثر من 30 مرة وجُعِل لها سورة كاملة باسمها هي سورة مريم تكلم فيها عن قصتها.
اسم السيدة مريم في القرآن الكريم
تحدث القرآن الكريم عن والدة عيسى عليه السلام فخطابها بأنها أخت هارون وذلك في قوله سبحانه «يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا» والثابت في القرآن الكريم أن السيدة مريم هي نجلة عمران وهو من نسل النبي داوود أي من نسل يهوذا وليس من نسل اللاويين الذين ينتسب لهم هارون.
تطرق المفسرون إلى لفظ أخت هارون فذكروا أنها ليست تسمية قرآنية وإنما هو خطاب عشائري عن طريق قومها في سياق نداءهم لها عندما حملت بعيسى عليه السلام فاستنكروا ذلك الحمل وأشاروا بالنقد إلى عرضها وشرفها وعفافه فقالوا لها يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً.
تنوعت التفاسير حول ماهية هرون فالبعض قال أنه كان رجلاً فاسقاً، اشتهر فسقه، فنسبها قومها إليه، إعلاناً عن إدانتهم لها، والبعض الآخر قال أن هارون هذا كان رجلاً صالحاً مشهوراً بالصلاح والعفة.. فنسبها قومها إليه سخرية منها، وتهكماً عليها، وتعريضاً بما فعلت، واستهزاء بدعواها الصلاح والتقوى والتبتل فى العبادة، بينما هي قد حملت سفاحاً؛ وفيه إنه كان لها أخ من أبيها اسمه هارون، وكان من عباد وصلحاء بنى إسرائيل، فنسبوها إليه.. واسم هارون من الأسماء الشائعة في بني إسرائيل.
اقرأ أيضًا
كيف نواجه أزماتنا ؟ .. لنتعلم من العذراء عليها السلام كما أخبرنا القرآن والإنجيل
ويشير الدكتور محمد عمارة أن تسمية السيدة مريم في القرآن الكريم بـ أخت هارون ليست خبراً قرآنياً، وإنما هي حكاية من القرآن الكريم لما قاله قومها، وهذه الاحتمالات التى ذكرها المفسرون تعليلاً لهذه التسمية هى اجتهادات مستندة إلى تراث من التاريخ والقصص والمأثورات.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال